‘);
}
نوافل الصيام وثوابه
يعدّ صيام شهر رمضان ركناً من أركان الإسلام، وهو الفرض الوحيد من دون أنواع الصيام، وباقي أنواع الصيام هي من النوافل التي يقوم بها العبد طاعة لله -تعالى-، وطمعاً في الأجر والثواب المترتب علها، واتباعاً لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيما يأتي بيان لنوافل الصيام وثوابه.
معنى النوافل
النفل في اللغة الغنم، وسمّيت الأنفال بهذا الاسم لأنها أُحلّت لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- زيادة في تكريمها، ولم تكن في الأمم السابقة، وهي من قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ مِنَ الأنْبِيَاءِ قَبْلِي: وأُحِلَّتْ لي الغَنَائِمُ).[١]
والنوافل في العبادات ما كان زائداً عن الفرض، فيكون معنى نوافل الصيام،[٢] الأيام التي يصومها العبد طاعة لله -تعالى- زيادة وهي غير صيام الفريضة.
‘);
}
صيام عرفة
يعد صيام عرفة من صيام النوافل، ويصادف يوم التاسع من ذي الحجة،[٣] وقد قال -صلى الله عليه وسلم- عن ثواب صيام يوم عرفة: (أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ).[٤]
صيام الاثنين والخميس
ثبت في صيام يومي الاثنين والخميس قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ الاثْنَيْنِ، قالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ)،[٤] وعن صيام يوم الخميس قال -صلى الله عليه وسلم-: (تُعْرَضُ الأعمالُ يومَ الاثنينِ والخميسِ، فأُحِبُّ أن يُعْرَضَ عملي وأنا صائمٌ).[٥]
صيام ثلاثة أيام من كل شهر
وهي الأيام البيض، وقد جاء تحديد هذه الأيام في قول أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كان يأمُرنا بصيامِ أيامِ البِيضِ ثلاثَ عشرَ وأربعَ عشرَ وخمسَ عشرَ)،[٦] وأما ثوابها وفضلها فقد قال -صلى الله عليه وسلم- عنها: (ألا أخبرُكُم بما يُذهبُ وحرَ الصَّدرِ، صومُ ثلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شَهْرٍ)،[٧] ومعنى وحر الصدر ضيق الصدر ونكده ووساوسه.[٨]
صيام يوم عاشوراء
وهو اليوم العاشر من شهر محرم،[٩] وثبت في فضله قوله -صلى الله عليه وسلم-: (صِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ).[٤] أي أن صيامه سبب في تكفير ذنوب السنة التي قبله.
صيام ستة من شوال
حيث يسن صيام أي ستة أيام من شهر شوال، ويدل على فضله قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ).[١٠] ويقصد بصيام الدهر بأن رمضان شهر وهو يوازي صيام عشرة أشهر، ومع صيام ستة أيام من شوال والتي هي بمقدار شهرين فالمجموع هو سنة.[١١]
وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (الحَسَنَةَ بعَشْرِ أمْثَالِهَا)،[١٢] فالمجموع هو ثلاثة مئة وستون يوماً، فكأنه صام السنة كلها، وإذا كرر ذلك كل سنة فأجره وثوابه كأنه صام الدهر كله.[١٣]
المراجع
- ↑رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن جابر بن عبد الله ، الصفحة أو الرقم:438، صحيح.
- ↑الأزهري، تهذيب اللغة، صفحة 256. بتصرّف.
- ↑مجموعة مؤلفين ، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 315. بتصرّف.
- ^أبترواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:1162، صحيح.
- ↑رواه الترمذي ، في سنن الترمذي ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:747، حسن غريب.
- ↑رواه الألباني ، في صحيح النسائي، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:2421، حسن.
- ↑رواه الألباني ، في صحيح النسائي، عن رجل من الصحابة، الصفحة أو الرقم:2384 ، صحيح.
- ↑جلال السيوطي، جامع الأحاديث، صفحة 444. بتصرّف.
- ↑سعيد بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 363. بتصرّف.
- ↑رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي أيوب الأنصاري ، الصفحة أو الرقم:1164، صحيح.
- ↑إسلام ويب، “معنى حديث كان كمن صام الدهر”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/3/2022. بتصرّف.
- ↑رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1976، صحيح.
- ↑عطية سالم، شرح بلوغ المرام لعطية سالم، صفحة 12. بتصرّف.