نصائح لأصحاب العمل للتعامل مع فيروس كورونا

لقد أضحى انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد19) العنوان الأبرز في أخبار عام 2020 حتى الآن، لذلك يجب على أرباب الأعمال أن يستعدوا للتعامل مع استمرار انتشار الفيروس في مختلف أرجاء العالم.

Share your love

ما هو كوفيد19؟

كوفيد19 هو أحد أشكال فيروسات كورونا، ويُعتقَد بأنَّ منشأه مدينة ووهان في الصين، قد تظهر أعراض خفيفة على المصابين بفيروس كورونا وقد لا تظهر عليهم أيّ أعراض.

تشبه أشهر أعراض كوفيد19 أعراض نزلات البرد أو الإنفلونزا وتتضمن: ارتفاع درجة الحرارة، والوهن، والسُعال، وصعوبة التنفُّس، وفي الحالات الخطيرة قد يؤدي كوفيد19 إلى التهاب الرئة، والفشل الكلوي، والموت. حسب الإرشادات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية حتى الآن قد يستغرق ظهور أعراض كوفيد19 حتى 14 يوماً بعد التعرض للفيروس. يتعافى معظم الناس من كوفيد19 دون الحاجة إلى علاجٍ طبيِّ خاص، بينما تكون احتمالات اشتداد المرض أعلى لدى كبار السن والأشخاص الذين يعانون ضعفاً في أجهزتهم المناعية.

معلومات يجب على أصحاب الأعمال أن يعرفوها:

1. مراجعة السياسات وتحديثها:

من المهمّ أن يراجع أرباب الأعمال السياسات المتعلقة بالإجازات المَرَضية، والإجازات المدفوعة، والعمل من المنزل من أجل تحديد مقدار الإجازة التي يمكن منحها للموظفين إذا أصيبوا بكوفيد19 والإجراءات التي يمكن اتِّباعها حالياً في حال اضطر الموظفون إلى العمل من منازلهم إذا أُصيبوا بكوفيد19.

في ظلّ انتشار كوفيد19 قد يحتاج أرباب الأعمال إلى تحديث السياسات وزيادة مدة الإجازات المَرَضية المدفوعة التي يُسمَح للموظفين أن يأخذوها، أو السماح للموظفين باتخاذ عُطَلِهم إجازاتٍ مَرَضيَّةً مأجورة، أو زيادة عدد الأيام التي يُسمَح للموظفين فيها بالعمل من منازلهم مؤقتاً. يجب على أرباب الأعمال أن يفكروا في هذه الإجراءات في حال اضطر الموظفون إلى العمل من منازلهم في حال ظهر عليهم أيّ عَرَضٍ من أعراض كوفيد19 أو إذا أصيبوا بالمرض نفسه. في المقابل يُعزز اتِّباع سياسات لا تُتيح للموظفين أخذ إجازاتٍ مأجورةً أو العمل من المنزل احتمال امتناعهم عن الإفصاح عن أعراض كوفيد19 في حال أحَسُّوا بها ويثنيهم ذلك عن البقاء في المنزل في حال أصيبوا بالمرض.

من أجل الحدّ من احتمال استغلال الإجازة المرَضية المأجورة من قِبَل الموظفين الذين قرروا عزل أنفسهم لكنَّهم لا يستطيعون العمل عن بُعد بسبب طبيعة أعمالهم ربما يستطيع أرباب الأعمال مطالبتهم بإثباتٍ موثَّق (مثل نسخٍ عن وثائق السفر تؤكد أنَّهم سافروا مؤخراً إلى إحدى المناطق شديدة الخطورة) كشرطٍ للحصول على الإجازة المأجورة. ثمَّة طرق مختلفة يستطيع أرباب الأعمال استعمالها في مثل هذه الحالات بحسب حجم الشركة وطبيعتها.

2. فرض القيود على السفر:

يستطيع أصحاب العمل فرض قيود على رحلات سفر الموظفين المرتبطة بالعمل، إذ يُعَدُّ احتمال الاحتكاك بشخصٍ مصابٍ بكوفيد19 مرتفعاً حالياً في عديدٍ من الأماكن حول العالم، وإذا أُصيب موظف بكوفيد19 في رحلة سفرٍ لها علاقةٌ بالعمل قد يستحقّ تعويضاً وفقاً لقوانين تعويض الموظفين المعمول بها. يُنصَح حالياً بتجنُّب السفر إلى كلٍّ من الصين، وإيران، وإيطاليا، وكوريا الجنوبية وبتوخي أقصى درجات الحذر في اليابان.

