إن منهج منتسوري يتميز بعدة مميزات مفيدة جدا و من أهم هذه المميزات تقسيم مراحل نمو الطفل و مساعدة كل سن حسب إحتياجاته و تنمية مهاراته حسب ما لديه و ما يرغب في تعلمه لأننا كما ذكرنا و نذكر دائما إن منهج منتسوري يعتبر الطفل المتعلم هو أساس عملية التعلم و المدرس أو الوالدين موجهين و مساعدين فقط, ففي هذه المقالة سنمدكم بمزيد من النصائح و الأنشطة المساعدة لنمو الطفل حديث الولادة حتى عمر سنة.
أثناء الحمل:
كما ذكرنا في مقال سابق إن الجنين في بطن الأم يتعلم أكثر مما نتوقع و أثبتت التجارب أن الطفل حديث الولادة يعرف صوت الام بل وأكثر من ذلك يعرف نوع الموسيقى التى كانت تستمع لها الأم أثناء الحمل فلابد لنا البداء في تعليم اطفالنا حتى قبل أن يولدوا من خلال استغلال هذه الحقيقة العلمية فيمكننا تشغيل أشياء سنعلمها للطفل فيما بعد ولكن سنسمعها له و هو في بطن الأم وعلى الأم أن تتحدث مع جنينها و تتأكد أنه يسمعها ويتعرف أكثر عليها من خلال السمع.
حديثي الولادة:
لاشك أن أول فترة بعد الولادة ستكون صعبة بسبب التعب بعد الولادة و عدم انتظام النوم للأم و الطفل أيضا لكن سنحاول الإستمرار في تعليم الطفل من خلال السماع فخلال هذه الفترة يكون تركيز الطفل أكثر على الأصوات و مراقبة الوجه و الشفاه لمن يحدثه سواء الأم أو الأب أو غيرهم.
الرضيع:
إن مسافة تركيز عيني الطفل الرضيع في الأشهر الاولى تساوي نفس المسافة بين وجهه و وجه الأم أثناء الرضاعة و هذه ليست صدفة , فيمكننا القول أن تجارب الإتصال والتواصل المثلى تتم بين الطفل و أمه من خلال الرضاعة , فيمكننا تغذية الطفل باللغة والتجهيز للغة التي يتم التحدث بها لاحقا من خلال التحدث مع الطفل أثناء الرضاعة بكلمات واضحة وصوت مناسب.
ويمكن للأبوين تحفيز الطفل في أشهره الأولى من خلال تقليدهم ﻷي صوت يصدره الرضبع ففي بعض الأحيان نجد إستجابة مذهلة من الطفل بحيث يكرر الأصوات أكثر من مرة و مع مرور الأيام سنجده يقلد أصوات الأبوين و يكرر ما يسمعه منهم.
الطفل بعمر ثلاثه أشهر لستة أشهر:
في هذه المرحلة تعتبر عملية تغيير حفاض الطفل و رضاعته و تحميمه و حمله ووضع ملابسه من الأشياء الهامة والاكثر حسا و اتصالا مع الطفل فعلى الأم التحدث للطفل أثناء ذلك و سؤاله – حتى وإن لم يجيب أو يرد – هل هو مستعد لتغيير الحفاضة مثلا أم يريد الرضاعة أولا , وأثناء تغيير الحفاضة أخبريه بلغة واضحة ماذا تفعلين و كيف تقومين بذلك و عليكي إخباره بكل شئ تقومين به و هو سيتعلم و يفهم ما تفعليه و حتى إن بدى أنه لا يفهم عليكي الإستمرار في الكلام و الشرح فهذا مفيد جدا لنموه اللغوي و إدراكه العقلي.
لا يمكننا القول أن الوقت مبكر في هذا السن على تصفح الكتب فالطفل في هذا السن ربما لا يستطيع التمتع بتصفح الكتاب وهو جالس لكن لا تحرميه من الإمساك بكتاب ملون وصفحاته قوية و يمكن إيجاد كتب مخصصة للسن الصغير بالمكتبات.
الطفل بعمر ستة أشهر حتى تسعة أشهر:
في هذه المرحلة لابد أن نركز جدا في البيئة المحيطة و ما تقع عليه عيني الطفل, ففي السنة الأولى يفضل انتشار الألوان المريحة للعين وتجنب تواجد الأشياء الكثيرة حول الطفل فعند إثارة عين الطفل أكثر مما يجب يغلق عينيه و يعرض عن التأمل و فمن الأفضل تحفيز الطفل و دعوته لإستكشاف البيئة من خلال الأشياء البسيطة و الألوان المريحة.
ونلاحظ أثناء هذه الفترة ان الطفل يجيد تنظيم أوقات نومه بعد أوقات نشاطه و تعلمه حتى يستطيع عقله أثناء النوم ربط ما تعلمه بما لديه من خبرات تعلمها مسبقا فالنوم شئ مهم جدا لتنمية إدراك الطفل , وعقله أيضا يحتاج هذه الفترات الهادئة التي يستغلها في الراحة و ربط الخبرات المدركة بما سبقها, ولكن علينا الحذر من تعويد الطفل الإاعتماد علينا لكي ينام فقد نواجه مشكلة في النوم فيما بعد إذا تعود على وجودنا لينام.
أما عن أفضل أوضاع النوم للطفل في هذا السن فهو وضعه على ظهره و لكن لا نغفل وضعه على بطنه حتى و هو مستيقظ لتمرين عضلات الذراعين و الرقبة.
راقبوا طفلكم لتعرفوا ما يحب أن يتعلم:
على الأم و الأب في هذه الفترة مراقبة الطفل بشكل جيد دون التدخل فقط مراقبه من بعيد لمعرفة ما يريد الطفل أن يتعلم فالطفل كائن فضولي يحتاج للإستكشاف بإستخدام أحاسيسه و يفضل أثناء يومه البقاء بوسط أفراد الأسرة و ليس عزله في غرفة هادئة طوال الوقت , فالأسرة على مدار اليوم تقضي أوقاتها في غرف مختلفة أو المطبخ أو البلكونة فهذه فرصة جيدة لوضع الطفل بين أفراد الأسرة و مساعدته على الإندماج والتعلم و لا يجب النظر للطفل على أنه صغير لا يعرف شئ بل ننظر إليه على إنه كائن لديه كم من الطاقات و الرغبات و الإدراك لكن بشكل مصغر فلا يجب التقليل منه بل تشجيع رغباته في التعلم.
نهاية السنة الاولى:
من الممكن أن يبدأ الطفل الزحف في هذا العمر ولكن لا نود من الأبوين التسرع في ذلك فالطفل يتبع برنامج زمني فريد لتعلم الزحف نحو الأشياء التي كان يراها من بعيد و يريد الآن الوصول إليها لهذا نشير إلى أهمية تهيئة البيئة الملائمة لنمو الطفل بشكل سليم فلابد من وجود أثاث بالغرفة يستطيع بسهولة الوصول إليه و إستخدامه حتى يشعر بمزيد من الثقة بالنفس و الأعتماد على الذات.
ومن خلال إتباع هذا النصائح تصبح عملية التعلم أسهل في المستقبل بحيث يتكون لدى أطفالنا تصور جيد عن العالم المحيط فهم لديهم ما يكفي من الثقة بالنفس للتعلم أكثر في هذا العالم المحيط.
فطبقوا هذه النصائح و الإرشادات و تابعونا لمزيد من النصائح التعليمية المفيدة من منهج منتسوري و نسعد دائما بتعليقاتكم و أسئلتكم و التواصل الفعال معكم.