هآرتس

عميرة هاس

1/10/2018

أي هدية عيد ميلاد يمكن اعطاؤها لصديقة يسارية؟ جولة في جنوب جبل الخليل. المحطة الأولى كانت قرية قواويس. كل تجريد للمفاهيم يحتاج إلى مرساة من التفاصيل والحقائق، ومن غير الصديقة التي هي أيضا محاضرة في الفلسفة (نعم، هي عنات مطر) تعرف تقدير الحقائق، لا سيما تلك التي تقع خارج اهتمام الجمهور. ولماذا يهتم الجمهور الإسرائيلي بقرية اسمها قواويس، التي حاول إسرائيليون في الماضي السيطرة على المباني فيها، ودولته تحظر عليها وعلى عشرات القرى الفلسطينية الاخرى البناء، وتفرض عليها تقليص ومغادرة القرية في تطلع واضح إلى أن تتبخر.
حتى التنهد يحتاج إلى شيء مرئي: السيارات العسكرية التي ظهرت فورا عندما انحرفنا عن الشارع الذي تم شقه بعناية والذي يؤدي إلى البؤرة الاستيطانية غير القانونية متسبيه يائير، وصعدنا إلى الأرض الصخرية التي تؤدي إلى حقل زيتون. أو الجنود في الجيب العسكري الذين حدقوا بنا من فوق التلة عندما تحدثنا مع اثنين من سكان القرية الصغيرة.
هدف الزيارة كان كومة الأنقاض، غرفة للادوات الزراعية بناها شخص على ارضه الخاصة، التي حرصت قوة من الإدارة المدنية على هدمها قبل خمسة أيام من ذلك. وقبل نحو ثلاثة أسابيع من زيارتنا فإن سكان البؤرة غير القانونية، التي جزء منها بنيت على اراضي فلسطينية خاصة وجزء على اراضي فلسطينية عامة، شاهدوا بناء على أرض خاصة لأحد سكان قواويس. قاموا باستدعاء الإدارة المدنية لتطبيق القانون والنظام. بعد بضعة أيام، في يوم السبت المقدس، أعدت الدولة قوة عسكرية ومفتشين من الإدارة لمصادرة أدوات عمل قرب المبنى. في نفس اليوم بالضبط سكان البؤرة غير القانونية في متسبيه يائير هاجموا نشطاء “تعايش” أمام أعين الجنود الذين لم يعرفوا كيف يواجهوا العنف الغاضب.