‘);
}
نظريات علم اللغة الاجتماعي
يُعرف علم اللغة الاجتماعي بأنه عملية دراسة اللغة وعلاقتها بالمجتمع، فهو يُعد جزءًا أصيلاً من علوم اللغويات واللسانيات، وأخذ هذا الفرع من علوم اللسانيات يتطور ويزدهر مع مرور الوقت، حتى أصبح هنالك نظريات متخصصة فيه،[١] ومن أبرز هذه النظريات ما يأتي:
نظرية كوندياك
أسهمت نظرية كوندياك في تطوير علم اللغة الاجتماعي، فقد ألف العالم اللغوي كوندياك كتابًا اسماه (نشأة الأحاسيس) في عام 1754م، تحدث فيه حول علاقة اللغة بالمجتمعات من منظوره الشخصي.[٢]
يرى كوندياك أنّ البشر يعجزون عن تبادل الإشارات إلا إذا كانوا مجتمعين، واعتبر أنّ اللغة هي أوضح مثال للعلاقات التي تتشكل بصورة إرادية، وكانت نظرية كوندياك من أكثر النظريات تميزًا آنذاك، ولم يأت ما يُضاهيها أو يُنافسها.[٢]
‘);
}
نظرية ديدرو
برز في القرن 18 عدة لغويين اهتموا بعلم اللغة بشكل كبير صب في تطوير علم اللغة الاجتماعي، حيث قام اللغوي ديدرو بصياغة النظرية الاعتباطية في الشارة اللغوية، واستكمل فرديناند دي سوسير هذه النظرية وعمل على تطوير لغة للصم والبكم من خلال إشارات لغوية، وكان هذا إنجاز أسهم في تطوير اللغة واللسانيات من خلال شمولها لفئات مختلفة في المجتمع.[٣]
نظرية غليوم دي همبولت
عمل غليوم دي همبولت في نظريته على رفع الأيدولوجية الرومانسية التي سيطرت على الميادين الاجتماعية المختلفة، كالسقافة والفلسفة والسياسية إلى مستويات عالية، وكان تأثيره الأكبر على ألمانيا.[٤]
ما دفع علماء اللغة والمهتمين باللغويات نحو إنشاء الأبحاث التاريخية في التاريخ الجرماني اللغوي، وذلك لإعلاء شأن القومية الجرمانية والإشادة بها من خلال اللغة الألمانية وتاريخها.[٤]
لذا فقد نصت نظرية همبولت أنّ اللغة هي الوسيلة التي يتكون بها التفكير، وهي بذلك تُعبر عن الروح القومية وتنعكس على جميع الخصائص في المجتمع، لتشمل النظرة الكونية الشاملة لكافة العقليات والقوميات.[٤]
نظرية تشارلز فيرجسون
تحدث تشارلز فيرجسون في هذه النظرية حول الازدواجية اللغوية في المجتمعات، وعمل علماء لغويين آخرين على تطوير هذه النظرية، حيث استقرت على أنّ الناس يتحولون بين حالتين لغويتين عندما يتكلمون لكن هذا التحول لا يكون كاملاً، ويُنتج عن هذا مستويات وسيطة في التنوع اللغوي، تتمثل باللهجات التي يتحدث بها الناس، ونتج عنها عدة تنوعات أبرزها موضح فيما يأتي:[٥]
- اللغة الفصحى.
- اللغة الأدبية الشفاهية.
- لغة المتعلمين المنطوقة.
- اللغة العامية الدارجة.
نظرية الموجات
تُقدم هذه النظرية تفسيرًا للأسباب التي تنتج عنها اللهجات في المجتمعات، حيث يتفق معظم علماء اللغة على أنّ السبب الرئيسي يُعزى إلى البؤر الجغرافية التي تنتشر فيها الأقوام، مما يُؤدي لتحديد اللهجات وسماتها وأوصافها.[٦]
وبذلك فإنّ نظرية الموجات تقوم على أساس وجود مراكز تأثير لغوي تبدأ منها الموجات وتأخذ بالانتشار، وهذه المراكز تتغير عبر الزمن أو قد تتجمد وتتوقف عن العطاء، وهذا التوقف أو التجمد يحدث عندما يُقرر الأفراد عدم استخدامها.[٦]
نظرية سابير هورف
تعود أصول تأسيس نظرية سابير هورف لعالمي اللغة الأمريكيين إدوارد سابير وبنيامين لي هورف، وقد أسهمت هذه النظرية بشكل كبير في تطور علم اللغة الاجتماعي الذي تخصص بدراسة اللغويات الهندية الأمريكية وعلاقتها بالإنثروبولوجيا وعلم النفس.[٧]
نظرية سابير هورف تتشكل من مزيج من النسبية المتطرفة والحتمية المتطرفة، فهي لم تضع قيود على كم ونوع التباين بين اللغات المختلفة وتحديدًا الاختلافات في البنية الدلالية للألفاظ.[٧]
ترى هذه النظرية أنّ اللغة تعمل على التأثير بشكل كامل على الفكر، حيث إنّ الفكر لا يكون من غير اللغة، ممّا يعني أنّ التحكم في اللغة التي يتعلمها الناس يعني بالضرورة التحكم بأسلوبهم في التفكير.[٧]
النظرية النموذجية
تتشكل النظرية النموذجية من مزيج من علم اللغة الوصفي وعلم اللغة المقارن، حيث إنّ علم اللغة الوصفي يقوم على وصف النظام النحوي عند الفرد المتحدث ويصف لهجات الكلام القائمة في المجتمع ضمن إطار نظرية اللغة المقارن، وتفترض هذه النظرية أنّ جميع أفراد المجتمع يمتلكون النظام النحوي ذاته، بينما في الواقع هنالك تباين بين نظم النحو الفردية عند الأفراد.[٨]
تعتمد هذه النظرية كذلك على نموذج للبنية اللغة، وهذا النموذج يحتوي على أقل نسبة من الاختلافات بين البنيات التركيبية والمصطلحات والألفاظ والصيغ الصوتية والصرفية، حيث إنّه كلما زادت الاختلافات الخاصة بالتعامل مع الأنماط المختلفة في النحو عند الأفراد ازدادت صعوبة تأسيس منهج موحد لربطها بالمضمون الاجتماعي.[٩]
المراجع
- ↑هدسون، علم اللغة الاجتماعي، صفحة 12. بتصرّف.
- ^أبهادي نهر، علم اللغة الاجتماعي، صفحة 27-28. بتصرّف.
- ↑هادي نهر، علم اللغة الاجتماعي، صفحة 28. بتصرّف.
- ^أبتهادي نهر، علم اللغة الاجتماعي، صفحة 28-29. بتصرّف.
- ↑ريم بسيوني ، علم اللغة الاجتماعي في الوطن العربي محاور ونظريات، صفحة 18. بتصرّف.
- ^أبهدسون، علم اللغة الاجتماعي، صفحة 70. بتصرّف.
- ^أبتهدسون، علم اللغة الاجتماعي، صفحة 162-163. بتصرّف.
- ↑هدسون، علم اللغة الاجتماعي، صفحة 291. بتصرّف.
- ↑هدسون، علم اللغة الاجتماعي، صفحة 293. بتصرّف.