في المقابل يُعَدُّ فرض قيود على رحلات السفر بغرض الاستجمام أمراً أكثر تعقيداً، إذ على الرغم من أنَّ مصالح رب العمل تبرر له فرض قيودٍ على سفر الموظفين إلى مناطق يرتفع فيها خطر الإصابة بكوفيد19 إلَّا أنَّ ربَّ العمل لا يستطيع بشكلٍ عام منع الموظفين من السفر في أوقات فراغهم. من الطرق التي يُفضَّل أن يتَّبعها أرباب الأعمال من أجل ضبط الموظفين الذين يخططون أو خططوا للسفر إلى مناطق يرتفع فيها خطر الإصابة بكوفيد19:

  1. مطالبة الموظفين بالاطلاع على التحذيرات الصحية التي تُطلقها الحكومات بشأن السفر قبل القيام بأيَّة رحلةٍ إلى الخارج.
  2. مطالبة الموظفين بالإبلاغ عن أيَّة رحلةِ سفرٍ أجروها أو سيُجرونها إلى أيَّة منطقة يرتفع فيها خطر الإصابة بالفيروس.
  3. تطبيق سياسات تُطالِب الموظفين الذين سافروا إلى تلك المناطق بأن يحجروا أنفسهم ويعملوا عن بُعد أو أن يأخذوا إجازةً مدتها 14 يوماً بعد عودتهم إلى بلدانهم. قد يعود الموظفون إلى أماكن أعمالهم بعد 14 يوماً إذا لم يظهر عليهم أيُّ عرضٍ من أعراض كوفيد19. أو في إمكان أرباب الأعمال أن يطالبوا الموظفين بإحضار وثيقة خُلوٍّ من الأمراض من أحد الأطباء حتى يعودوا إلى أماكن أعمالهم، يمكن اتّباع هذه الطريقة خصوصاً مع الموظفين الذين يجب عليهم التواجد في أماكن أعمالهم ليؤدوا وظائفهم ولا يمكنهم العمل من المنزل.
  4. تابع تسديد راتب الموظف (ربما في حال قدَّم الموظف وثائق تثبت ما يقول) وقدِّم له المساعدة في أثناء ذلك حتى تبرِّئ نفسك من مسؤولية إرغام الموظف على ترك عمله.

سواءً كانت رحلات السفر بغرض العمل أو الاستجمام يجب على أرباب الأعمال أن يراجعوا سياسات التأمين على السفر للتحقق من أنَّ فيها قيوداً تُفرَض على السفر عبر البلدان التي يرتفع فيها خطر الإصابة بالمرض أو إليها، ويجب على أرباب العمل أن يوضِّحوا هذه القيود للموظفين وأن يشجعوهم على مراجعة السياسات قبل السفر إلى أيّ مكانٍ في العالم.

3. التمييز في المعاملة:

التمييز في المعاملة

تسري الالتزامات القانونية التي تقع على كاهل ربّ العمل في إطار قانون حقوق الإنسان على التعامل مع الموظفين الذين من المحتمَل أن يكونوا قد أُصيبوا بكوفيد19. على الرغم من أنَّ الصين تبقى بؤرة تفشي كوفيد19 وأنَّ عدداً آخر من البلدان صُنِّفَت ضمن المناطق التي يرتفع فيها خطر الإصابة بالفيروس إلَّا أنَّه من المهمّ ألَّا تميِّز إجراءات التعامل مع كوفيد19 بين الناس على أساس العرق، أو الأصل، أو بلد المنشأ. من القانوني مثلاً أن يطلُب ربّ العمل من أيّ موظفٍ سافر مؤخراً إلى الصين أن يعمل من المنزل مدة 14 يوماً تَلي تاريخ عودته، لكن من غير القانوني أن يطلب ربّ العمل من أيّ شخصٍ ذو أصولٍ صينية (أو يحمل جواز سفرٍ صينيَّاً) أن يعمل من المنزل سواءً سافر مؤخراً إلى الصين أم لم يسافر. من المهمّ أن تنتبه أيضاً إلى أنَّ حقوق الإنسان والسلامة المهنية وإجراءات الأمان تشمل أيضاً ضمان ألَّا يتعرض الموظفون إلى المضايقة، أو التنمُّر، أو سوء المعاملة خلال عملهم بسبب أعراقهم، أو أصولهم، أو أماكن نشأتهم. في بعض الحالات يجب على أرباب الأعمال التصدي للسلوكات التي لا تراعي مشاعر الموظفين وتمارس التمييز ضدّهم والتي يُقدِم عليها الموظفون الآخرون، أو المورِّدون، أو عامة الناس.

