كتبت- ندى سامي
البكاء لغة الرضّع للتعبير عما يشعرون به.. ربما عندما يجوعون وأحيانًا عندما يمتلئ الحفاض، قد يتحول الأمر إلى نوبات بكاء عنيفة ومستمرة لوقت طويل، ولأسباب أخرى غير المألوفة، وتُعرف تلك الحالة باسم “نوبات بكاء الرضع”.
نوبات بكاء الرضع، أوقات يبكي فيها الرضيع دون سبب واضح فقط البكاء من أجل البكاء، وهي أمر طبيعي بل ويعد من علامات تطور النمو، وقد تحدث في أوقات طفرات النمو وفقًا لموقع “today’s parents”.
حقائق عن نوبات بكاء الرضع
يقول “رون بار” أستاذ طب الأطفال بجامعة كولومبيا البريطانية، هناك عدة حقائق عن بكاء الرضيع والتي تتمثل في التالي:
– تكون ذروة نوبات بكاء الرضع في الشهر الثاني من الميلاد وتستقر عند الشهر الرابع ولكن لا تنتهي.
– تستمر نوبات البكاء لفترة طويلة، خاصة في الأسابيع الأولى، وتستمر من 35 إلى 40 دقيقة وفي بعض الأحيان لساعات متقطعة.
– غالبًا ما تحدث نوبات بكاء الرضع في فترات المساء أو بعد الظهر.
لغة البكاء
يعتقد “بار” أن لغة بكاء الأطفال والتي تنتج عن الشعور بنقص ما أو تولد دافع ورغبة لديهم، متشابهه عند جميع الأطفال وهي تختلف عن نوبات بكاء الرضع، ويقول أن هناك أربعة أنواع من بكاء الرضيع والتي يدل كل نوع منها على رغبة بعينها.
النوع الأول
الأكثر عنفًا ويصرخ فيه الطفل أكثر من زرف الدموع، وهذا يعني أن الطفل بحاجة إلى الطعام، ويمكن للأم التعرف عليه بسهولة عند تحديد مواعيد منتظمة للطعام.
النوع الثاني
يميل فيه الطفل إلى البكاء المتقطع ويقوم أثناءه بالتثاؤب أو فرك عينيه، ويسهل على الأم أيضًا التعرف عليه.
النوع الثالث
عند شعور الطفل بمغص، وهي شكوى دائمة للرضع في الشهور الأولى من الميلاد، ويحرك فيه الطفل أيديه وأرجله أثناء البكاء.
النوع الرابع
عندما يمتلئ حفاض الطفل ويشعر بعدم ارتياح، فيعلن عن رغبته في تغيير الحفاض عن طريق الزن وليست البكاء الشديد، فتشعر الأم أن الطفل لا يشعر بالارتياح.
كل أم أدرى بلغة طفلها ويمكنها تحديد حاجة صغيرها، فقط إذا راقبت طفلها وصدقت حدثها.
نصائح للتغلب على نوبات بكاء الرضع
– التأكد من أن الطفل لا يبكي بسبب الجوع، أو الشعور بالمغص أو الرغبة في النوم، أو لتغير الحفاض.
– التأكد من أن الطفل لا يعاني من مشكلة في الأذن، عن طريق ثني الأذن ومراقبة الطفل، إذا قام بدفع يدك أو تغير طريقة بكائه استشيري الطبيب.
– حمل الطفل، كلما كان طفلك قريب من جسدك يساعده ذلك على الشعور بالأمان.
– عدم الصراخ في وجه الطفل لأن ذلك يزيد من نوبات البكاء.
– اطلبي المساعدة من الزوج أو الأم أو صديقة، إذا فقدت قدرتك واتزانك.
– إذا لم يتوافر أحد، ضعي طفلك في مكان آمن واخرجي من الغرفة لمدة 5 دقائق، وقومي بعمل تمرينات التنفس، سيساعدك ذلك على الهدوء.
ماذا يحدث في عقل الأم عندما يبكي رضيعها؟
عند رنين صرخات الطفل في آذان الأم التي ترغب في تهدئه الصغير، ويزداد توترها عند عدم معرفتها سبب بكاء الصغير فإن عقلها يحدث به عدة اضطرابات،.
أجرى جيمس سوين، أستاذ مساعد الطب النفسي للأطفال في جامعة ميشيغان، وهي جامعة بحثية أمريكية، تصويرًا لدماغ الأم بالرنين المغناطيسي أثناء بكاء طفلها، للتعرف على ما يدور بأذهان الأمهات وقت بكاء صغارهن.
يوضح سوين، أن نشاط دماغ الأم التي يبكي صغيرها يشبه نشاط دماغ الشخص المصاب بالوسواس القهري، ليست لأنها مريضة بالوسواس القهري، ولكن لأن الدماغ تنشط بسبب كثرة التفكير والذي يصاحبه المزيد من التوتر والخوف من عدم قدرتها على النجاح في تهدئة الطفل، أو الخوف من عدم انتهاء تلك الصرخات.
كما أن بكاء الطفل يؤثر على أجزاء معينة في المخ وظيفتها التحكم الانفعالي في الأوقات العصيبة، والتزام الهدوء عند التعرض لضغط عصبي، فتصاب تلك المناطق بخلل، ما يؤثر على الأم ويجعلها تفقد أعصابها في لحظة ما ولا تستطيع تحمل المزيد من الصوت.
كل أم أدرى بلغة طفلها ويمكنها تحديد حاجة صغيرها، فقط إذا راقبت طفلها وصدقت حدثها.. استفت قلبك، واطلبي مساعدة من حولك وحاوطي طفلك بمزيد من الحب والدفء فالبكاء لا بد أن ينتهي.