هل إفرازات الإثارة توجب الغسل

هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة

يمر الإنسان بمراحل متعددة فيما يخص الجماع أو العملية الجنسبة سواء في مقدماتها ، أو تمام العملية ، وذلك من لحظة الإثارة والشهوة ، أو حتى تمام انتهاء العملية، و بمرور كل ذلك توجد أحكام متعلقة بتلك الأمور تختلف وتتدرج أحيانا بحسب كل منها ، وتتعدد الشهوة لدى البشر ، ومنها تخرج سوائل تختلف فيما بينها ، من أنواع تلك السوائل المني ، والمذي ، ومن علم الله الواسع الذي ليس كمثله شئ أن أمر المسلمين بالاغتسال من الجنابة ، و مع تقدم العلم الذي أثبت اضرار عدم الاغتسال من الجنابة وما يترتب على ذلك من أمراض، بات واضحاً أن أوامر الله ، ونواهيه لعباده لا تأتي لهم إلا بالخير. [1]

حكم نزول المذي

المذي هو سائل كتلته رقيقة و لونه أبيض ، وملمسه لزج ، يخرج عند الشعور بالشهوة ، و لا يحدث بعده شعور بالفتور ، وقد لا يشعر الإنسان به وقت نزوله ، ويعده الفقهاء من الإفرازات النجسة ، يتوجب على صاحبة إذا طال جسده أو ملابسه ، أن يغسل ما أصاب ، و لا حاجة للشخص نفسه أن يغتسل ، و له تأثير على الوضوء ، حيث ينقضه ، مثل البول . [1]

حكم نزول المني

والمني هو ماء لونه أصفر و كتلته رقيقة ، تنتج مع خروجه من منطقة المهبل لذة ، و يحدث بعده فتور في الشهوة ، وهو طاهر في الرأي الراجح للعلماء ، ولكنه من الحالات التي توجب الغسل ويجب على المرأة الغسل في تلك الحالة.

ويتضح من التفصيل السابق أن حكم نزول إفرازات الشهوة ينقسم لوجوب الغسل أو عدم وجوبه بحسب نوع الإفرازات التي خرجت من الشخص ، وقد ورد في تلك الأحكام آيات و أحاديث نبوية وأقوال العلماء من ذلك

  • وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا ، [ سورة المائدة ] .
  • لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا ، [سورة النساء ].
  • حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، حين سأله المقداد بن الأسود عن المذي فأمره بغسل العضو ، والوضوء.
  • وحديث النبي صلى الله عليه وسلم ، الماء من الماء.
  • قول الإمام النووي في شرح مسلم ، في خصائص مني المرأة  والمذي التي توجب الغسل.
  • أحكام الغسل التي وردت في المذهب الشافعي ، والتي قضت أن من يشتبه عليه المذي والمني ، مخير يلتزم أي الحكمين. [2]

هل الاثارة تستوجب الغسل

في كثير من الأحيان قد يصاحب المرء الشعور بلذه وذلك يرجع لعدة أسباب ، مختلفة ومتباينة ، و تؤثر في البدن وتختلف فيما بينها اختلافات متعددة سواء في ذلك كان الشعور مصاحب لإفرازات من الأعضاء التناسلية للرجل والمرأة ، أو لم يصاحب ذلك أي إفرازات ، وأهمية معرفة ذلك الأمر و مدى تعلق الإثارة بالإفرازات وحدوث لذة أم لا أمر هام لكل مسلم ، حيث يترتب عليه بعض الأمور الواجبة ، والتي بدونها يخل الأداء بالفروض ، أو يؤثر على صحة تلك الفروض ، لذلك يتوجب معرفة المسلم لحالات الإثارة الواجبة للغسل ، للقيام بالواجب الصحيح عليه ، وتعد الشهوة في ذاتها ليست سبب لوجوب الغسل ، بل لابد وأن يتبعها حدوث أفعال متعاقبة من نزول إفرازات ، تتبعها حدوث شهور وأخيرا فتور للشهوة ، هنا يجب على المسلم الاغتسال ، وأمام إنقطاع أحد تلك الخطوات يحدث بالتبعية انقطاع باقي الأفعال مما لا يوجب الغسل ، فمثلا حدوث شهوة أو لذة دون نزول الإفرازات أو السوائل لا يوجب الغسل ، وكذلك حدوث نزول إفرازات دون الشهوة لا يوجب كذلك الاغتسال.