4. حق الموظف في رفض العمل:

في إطار الصحة المهنية وقوانين السلامة يحق للموظف رفض العمل أو رفض القيام بعملٍ مُعيَّنٍ في مكان العمل إذا كان يعتقد استناداً إلى مبرراتٍ منطقية أنَّ الوضع خطيرٌ في مكان العمل أو أنَّ في العمل خطراً يهدد سلامته وصحته. إذا استمر انتشار كوفيد19 قد يُطَالِبُ الموظفون بممارسة حقِّهم هذا إذا كانوا يعتقدون استناداً إلى مبرراتٍ منطقية أنَّهم قد يُصابون بكوفيد19 في مكان العمل. إذا طالَبَ موظفٌ ما بممارسة هذا الحق يجب على ربّ العمل التشاور مع مستشاره القانونيّ حول إمكانية تطبيق إجراءات رفض العمل في إطار الصحة المهنية وقوانين السلامة المُتَّبعة في البلد الذي يعيشون فيه.

5. الزُوَّار في أماكن العمل:

من المهمّ بالنسبة إلى أرباب العمل توخّي مزيد من الحيطة عند السماح للزوَّار بدخول مكان العمل للحدّ من احتمال تعرّض الموظفين في مكان العمل للمرض. يَحِقُّ لأرباب العمل مطالبة الزوَّار مُقدَّماً بتقديم معلوماتٍ حول ظهور أيَّة أعراض تشبه أعراض نزلات البرد عليهم، أو إذا ما كانوا احتكُّوا بأيّ شخصٍ مصابٍ بكوفيد19، أو إذا ما سافروا إلى أيَّة منطقةٍ يرتفع فيها خطر الإصابة بالفيروس. إذا أجاب الزوَّار بـ “نعم” على أيٍّ من هذه الأسئلة في إمكان رب العمل أن يطلب من الزائر ألَّا يأتيَ إلى مكان العمل قبل أن ينقضي 14 يوماً دون أن تظهر عليه الأعراض، أو في إمكان الزائر أن يُحْضِر وثيقة خُلوٍّ من الأمراض من أحد الأطباء. في إمكان أرباب العمل أيضاً مطالبة أيّ زائرٍ بتقديم معلومات التواصل الخاصة به حتى يتمَّ التواصل معه في حال انتشر كوفيد19 في مكان العمل، إذ ربما يكون الزائر حينئذٍ معرضاً لخطر الإصابة بالمرض.

شاهد: أهم الأسئلة حول فيروس كورونا ونصائح للوقاية منه

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/ZyUIvhAPIus?rel=0&hd=0″]

6. اعتبارات الخصوصية:

قد يُضطر أرباب الأعمال إلى جمع معلوماتٍ شخصية، واستخدامها، ونشرها بغرض منع خطر الانتشار السريع لكوفيد19 أو التحكّم به. في حال حضر شخصٌ ما إلى مكان العمل:

  1. خلال الـ 14 يوماً التي تلَت سفره إلى منطقةٍ يرتفع فيها خطر الإصابة بكوفيد19.
  2. خلال الـ 14 يوماً التي تَلَت ظهور أعراض كوفيد19 عليه.
  3. أجرى اختباراً للتحقق من إصابته بفيروس كورونا وكانت النتيجة إيجابية.

في هذه الحالة يواجه أرباب الأعمال مهمّةً عصيبةً تتمثل في الموازنة بين حقّ ذلك الشخص في الحفاظ على خصوصيته والواجب الذي يُحتِّم على ربّ العمل الحفاظ على سلامة مكان العمل.

حتى الموظفون الذين غادروا عملهم لقضاء إجازةٍ أو الذين يعملون عن بُعد يبقى من حقِّهم أن تحافِظ على خصوصياتهم. يجب على أرباب الأعمال بشكلٍ عام عدم الكشف عن الأسباب التي دفعَت الموظف إلى الخروج لقضاء إجازة أو إلى العمل عن بُعد إلَّا للموظفين الذين يحتاجون إلى هذه المعلومات لأداء واجباتهم.

يجب على أرباب الأعمال أن يُبلِغوا الموظفين المعرضين بشكلٍ جدّي لخطر الإصابة بكوفيد19 بذلك حينما يكون هذا ممكناً، بيد أنَّ الأمور التي تُعرِّض الموظفين لخطر الإصابة بالمرض تختلف من مكانٍ إلى آخر ويجب على رب العمل أن يحددها بالتشاور مع أشخاصٍ مؤهلين طبِّيَّاً لذلك، ويجب على أشخاصٍ مؤهلين طبِّيَّاً أن ينفِّذوا حملة تبليغ للأفراد إذا كان ذلك ممكناً.

