لا شك إن كل أب وكل أم يتمنوا أن يصبح أطفالهم أفضل من في الكون كله، فهم يظلوا منذ نعومة أظافرهم يبنوا لهم مستقبل باهر ويخططوا لهم ويرسموا أفضل التصورات والأمنيات، ولكن في بعض الأحيان يخيب الأطفال ظن والديهم لسبب أو لأخر فكيف يكون الحل والتصرف الأمثل في مثل هذه المواقف؟ ما هي الطريقة التربوية الصحيحة في التعامل مع الأطفال في مثل هذه الحالات؟
أولاد تفصيل!
في البداية لابد أن نعترف إن أطفالنا بشر كسائر البشر، لهم شخصيات مستقلة وإهتمامات مختلفة لذلك لابد أن يتقبل الوالدين أطفالهم كما هم بكل سماتهم وإختلافاتهم، حتى لو أصبحوا عكس الصورة التي رسموها لهم منذ الصغر أو التي تمنوا أن يصبحوا عليها، فلو كان الطفل يحب الرسم ويشغل معظم وقته به ويبدع فيه ويسعد عندما يرسم هذا يعني أن الطفل موهوب في الرسم أو إن الرسم هو هوايته حتى لو كان الأبوين يتمنيان طفالا مهتم بالرياضة أو العلوم، بل يجب عليهم أن ينموا هذه الهواية لديه ولا يحبطوه أو يصفوه بالعناد أو حتى الفشل، فدور الوالدين تنمية شخصية الطفل وتعديل سلوكه لينشأ شخص سوي، وليس دورهم أبدا أن ينشئوا طفل تفصيل كما يريدوه هم، أليس كذلك؟
المرونة في التعامل مع الأطفال:
من أهم صفات المربي الصحيح المرونة، في التعامل واللعب والإنصات والحديث وفي كل شئ، فلابد أن تتسم تصورات الوالدين من البداية بالمرونة ولا يصمموا على تصور واحد أو أمنية واحدة ينشئوا طفلهم ليصبح نسخة طبق الأصل من التي رسموها له في تخيلاتهم، بل إن اتسمت أحلامهم وأمنياتهم بالمرونة سيحل ذلك مشكلات كثيرة مع الطفل في المستقبل حتى قبل أن تبدأ.
الواقع لن يتغير:
دعونا نفكر بشئ من المنطق، هل إختلاف الوالدين مع الطفل في الإهتمامات والميول والرغبات وطرق التعلم والتعامل مع المواقف الحياتية المختلفة سيتغير ويصبح مثل ما يريدون هم للطفل بعد أن يكبتوا رغباته ويتعاملوا معه بقسوة ويعاندوه أو يعاقبوه؟
أعتقد إن الواقع لن يتغير والطفل سيظل كما هو لكن تعامله مع الوالدين هو الذي سيتغير، فمثلا هناك أطفال تجاري الأهل فيما يقولون لكن يفعلوا ما يريدون دون علمهم، وهناك من يتسبب ضغط الأهل عليه في مشكلات نفسية أو عصبية، والبعض الأخر يعاند الأهل ويعاندوه ويقضي معظم أوقاته بالمنزل في مشكلات وعناد وخلاف، فهل يريد أي أب أو أي أم لطفلهم أن يحدث هذا معه.
الحل:
الحل في تقبل الوالدين لطفلهم كما هو بكل سماته وصفاته حتى لو كانوا مختلفين تماما معه، وواجبهم نحوه التوجيه والإرشاد وتعديل السلوك وتعويده على الصح والخير، ولا يجب عليهم أبدا أن يرغموه ليحقق حلمهم أو يصبح كما تصوروه في خيالهم فهذا من أشد أنواع الظلم للطفل.
ولا تنسوا إن هذا الطفل سيكبر يوما ويصبح في أخطر مرحلة من مراحل حياته وهي المراهقة، ولن يجدي العناد والعصبية أو الإكراه معه في مثل هذه المرحلة، بل حاولوا أن تصاحبوا طفلكم من الأن حتى تستفيدوا من هذه الصداقة في مرحلة المراهقة والتي ستتغير فيها سمات طفلكم ويصبح العند سمة أساسية من سماته الشخصية، فإن كان لديكم رصيد من الحب والود والصداقة معه ستمر هذه المرحلة بسلام.
وفي النهاية نتمنى أن تكونوا إستفدتم من هذه النصائح والمعلومات التربوية وللمزيد تابعونا في قسم تربية الأبناء وأنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان:”في بيتنا موهوب“، كما نتمنى أن تشركونا بتعليقاتكم وأسئلتكم وتجاربكم مع أطفالكم.