تختلف الساعات المُثلى للنوم من شخصٍ لآخر، فمعظم البالغين يحتاجون ما لا يقل عن سبع ساعات نومٍ في الليلة الواحدة، ويرتبط النوم القليل مع العديد من الأسباب الصحية، بما في ذلك الأمراض القلبية الوعائية، ضعف وظائف المناعة، وضعف الأداء الإدراكي.

معظم الأشخاص الذين يُعانون من قلة النوم يميلون أيضاً إلى الحُصول على قدرٍ أقلّ من الرضا عن أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والعائلية، والأرق هو اضطراب النوم الأكثر شيوعاً، وقد تمَّ الإبلاغ عنه من 30٪ من البالغين، بينما يُعاني 10٪ من الأرق المُزمن.

ويُنتِج الجسم فيتامين د الخاصّ به عند تعرضه لأشعة الشمس؛ وإلى جانب التعرض لأشعة الشمس يتلقّى الناس أيضاً فيتامين د من خلال الأطعمة والمُكمِّلات الغذائية. 

أكثر من نصف سكان العالم يُعانون من نقص في فيتامين د، وترتبط كمية ونوعية النوم بمُستويات فيتامين د ارتباطاً مباشراً.

كما يمكن أن يساعد تناول المقدار الكافي من فيتامين د في تخفيف الألم والتحكم في الالتهاب، وبالتالي المساعدة على النوم.

دراسة أولى لتأثير نقص فيتامين د على النوم

قام الباحثون بقياس مستويات مصل فيتامين د باستخدام تحليل فيتامين د في الدم، حيث عملوا على قياس النوم باستخدام التحليل اليدوي، وتسجيل قياسات وقت النوم الكلي، ووقت الاستيقاظ بعد بداية النوم، وكفاءة النوم (هو قياس ينجم عن مقارنة الوقت الذي يقضيه في السرير مع الوقت الذي يقضيه بالفعل في النوم).

16% من المشاركين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين د. لتحديد التأثير المحتمل لفيتامين د على النوم، سيطر الباحثون على العديد من العوامل الأخرى؛ بما في ذلك العمر، وموسم السنة، ووجود حالات صحية أخرى، ومؤشر كتلة الجسم والوظيفة المعرفية.

وجدوا أن المستويات المنخفضة من فيتامين د كانت مرتبطة بعدة مشاكل مع النوم

  • زاد نقص فيتامين د من حصول المشاركين على النوم غير الكافي، والنوم أقل من 5 ساعات في الليلة.
  • تؤدي المستويات المنخفضة من فيتامين د إلى انخفاض كفاءة النوم، تعتبر نتيجة كفاءة النوم الصحية بشكل عام 85٪ أو أعلى.

ﺗﻌﺗﺑر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﮐﻔﺎءة اﻟﻧوم اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ التي تسجل أقل من 70٪ ﻣؤﺷراً ﻋﻟﯽ قلة كفاءة اﻟﻧوم، حيث يستغرق الشخص وقتاً طويلاً لغرض النوم أو قد يشير إلى الاستيقاظ المبكر. كما يمكن أن يشير الى النوم المتقطع مع الاستيقاظ المتكرر طوال الليل.

بشكل عام، لم يكن هناك بحث كافٍ مخصص لهذه العلاقة التي من المحتمل أن تكون معقدة بين فيتامين د والنوم. يجب أن تشجع نتائج هذه الدراسة على المزيد من الاهتمام والتركيز على هذه العلاقة وتأثيرها المحتمل على الصحة على المدى الطويل. 

دراسة ثانية لتأثير نقص فيتامين د على النوم

على من وكيف أجريت التجربة

شملت الدراسة 93 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 50 عاماً في مستشفى واحد في إيران. أدرج المشاركون الذين يعانون من قلة النوم، كما تم تقييمها من مؤشر جودة النوم (PSQI)، وهو الاستبيان الذي يقيس نوعية النوم والاضطرابات على مدى الشهر السابق لدراسة. كان الأشخاص الذين سجلوا في هذه التجربة يعانون من سوء نوعية النوم بشكل عام.

هذه التجربة أجريت على أشخاص مختلفين، حيث تم اختبار تأثير فيتامين د التكميلي على نوعية النوم لدى البالغين الذين يعانون من قلة النوم، وقد استمرت الدراسة ثمانية أسابيع. أُعطي المشاركون جرعة عالية من 50,000 وحدة دولية فيتامين د، مرة واحدة كل أسبوعين.

نتائج الدراسة

تحسنت درجات جودة النوم لدى المشاركينبعد تناول مكملات فيتامين د، في حين تبقى دون تغيير في مجموعة العلاج الوهمي. زادت مستويات فيتامين د في الدم عند تناول المكملات الغذائية، ولكن ليس في المجموعة الثانية.

ما هي الحقائق التي تخبرنا بها هذه الدراسة؟

تخبرنا هذه الدراسة أن مكملات فيتامين د تحسن نوعية النوم لدى الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة بشكل عام. لا يمكن لهذه الدراسة أن شرح كيفية تحسين فيتامين د من جودة النوم.

في حين كانت هذه الفوائد لجودة النوم ذات دلالة إحصائية واقتراح فائدة ذات معنى، فإنّ تحديد مدى الصلة الحقيقية لهذه التحسينات سيتطلب المزيد من البحث.

أفضل طريقة لزيادة فيتامين د

تعتبر الشمس من أهم مصادر فيتامين د، يؤدي تعرض الجلد المباشر الى الشمس إلى تخليق فيتامين د. ولكن لا يمكن الاعتماد دائماً على التعرض لأشعة الشمس للحصول على مصدر ثابت لفيتامين د.

عوامل تؤثر في تعويض نقص فيتامين د عن طريق الشمس

هناك عدد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على مدى فعالية التعرض لأشعة الشمس في تحفيز إنتاج فيتامين د في الجسم؛ بما في ذلك:

  • تلوث الهواء
  • الوقت من اليوم
  • موسم السنة
  • مستوى الغطاء السحابي
  • كما يمكن أن تعيق الملابس من التعرض للشمس وبالتالي لفيتامين د.
  • الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من تصبغ الجلد يمتصون أقل من الأشعة فوق البنفسجية اللازمة للبدء في تخليق فيتامين د، وقد يكون من المرجح أن يكون لديهم مستويات منخفضة نتيجة لذلك.
  • كبار السن هم أيضاً أكثر عرضة لنقص مستويات فيتامين د.

إضافة الأطعمة الغنية بفيتامين د إلى النظام الغذائي يمكن أن يساعد أيضاً في زيادة المستويات مثل:

  • الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة والسردين.
  • منتجات الألبان.
  • صفار البيض.
  • عصير الليمون.
  • الحبوب.

المكملات الغذائية هي خيار آخر مهم للمساعدة على الحفاظ على مستويات فيتامين د الصحية، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين هم عرضة لنقص الفيتامين، بسبب العمر أو العرق أو الظروف الصحية أو المكان الذي يعيشون فيه.

أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كانت مستويات فيتامين د منخفضة هي أن يجري الطبيب فحص دم، إذ يمكن للطبيب وضع خطة تشمل النظام الغذائي، والتعرض لأشعة الشمس الخاضعة للرقابة، والمكملات الغذائية، لتحقيق مستويات أعلى والتأكد من أنها ستبقى على هذا النحو.

الحفاظ على مستويات كافية من فيتامين د أمر جيد للصحة العامة وبالتالي النوم.