نقّار الخشب ينقش فصوصه

1 صرنا نسكب الأحزانَ على أكداسِ ورود، عسى أن نصرعَ تنّيناً، هكذا تواظبُ السورةُ على الدوران. 2 يا ليتنا نغازل شمساً لا تشرقُ في الليل.. هكذا نجهلُ الفكرة. 3 تلزمنا قراطيسُ أحلام، كلّما تصلّبتْ مخالبُ النسور، تناثرَ ورقُ الشجر. 4 إلى أين تقودنا خطانا؟ فلنمسّدْ على عظامنا، تحت سماءِ الأشجار تحت هاماتِ النخيل. 5 الشمسُ […]

نقّار الخشب ينقش فصوصه

[wpcc-script type=”7169b09ab419dc3854deb2a1-text/javascript”]

1
صرنا نسكب الأحزانَ على أكداسِ ورود،
عسى أن نصرعَ تنّيناً،
هكذا تواظبُ السورةُ على الدوران.
2
يا ليتنا نغازل شمساً لا تشرقُ في الليل..
هكذا نجهلُ الفكرة.
3
تلزمنا قراطيسُ أحلام،
كلّما تصلّبتْ مخالبُ النسور، تناثرَ ورقُ الشجر.
4
إلى أين تقودنا خطانا؟
فلنمسّدْ على عظامنا،
تحت سماءِ الأشجار تحت هاماتِ النخيل.
5
الشمسُ في حيّنا مثل ذكرى
هكذا تأسرنا السحب،
فليس كلُّ نجمةٍ مزموراً،
وليس كلُّ ياقةٍ جمّاراً أو كمثرى.
6
مدينتنا لا تسوّرها جبال،
هلمّوا قبل فرارِ القراصنة،
كيف نعتقُ نهراً ضفافه كواسج؟
7
لمْ تشبّ النسورُ على الصخور،
لِمَ لا نمشي يا وردةَ الليل؟
فنحن لمْ نرَ الرملَ في الخلاء.
8
الطيور: غيومُ فرح
لا نعلمُ كيف مخرَتِ السفينة،
ستطوي الغزوات أعمارنا.
9
لا لا نغفر للصقور،
ولا نمضي
فلا نتحدّى الجبلَ لئلّا نهدرَ ماءه..
سنلقي بالأسمالِ في مستنقعاتِ ثعابين.
10
فلا نفتخرُ بالريحِ والضباب،
ولا نسرجُ خيولنَا في الغبار،
نحن علّقنا أسمالَنا على حبلِ الغسيل.
11
ستشقُّ الثعابينُ المستنقعات كالديدان..
شقوقُ أصابعنا أرصفة.
12
فكلّ ريحٍ لن تكون آخرَ ريح،
هكذا يستحيلُ الرخُّ تمثالاً،
وتحدّقُ الأفعى إلى زهرِ الأرجوان
وتنشرُ أعمدةُ الليلِ ظلالها،
فكأنّها أشلاء الديجور.
13
لماذا تأكلُ النسورُ أصابعنا؟
أما من أحدٍ ينثرُ الغبار..
لماذا تنهشنا الحيّات؟
14
عاصفة تقطعُ أوراقَ الروح وتؤجّجُ ناراً،
قد تجرفنا البراكين،
وتتبعنا النمور.
15
وطنُ الطيورِ طريقُ الغيلان،
فلا يأبهُ الشاعرُ للرياح، ولا تأفلُ اللقالق
لا يلامسُ الغيمُ سماءَنا،
ولا يقودها دليل.
16
كالرياحِ كالعواصفِ كالزوابعِ كالبراكين
اخترقنا التماثيل..
لوحةُ الحائطِ مرآةُ المبنى،
وأعذاقُ النخيلِ ظلالنا.
17
لنلملمِ القصب،
ستطحنُ الحربُ الحمائمَ لتطوي أشجاراً،
تقدّموا أنظروا إلى أنيابِ الغيم.
18
ضاعتِ المناديلُ في الريح،
نقّارُ الخشبِ ينقشُ فصوصه،
لماذا نرى الجبلَ ولا نرى طلعَ النخلة؟
19
تلزمنا شمسٌ تجلّلنا بالزعفران،
يلزمنا ضوءُ قصرٍ يسمو،
يلزمنا سقفٌ لأعمارنا وجلابيبُ لعرينا،
تلزمنا ربوةٌ على الجبلِ لننكّل بالزوابع.
20
لو ترقص الطيورُ في سمائنا،
فتنحاز إلى طفولتِنا البريئة،
فلن نخرَّ في خضمِّ الألمِ يا أرومتنا.
21
هناك على التلّة
تقطعُ الحدأةُ لسانَ الشيطان،
هناك على التلّة يشطفُ المطرُ أسمالَنا.
22
قد تنشرُ الفيالقُ منجنيقاتها،
ويدفنُ الفلاحُ الدقَل،
فلماذا تدبُّ الحيّةُ كلّ عمرها ولا تسبحُ الدودة؟
23
حرام علينا نأكل الحنظلَ ونفلق الخُزامى،
من يقينا الصقيع
وكيف نلجُ بحراً؟
24
أرواحنا كأغصانِ شجرةِ الطين،
ضوءُ المملكةِ هذا لنا،
الصندلُ والسرو والتماثيلُ تحت الماء.

٭ كاتب وشاعر عراقي

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *