‘);
}

دولة المُوحّدين

هي دولة إسلاميّة تأسَّست في عام 515هـ/1121م على يَد (ابن تومرت)، وتُنسَب إلى جماعة إسلاميّة تُؤمن بأنَّ الله -تعالى- هو وحده فوق التشبيه، وهم يُنزِّهونه عن كلِّ تشبيه له بالخَلْق، وقد ضمَّت دولة المُوحّدين في أَوْج ازدهارها مساحة جغرافيّة كبيرة؛ حيث شملت المغرب العربيّ، وامتدَّت من مصر إلى الأطلسيّ، بالإضافة إلى الأندلُس (إسبانيا حاليّاً)، واستمرَّ عهد الدولة إلى عام 674هـ/1275م.[١]

نشأة دولة المُوحّدين

نشأت الدولة المُوحِّدية، أو دولة المُوحِّدين في القرن السادس الهجريّ، وكان ذلك على يَد شخص يُعرَف باسم (ابن تومرت)، وهو مُحمَّد بن عبد الله بن وجليد بن يامصال الذي لقَّبه الكثيرون ب(المهديّ)، وسانده في ذلك رجلان من أصحاب العِلم، وهما: أبو مُحمَّد عبد الله بن محاسن الونشريسيّ، وعبد المُؤمن بن علي التاجريّ الكوميّ الندروميّ، ومن الجدير بالذكر أنّ ابن تومرت اجتهدَ في دراسة اللُّغة، والدِّين في بلاد أوروبّا، والمشرق، وتبنَّى حركة دينيّة إسلاميّة تهدف في الأساس إلى إنشاء خلافة إسلاميّة ترجع بالأُمَّة الإسلاميّة إلى عهد الخُلفاء الراشدين، والتركيز على مبدأ التوحيد الخالص، ومن هنا جاء اسم الدولة (المُوحِّدية)، واسم الأنصار، والتابعين لها (المُوحِّدين)، وقد سعى ابن تومرت جاهداً؛ لنَشْر هذه الحركة الدينيّة، وأخذَ يجهر بها في كلِّ بلد يذهب إليه، ومنها العواصم العربيّة السياسيّة، والعِلميّة، مثل: مصر، وتونس، وطرابلس، وقسنطينة، ومراكش، وتلمسان، وفاس، وقد أيَّده في دعوته عدد كبير من الأتباع، ممّا مكَّنه من قيادة ثورة كبيرة، استطاع من خلالها الدعوة إلى الأصول الجامعة، والقضاء على الفروع، كما أنَّه أسَّس حكومته في المغرب العربيّ، وأضفى عليها الصبغة المهدويّة، والتأويل العقليّ.[٢]