‘);
}
نصائح دينية للمقبلين على الزواج
إنّ الله -سبحانه وتعالى- أنعم علينا بنعمٍ كثيرةٍ لا تعدّ ولا تحصى، ومن هذه النعم العظيمة نعمة الزواج، وهو آيةٌ من آيات الله، يقول -الله تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)،[١] وجعل الله -تعالى- من الزواج سكناً لكلا الزوجين وسبباً لحصول المودة والرحمة والتآلف بينهما، ومن النصائح والتوجيهات النبويّة المهمّة للمقبلين على الزواج، ما يأتي:[٢][٣]
- زيادة الثقافة والتعلم والقراءة: وذلك بالإلمام بموضوع الزواج وأحكامه وواجباته وآدابه؛ من خلال الرجوع إلى الكتب الفقهية المتخصّصة، أوالمراجع الشرعيّة المعتمدة، أو حضور الدورات الخاصة بالزواج، أو الاستماع إلى المحاضرات التي تتحدث عن هذا الموضوع.
- يجب أن يكون الهدف من الزواج في ذهن الزوجين واضحاً : أي أنّه لا بّد أن يكون الباعث للزواج باعثاً شرعياً، وأن تكون القناعة به قناعةً شرعيَّةً، وليس مجرد عاداتٍ وتقاليد، وإنّما هو زواجٌ لنيل رضا الله -سبحانه وتعالى- والقضية تكون قضية عبادةٍ؛ إذ إنّه لو نوى طاعة الله -تعالى- لأُجر أجراً عظيماً، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إِنِّي أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي، فَلَيْسَ مِنِّي)،[٤] وقال -تعالى- مُرَغِّباً في الزواج: (فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ).[٥]
- أن يعرف كِلا الزوجين أنّ في الزواج أٌنساً وستراً لهما
وفيه تحصينٌ وحمايةٌ لكلٍّ منهما من الوقوع فيما حرَّم الله؛ قَالَ -تَعَالَى-: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾،[٦] وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج).[٧]
‘);
}
- الحياة الزوجية تحتاج إلى صبر: ويجب أن يكون الزوج صبوراً ورحيماً وواسع الصدر، عظيم الحلم، بشوشاً خلوقاً، فإنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في الحديث الصحيح: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).[٨]
- البيت يجب أن يبنى على أساس الحب والمودة والرحمة : ممّا لا شك فيه أنّ البيت الذي تسوده المودة والمحبة والرأفة والتربية الإسلامية؛ فسيؤثّر ذلك إيجابياً على الرجل فيكون بإذن الله موفقاً في أمره، ناجحاً في أي عملٍ يسعى إليه من طلب علمٍ أو كسب تجارةٍ أو أي عملٍ يسعى به لطلب الرزق ونيل رضا الله.
- أن يحسن كل منهما الاختيار: فالزوجة يختارها لخلقها ودينها، وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة -رضي اللهُ عنه-: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى اللهُ عليه وسلم- قَالَ: (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ)،[٩] ويُختار الزوج إن كان صالحاً فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه).[١٠]
مفهوم الزواج
الزواج في اللغة العربية يعني الاقتران والازدواج، وفي الشريعة الإسلامية: هو عقدٌ يفيدُ حلَّ استمتاع كلِّ واحدٍ من الزوجين بالآخر على الوجه المشروع، ويجعلُ لكلٍّ منهما حقوقًا وواجباتٍ لكلا الطرفين.[١١]
وإذا تحقّق كلٌّ من أركان العقد وتوافرت الشروط الشرعيّة؛ حلَّ استمتاع كلّ واحدٍ من الزوجين بالآخر بعدما كان حراماً عليهما، واستحقّت الزوجة من زوجها المهر والنفقة، واستحقّ الزوج على زوجته الطاعة، واستحقّ كلٌّ منهما على الآخر حسن المعاشرة، والمودة، والرحمة فيما بينهم.[١١]
حكمة مشروعية الزواج
من الحكم الهامة التي شرع الله الزواج لأجلها؛ بقاء النوع الإنساني على أكمل وجوه البقاء إلى الأجل الذي قدر الله أن ينتهي بقاء الإنسان إليه، والتكاثر لإعمار هذا الكون والقيام بالواجب المعطى لكلّ إنسانٍ، وهو عبادة الله حقّ العبادة، وعدم الإشراك به، وقد روى أبو داود عن معقل بن يسار أنّ رجلاً جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يا رسول الله إني أصبت امرأة ذات حسب ومنصب ومال إلا أنها لا تلد أفأتزوجها؟ فنهاه، ثم أتاه الثانية فقال له مثل ذلك، ثم أتاه الثالثة فقال: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم)،[١٢] وتحديد العلاقة بين الزوجين وبيان حقوق كلٍّ منهما للآخر وواجباته عليه؛ لأنّه ما دام اجتماع الذكور بالإناث من الضرورات التي اقتضتها الفطرة؛ فلا بدّ من تشريع نظامٍ يقومُ على أساسه هذا الاجتماع، حتّى يأمن أحدهما عدوانَ صاحبه، ويثمر الاجتماع ثمرته المقصودة من تعاون الزوجين، وقيام الزوج بأعباء الحياة الخارجيّة، وقيام الزوجة بالشؤون المنزلية، وسُكون أحدهما إلى الآخر وأُنسه به وتبادلهما المودة والرحمة.[١٣]
المراجع
- ↑سورة الروم، آية:21
- ↑مجموعة من المؤلفين، فتاوى واستشارات الإسلام اليوم، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الاسلامية، صفحة 7553. بتصرّف.
- ↑رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1401، صحيح.
- ↑سورة االنساء، آية:3
- ↑سورة البقرة، آية:187
- ↑رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1400، حديث صحيح.
- ↑رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1924 ، حديث صحيح.
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5090، صحيح.
- ↑رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي حاتم المزني، الصفحة أو الرقم:1085، حسن غريب.
- ^أبعبد الوهاب، كتاب الأحوال الشخصية، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن معقل بن يسار، الصفحة أو الرقم: 2050، حسن صحيح.
- ↑عبد الوهاب، احكام الاحوال الشخصية، صفحة 15. بتصرّف.