هل يجب الغسل عند سماع كلام مثير

من المعلوم شرعا أن الكلام في الشهوة والأمور الجنسية بين غير المتزوجين حرام شرعا قولا واحدا ، وقد يعد نوع من أنواع الزنا الذي جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، ويأثم صاحبه ، و هو يفضي إلى الأفعال المحرمة ، لكن إذا كان الكلام في الأمور الجنسية بين أثنين متزوجين، زواج شرعي ، لا أثم فيه والأصل على قول العلماء أنه مباح ، أما ما يترتب على هذا الكلام من أحكام فهل يجعل الغسل واجب ، وهنا يختلف الأمر ، حسب ما يترتب على ذلك من أحكام.

وتختلف بحسب الأثر الذي يمكن أن ينتج عن الكلام ، ويمكن تفصيل تلك الأمور كما يلي ، مع وجوب التفرقة بين أمور ثلاثة ألا وهي  الفرق بين المني والمذي والودي ، ذلك أن نزول المني الناتج عن الكلام في الأمور الجنسية، يوجب على المسلم الغسل باعتبار هذا الكلام نوع من الاستمناء وهو ما اتفق عليه الفقهاء ، ويتأكد الأمر مع حدوث أمور حددها الفقهاء ألا وهي أن يكون السائل الموجود لزج ، و يوجد بحالة من التدفق ، ويحدث بالجسد رعشة قوية ناتجة عن الشعور بالإحساس باللذة، لكن إذا وصل المني حتى العضو التناسلي ثم لم يخرج منه ، فلا يوجب هنا حالة الاغتسال.

أما الحالة الأخرى فهي حالة المذي ، ونزول المذي عند الحديث في الأمور الجنسية ، يوجب طهارة ما اتصل به من البدن أو الثوب ولا يوجب الغسل ذلك لأنه نجس ، ويجب هنا الوضوء. [3] ، [4]

هل الخيال الجنسي يوجب الغسل

أحياناً يسترسل المرء في تخيلاته ومنها الأمور الخاصة بالعلاقة بين الذكر والأنثى ، ويختلف حكم الأمر ما إذا كان الخيال بشريك شرعي كالزوج أو الزوجة ، أم بشخص أجنبي عن المتخيل ، ويرى العلماء أن الخيال إذا كان بطرف من أطراف العلاقة الزوجية الشرعية ، كأن يتخيل الزوج زوجته ، أو بالعكس أن تتخيل الزوجة زوجها فإن ذلك مما لا إثم فيه ، ولا حرج ، وإن كانوا ينصحون الطرفين بعدم الاسترسال في تلك التخيلات حفاظا على العلاقة بشكل صحي ، أما إن كانت التخيلات تقع على طرف أجنبي عن المتخيل فهنا يقع حكم الإثم عند العلماء.

أما ما يجب على الشخص المتخيل في تلك الحالة فالأمر يختلف ويجب توضيح عدة مسائل هامة من بينها الإجابة على استفسار مثل متى يخرج الودي من الرجل ، وذلك للتفرقة بينه وبين المني ، ووجوب الاغتسال ، والأمر ذاته ينطبق على الأنثى ، فإنها إذا حصل لدى الأنثى التيقن التام من أن ما خرج منها هو مني أي تابع لحدوث شهوة ولذة وفتور بعدها فيجب عليها هنا الاغتسال ، أما إذا تيقنت أن السائل هو المذي فلا غسل هنا ولا يجب على المرأة ، وقد يتعرض الشخص ذكر كان أو إمرأة لحالة من التباس الأمر عليه كأن يتحير إذا كان ما خرج منه مذي أو مدي أو مني ، هنا يكن له الاختيار أي الأمور هي الأقرب لتمام حكمها ، وذلك لأن المني وحده فيما سبق الذي يوجب الغسل ، أما غيره يكتفى بالوضوء منه. [3]

  • حكم السائل النازل من التفكير في الشهوة
  • تتخيل معاشرة زوجها
  • حكم التخيلات الجنسية
  • هل يعتبر الجنس عبر الهاتف زنا
Source: almrsal.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *