نظرة مسبقة الكأس الذهبية.. محاولة أمريكية لمعادلة الرقم القياسي لمنافسه المكسيكي

لوس أنجليس (د ب أ)- تنطلق غدا السبت فعاليات بطولة الكأس الذهبية الخامسة عشر لمنتخبات دول اتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) لكرة القدم بمشاركة 16 منتخبا قسمت على أربع مجموعات في هذه البطولة التي تمثل البطولة الأم لاتحاد كونكاكاف.

ويسعى المنتخب الأمريكي جاهدا في هذه البطولة إلى استغلال إقامتها على ملعبه (بالتنظيم المشترك مع كوستاريكا وجامايكا) لمعادلة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب والمسجل باسم المنتخب المكسيكي حامل اللقب والفائز به سبع مرات حتى الآن مقابل ستة ألقاب للمنتخب الأمريكي.

كما يتطلع المنتخب الأمريكي حامل اللقب للفوز بلقب النسخة الجديدة بصفتها نسخة تاريخية حيث تشهد مشاركة 16 منتخبا للمرة الأولى.

وفي المقابل ، يتطلع المنتخب المكسيكي إلى استعادة اللقب والتفوق على منافسه الأمريكي في هذه البطولة.

وربما تبدو الفرصة سانحة أمام المنتخب الأمريكي لتعويض غيابه عن كأس العالم 2018 بروسيا لتكون النسخة الأولى التي يغيب عنها بعد سبع مشاركات متتالية.

وقد تكون بطولة الكأس الذهبية فرصة جيدة أيضا أمام المنتخب المكسيكي لتضميد جراحه سريعا بعد الخروج مجددا من الدور الثاني (دور الستة عشر) لكأس العالم 2018 بروسيا لتكون النسخة السابعة على التوالي التي يودع فيها المونديال من الدور الثاني.

ونشأت بطولة الكأس الذهبية من سلسلة بطولات شهدتها هذه المنطقة منذ مطلع الأربعينيات من القرن الماضي حتى وصلت إلى شكلها الحالي بداية من عام 1991 حيث كانت البطولة الأولى للكأس الذهبية.

وكانت البطولة بأشكالها السابقة قبل مطلع التسعينيات من البطولات المؤهلة لكأس العالم ولكن مع إقامتها بنظامها الجديد أصبحت بطولة مستقلة بعيدا عن التصفيات المؤهلة لكأس العالم فيما يمثل الفائز بلقبها اتحاد منطقة كونكاكاف في بطولات كأس العالم للقارات.

وبدأت بطولة الكأس الذهبية بنظامها الجديد معتمدة على ثمانية منتخبات. ولكن ، بمرور الوقت وجه اتحاد كونكاكاف الدعوة لمنتخبات من أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا للمشاركة فيها لتتطور البطولة ومستواها تدريجيا حتى وصل عدد المشاركين فيها إلى 12 منتخبا رغم غياب الدعوات عن البطولات الأخيرة.

وعلى مدار النسخ ال14 الماضية من البطولة ، كان للمنتخب المكسيكي اليد العليا حيث توج باللقب في سبع من هذه البطولات مقابل ستة ألقاب فقط للمنتخب الأمريكي ولقب وحيد للمنتخب الكندي.

وكان اللقب الأول في البطولة من نصيب المنتخب الأمريكي بعدما تغلب بقيادة المدرب الصربي الشهير بورا ميلوتينوفيتش على هندوراس 4 / 3 بضربات الترجيح اثر تعادلهما السلبي في المباراة النهائية للبطولة الأولى عام 1991 .

ولعب حارس المرمى توني ميولا دورا كبيرا في فوز الفريق باللقب ليستحق جائزة أفضل لاعب في البطولة.

وبعدها بعامين فقط ، أعلن المنتخب المكسيكي عن نفسه بقوة من خلال عروضه الهجومية الرائعة ووفرة أهدافه ليحرز أول ألقابه في البطولة بعدما سجل 18 هدفا في خمس مباريات مقابل هدف واحد في شباكه.

وثأر المنتخب المكسيكي لهزيمته أمام نظيره الأمريكي في المربع الذهبي للبطولة الأولى وأحرز اللقب بالتغلب عليه 4 / صفر في النهائي أمام أكثر من 130 ألف مشجع احتشدوا في مدرجات استاد “أزتيكا” الشهير بالعاصمة مكسيكو سيتي.

وقاد اللاعب راؤول رودريجو لارا المنتخب المكسيكي للحفاظ على لقبه في البطولة الثالثة التي أقيمت عام 1996 بعدما فاز في المباراة النهائية 2 / صفر على نظيره البرازيلي الذي شارك بدعوة وذلك بعد عامين من فوز السامبا البرازيلية بلقب كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة.

وواصل المنتخب المكسيكي هيمنته على الكأس الذهبية في عام 1998 وأحرز اللقب للمرة الثالثة على التوالي بعدما تغلب على نظيره الأمريكي في عقر داره 1 / صفر في المباراة النهائية أمام أكثر من 91 ألف مشجع في لوس أنجليس.

ويدين المنتخب المكسيكي بفضل كبير في الفوز بهذا اللقب إلى مهاجمه الخطير لويس هيرنانديز الذي سجل الهدف الوحيد في المباراة النهائية وتوج هدافا للبطولة.

وشهدت هذه البطولة تألقا واضحا لحارس المرمى الأمريكي كاسي كيلر الذي لعب دورا كبيرا في فوز الفريق على نظيره البرازيلي 1 / صفر في الدور قبل النهائي للبطولة.