في حملات التبليغ هذه يجب على أرباب العمل أن يبذلوا جهوداً حثيثة حتى لا يُفشُوا المعلومات التي قد تحدد هوية الشخص الذي ربما يكون سبَّبَ انتشار كوفيد19 (سواءً هذه المعلومات وحدها أو أيَّة معلومات متاحة علناً قد تؤدي إلى النتيجة نفسها). الهدف من هذا هو تقديم ما يكفي من المعلومات للموظفين الذين من المُحتمَل أن يصيبهم المرض وتقديم المشورة الطبية لهم والعلاج إذا لزم الأمر. من أجل ذلك نستعرض فيما يلي بعض المبادئ التوجيهية المرتبطة بتقديم الملاحظات:

  • لا تقدم معلوماتٍ تتضمَّن: الاسم، أو تاريخ الميلاد، أو أيَّة معلوماتٍ أخرى تحدّد الشخص الذي يُشتَبَه في أنَّه قد ينقل كوفيد19 للآخرين.
  • يمكنك أن تقدِّم معلوماتٍ تتضمَّن: حقيقة أنَّ الفرد ربَّما تعرَّض لخطر الإصابة بكوفيد19، والمعلومات الآتية إذا كنت تعرفها:
    • تاريخ تعرُّضهم لخطر الإصابة المحتمل.
    • إلى أيّ حدٍّ تعرضوا للخطر المحتمَل والظروف التي رافقَت ذلك (مثل التماس العَرَضي غير المباشر والتماس الطويل المباشر).

قد لا يكون من الممكن دائماً توجيه تحذيرات بشأن ارتفاع خطر الإصابة بكوفيد19 دون الكشف علناً أو ضمنيَّاً عن هوية الفرد الذي يُعَدُّ مصدراً لهذا الخطر. تسمح بعض القوانين باستخدام المعلومات الشخصية ونشرها في الحالات الاستثنائية دون معرفة الشخص أو دون رضاه حينما يكون ثمَّة حالةٌ طارئةٌ تهدّد حياة الآخرين، أو صحتهم، أو سلامتهم. إنَّ قرار كون الحالة طارئةً أم لا يجب عليه أن يُتَّخَذ بالتشاور مع أفراد مؤهلين طبِّيَّاً ومع مستشارين قانونيين. وبحسب القوانين المعمول بها في البلد قد يكون من الضروري في وقتٍ لاحقٍ الكشف عن مثل هذه الحالة الطارئة للفرد الذي سيتمّ الكشف عن معلوماته الشخصيّة.

7. الاطلاع على آخر الأخبار والحفاظ على التواصل:

من المهمّ جدَّاً أن يطَّلع أرباب الأعمال على آخر أخبار كوفيد19 وأن يُطلِعوا الموظفين عليها أيضاً في حال استمرّ انتشار المرض من أجل التعامل مع انتشار كوفيد19 في مكان العمل بأفضل طريقة. يجب على أرباب الأعمال أيضاً أن يُذكِّروا الموظفين بالسياسات المُتَّبعة فيما يخصّ الإجازات المَرَضية، والإجازات المأجورة، والعمل من المنزل وأن يوضِّحوا للموظفين أيَّة سياسات وأيّ إجراءات جديدة مُتَّبعة للتعامل مع كوفيد19. وأخيراً ثمَّة في الأخبار ووسائل الإعلام الكثير من المعلومات المغلوطة المتداولة حول كوفيد19، لذلك من المهمّ أن يبيِّن أرباب العمل المعلومات الدقيقة والموثوقة وأن يقدموها للموظفين.

في ظلّ انتشار كوفيد19 في مختلف أرجاء العالم وخروجه عن السيطرة في عددٍ من البلدان أصاب الإرباك العديد من الشركات وأرباب الأعمال نتيجة الركود الذي أصاب الأسواق والقيود التي فُرضَت على حركة السفر وغيرها من الإجراءات التي اتُّخذَت لمكافحة المرض. لقد تطرقنا في هذا المقال إلى بعض النصائح الطبية والقانونية التي يجب على أرباب العمل اتِّباعها للتعامل مع هذا المرض والسيطرة على انتشاره في مكان العمل ووقاية الموظفين منه.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!