هكذا وعد الفرس بمساعدة نابليون في احتلال الهند وخسروا

خلال العام 1807، التقت مصالح شاه فارس فتح علي شاه قاجار مع مصالح الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت، حيث تحالف الطرفان

Share your love

خلال العام 1807، التقت مصالح شاه فارس فتح علي شاه قاجار مع مصالح الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت، حيث تحالف الطرفان لمواجهة الإمبراطورية الروسية التي قادها القيصر الروسي ألكسندر الأول. فمع وفاة الملك الجورجي جورج الثاني عشر عام 1800، اجتاحت القوات الروسية بقيادة الجنرال بافل تسيتسيانوف الجزء الشرقي لجورجيا، وباشرت بضمه لممتلكاتها، ضاربة بذلك عرض الحائط مطالب الفرس بالتوسع على حساب هذه الأراضي.

صورة للإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت

وخلال العام 1804، عاشت المنطقة على وقع اندلاع الحرب الروسية الفارسية بعد نجاح قوات الإمبراطورية الروسية في مهاجمة وانتزاع مدينة قانجا (Ganja) من قبضة الفرس.

صورة للشاه فتح علي شاه قاجار

وخلال نفس الفترة، عاشت القارة الأوروبية على وقع حروب التحالفات التي وضعت لأكثر من مرة فرنسا في مواجهة كل من روسيا وبريطانيا والنمسا. وأمام هذا الوضع، اتجه نابليون بونابرت لتحقيق طموحاته ببلوغ المستعمرة البريطانية بالهند وانتزاعها ضمن ما عرف بالحملة العسكرية الفرنسية على بلاد الهند. ولهذا السبب، أرسل الإمبراطور الفرنسي الدبلوماسي بيار أميدي جوبير (Pierre Amédée Jaubert) لبلاد فارس لمناقشة تحالف يسهّل عبور الجيش الفرنسي للهند عبر الأراضي الفارسية.

لوحة فرنسية تجسد السفير الفارسي بباريس

لاحقًا، بعث شاه فارس فتح علي شاه قاجار برسالة لنابليون بونابرت عن طريق أحد سفرائه وصف من خلالها الروس بالعدو المشترك، ودعا الفرنسيين لعقد تحالف مقابل تسهيل عبور الجيش الفرنسي للأراضي الفارسية نحو الهند لافتكاكها من قبضة البريطانيين واحتلالها كما أكد الشاه رغبته في دعم قوات نابليون بفرقة فارسية لتسهيل تدخلهم بخراسان الكبرى.

نابليون خلال معركة فريدلند

وانطلاقًا من ذلك، أبرم نابليون بونابرت خلال شهر أيار/مايو 1807 اتفاقية فنكنشتاين (Treaty of Finckenstein) مع الفرس التي وعد من خلالها بإعادة كل من جورجيا وجنوب القوقاز للشاه مقابل موافقة الأخير على دعم الحملة العسكرية الفرنسية على الهند. فضلًا عن ذلك، وافق الإمبراطور الفرنسي على مساعدة الفرس في تحديث جيشهم.

صورة للإمبراطور الروسي ألكسندر الأول

لم تدم المعاهدة الفرنسية الفارسية طويلا. فعقب معركة فريدلند (Friedland) التي انتصر فيها الفرنسيون، أبرم نابليون بونابرت اتفاقية تلسيت (Tilsit) مع الجانب الروسي خلال شهر يوليو 1807 لينهي بذلك سنوات من الخلاف مع الجانب الروسي ويدخل في تحالف مع القيصر الروسي ألكسندر الأول الذي وافق بدوره على تأييد سياسة الحصار القاري المفروض على بريطانيا.

صورة للجنرال الروسي بافل تسيتسيانوف

من جانب آخر، انهارت الاتفاقية الفرنسية الفارسية بعد مضي أشهر على توقيعها عقب إبرام اتفاقية تلسيت حيث قرر نابليون بونابرت التخلي عن الدور الفارسي بالمنطقة وتغيير خطته مفضلا عبور قواته للأراضي الروسية بدلا من الفارسية لبلوغ المستعمرة البريطانية بالهند. وأمام هذا الوضع، لجأ فتح علي شاه قاجار لشجب الاتفاقية السابقة مع الفرنسيين قبل أن يتجه لعقد صلح مع البريطانيين.

خريطة الأراضي التي خسرها الفرس لصالح الروس عام 1813

ومع بداية اجتياح نابليون بونابرت لروسيا سنة 1812، خيّر البريطانيون عقد تحالف مع الروس لمواجهة الفرنسيين بأوروبا، وبسبب ذلك انهارت الاتفاقية الفارسية البريطانية. وعقب طرد القوات النابليونية من روسيا، تفرّغ الجيش الروسي للفرس وتمكن من إلحاق الهزيمة بهم سنة 1813، قبل أن يجبر الشاه فتح علي شاه قاجار على توقيع معاهدة كلستان التي تخلى بموجبها الفرس بشكل نهائي على مناطق جورجيا وداغستان وشمال أرمينيا وأراضي أذربيجان المعاصرة للجانب الروسي.

لوحة زيتية تجسد لقاء نابليون بونابرت وألكسندر الأول لإبرام اتفاقية تلسيت
Source: Tamol.om
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!