وكسر المنتخب الكندي احتكار المنتخبين الأمريكي والمكسيكي لألقاب البطولة عندما توج بلقب البطولة الخامسة في عام 2000 بعدما تغلب 2 / صفر في النهائي على المنتخب الكولومبي الذي شارك بدعوة أيضا ليحرم الفرق المدعوة مجددا من التتويج بلقب البطولة.

واستعاد المنتخب الأمريكي سطوته في البطولة وأحرز لقب البطولة السادسة في عام 2002 بعدما تغلب على نظيره الكوستاريكي 2 / صفر في المباراة النهائية.

وفي عام 2003 ، تغلب المنتخب المكسيكي على نظيره البرازيلي للمرة الثانية في المباراة النهائية ليتوج بلقبه الرابع في الكأس الذهبية بفضل هدف وحيد في هذه المباراة والذي سجله دانيال أوسورنو أمام أكثر من 80 ألف مشجع على استاد “أزتيكا” أيضا.

وعاد اللقب في البطولتين التاليتين إلى أحضان المنتخب الأمريكي بالفوز على بنما بضربات الترجيح في المباراة النهائية للبطولة الثامنة عام 2005 ثم على المكسيك 2 / 1 في المباراة النهائية للبطولة التاسعة عام 2007 ليعادل بذلك الرقم القياسي للمكسيكي في عدد مرات الفوز باللقب برصيد أربعة ألقاب لكل منهما.

ولكن المنتخب المكسيكي انفرد مجددا بالرقم القياسي عندما توج بلقب البطولة العاشرة في عام 2009 بالتغلب على نظيره الأمريكي بخمسة أهداف نظيفة في المباراة النهائية.

وتألق المهاجم المكسيكي خافيير (تشيتشاريتو) هيرنانديز في النسخة الحادية عشر التي استضافتها الولايات المتحدة عام 2011 وسجل سبعة أهداف ليتوج هدافا للبطولة كما ساهم في حفاظ فريقه على اللقب.

ورغم فشله في هز الشباك خلال المباراة النهائية للبطولة ، قاد هيرنانديز بأدائه القوي منتخب المكسيك للفوز على نظيره الأمريكي 4 / 2 للتتويج باللقب فيما توج هو أيضا بلقب أفضل لاعب في هذه النسخة.

وبعدها بعامين ، استضافت الولايات المتحدة فعاليات النسخة الثانية عشر أيضا واستغل فريقها إقامة البطولة على أرضه وتوج باللقب الخامس له بعد التغلب 1 / صفر على بنما في النهائي.

وكان منتخب بنما هو مفاجأة هذه النسخة حيث شق طريقه إلى النهائي ببراعة وتغلب في طريقه 2 / 1 على المنتخب المكسيكي حامل اللقب وقتها في المربع الذهبي للبطولة.

وفاز الأمريكي لاندون دونوفان بلقب أفضل لاعب في هذه النسخة بخلاف اقتسامه لقب الهداف مع كل من مواطنه كريس فونولوفسكي والبنمي جابرييل توريس.

واستضافت الولايات المتحدة النسخة الثالثة عشر بالتنظيم المشترك مع كندا ، وكان أمل المنتخب الأمريكي هو معادلة الرقم القياسي لنظيره في عدد الألقاب والمسجل باسم نظيره المكسيكي لكن اللقب ذهب مجددا للمنتخب المكسيكي ليصبح السابع له مقابل خمسة ألقاب للمنتخب الأمريكي.

وكان المنتخب الجامايكي هو مفاجأة هذه البطولة بتغلبه على المنتخب الأمريكي 2 / 1 في المربع الذهبي للبطولة قبل أن ينهي المنتخب المكسيكي مغامرة هذا الفريق بالفوز عليه في النهائي.

وفاز المكسيكي أندريس جواردادو بلقب أفضل لاعب في هذه النسخة فيما توج الأمريكي كلينت ديمبسي بلقب هداف البطولة برصيد سبعة أهداف وإن لم تكن هذه الأهداف كافية لتتويج فريقه باللقب.

واستضافت الولايات المتحدة النسخة التلية عام 2017 وتوج منتخبها باللقب السادس له بعد الفوز على نظيره الجامايكي الذي حقق مفاجأة أخرى بالفوز على نظيره المكسيكي في المربع الذهبي.

ولعب مايكل برادلي دورا كبيرا في فوز المنتخب الأمريكي بلقب هذه النسخة وفاز بجائزة أفضل لاعب في البطولة فيما اشترك ثلاثة لاعبون في صدارة قائمة هدافي هذه النسخة ولكن برصيد ثلاثة أهداف فقط لكل منهم.

ومع وصول البطولة إلى محطتها الخامسة عشر ، يبدو من الصعب التكهن بهوية الفائز بلقبها هذه المرة في ظل تطور مستوى فرق اتحاد الكونكاكاف في السنوات الأخيرة وما قدمه المنتخبان الكوستاريكي والجامايكي في السنوات القليلة الماضية.

وتضم المجموعة الأولى منتخبات المكسيك وكندا ومارتينيك وكوبا وتضم المجموعة الثانية منتخبات كوستاريكا وهايتي ونيكارادوا وبرمودا وتضم المجموعة الثالثة منتخبات هندوراس والسلفادور وجامايكا وكوراساو فيما تضم المجموعة الرابعة منتخبات الولايات المتحدة وبنما وترينيداد وتوباجو وجويانا.

وتفتتح فعاليات البطولة غدا بمباراتين في المجموعة الأولى حيث يلتقي منتخبا كندا ومارتينيك فيما يصطدم المنتخب المكسيكي بنظيره الكوبي.

Source: Raialyoum.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *