‘);
}
نظرية المعرفة عند ديكارت
تقوم نظرية المعرفة عند الفيلسوف رينيه ديكارت على الشك إذ اعتقد أنّه ينبغي عليه الشك في كلّ شيء حتّى يصل لشيء لا يُمكن الشك فيه، وعندها سيعتبر نفسه قد توصّل للمعرفة على سبيل اليقين.[١]
وقد أسهمت نظريّته تاريخيًّا بإسهاماتٍ كان أهمّها وأبرزها المُساهمة في التحرّر من سيطرة الكنيسة، وقد زعم ديكارت أنّه يُريد تحديد منهجيّة عامّة ليتخذها العقل مسارًا للوصول إلى المعرفة اليقينية في العلوم المُختلفة.[١]
التطوّر الفكري عند ديكارت
اعتقد ديكارت أنّ منهجية الشك هي التي تُمكّنه من التخلُّص من الأفكار والمُعتقدات الخاطئة وبالتالي سيكون من المُمكن له الوصول إلى حقائقَ علميةٍ، وقد كان هذا الاعتقاد لديه ناشئًا عن مجموعة من الأفكار، وهي:[٢]
‘);
}
- يقوم الفكر الفلسفي عند ديكارت على أنّ العقل يجب أن يتحرّر من كلّ الأغلال التي كانت تُكَبِّله في الماضي ويشمل ذلك كلّ المُعتقدات التي اكتسبها من خلال التربية أو التعليم.
- يُفسر ديكارت وجهة نظره التي تكمُن في أن يُقاطع التقليد بالتفكير والمُعتَقَد في عدم الثقة بالآخرين، فقد رُبِّيَ حسب قوله تربيةً يُلَقَّن من خلالها كلّ شيءٍ على أنّه مُسلَّمات.
- ينقد ديكارت طريقة التعليم في ذلك الوقت إذ كانت تقوم على تعظيم الطاعة والخضوع للمنظومة اللاهوتية .
توصل ديكارت بعد هذا التفكير إلى نتيجتين تقوم عليها المعرفة اليقينية بالنسبة له:[٣]
- اعتبر ديكارت أنّ عليه إنكار كلّ ما يُتَوَصَّلُ إليه من خلال الحواس أو الثقة بالآخرين مثل: المُرَبّين ورجال الدين.
- اعتقد أنّ الحقيقة فقط هي التي لا تنهار أمام الشّك، وأن الشكّ هو وسيلتُه للتمييز بين الحقائق والظّنون.
نقد المنهجية الديكارتية
لا شكّ أنّ اعتقادات ديكارت المعرفية قد نالت نصيبًا وافرًا من النقد، وفيما يأتي توضيح لذلك:
- اعتقاد ديكارت بوجوب الشك في كلّ شيء هو إفراطٌ في الشك غير المنهجي حيث إنّ هناك أشياء من المُمكن التأكّد من وجودها بالحواس ويشمل ذلك الأجسام التي نراها والطعام الذي نأكله، وكذلك فإنّ سماع صوتٍ يُؤكد وجود صوت ومصدر له.[٤]
- بعض استدلالات ديكارت غير مقبولةٍ عقلًا، ومثال ذلك استدلاله بأنّنا نرى الأحلام كما لو أنّنا نرى بأعيننا مع أنّ الأحلام وهم، ونردّ على ذلك بأنّه ثمة فرق بين الصورة الذهنية في العقل والصورة التي تتحقق رؤيتها بالعين البشرية.[٤]
- اعتقاد ديكارت أنّه ينبغي نَبْذ ما تعلّمه الإنسان سابقًا للتمييز بين الحقيقة والظن غير مقبول، إذ يقول الإمام ابن عرفة:” المعلوم لا احتمال فيه والمجهول غير معروف البتة”.[٥]
المراجع
- ^أبخليل راضي ، أشرف شريف (10/4/2013)، “ديكارت “، معرفة، اطّلع عليه بتاريخ 14/1/2022. بتصرّف.
- ↑محمد هشام، في النظرية الفلسفية للمعرفة: أفلاطون ، ديكارت ، كانط، صفحة 62 63 65. بتصرّف.
- ↑محمد هشام، في النظرية الفلسفية للمعرفة: أفلاطون ، ديكارت ، كانط، صفحة 64. بتصرّف.
- ^أب الإمام ابن عرفة التونسي المالكي، المختصر الكلامي، صفحة 436. بتصرّف.
- ↑الإمام بن عرفة المالكي التونسي، المختصر الكلامي، صفحة 437. بتصرّف.