هل اسلم النجاشي قبل وفاته

هل اسلم النجاشي قبل وفاته

• نعم، والنجاشي هو أصحمة بن أبحر النجاشي، وهو ملك الحبشة، وأول من أسلم من ملوك العجم.

قصة النجاشي باختصار

• ولقد اقترن اسم النجاشي بقصة هجرة المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة.
• ففي السنة الخامسة من البعثة، عانى المسلمين كثيرًا من العذاب الذي لاقوه على أيدي الكفار، حتى يفتنوهم عن دينهم، فلم يكن هناك بدًا من خلال المسلمين من هذا العذاب، لذلك أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة، لما سمعه عن ملكها بأنه عادلًا.
• فقد روى ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم: “إن بأرض الحبشة ملكاً لا يظلم أحد عنده، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه”.
• واستجاب المسلمون لأمر النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم، فهاجر أول وفد منهم في نفس العام، وكان يتكون من 12 رجلًا و 4 سيدات، على رأسهم عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• ولقد خرج المسلمون في طريقهم إلى الحبشة ليلًا، حتى لا ينتبه لهم كفار قريش، فوصلوا إلى ميناء شعيبة، واستقلوا سفينة نقلتهم إلى الحبشة.
• وعندما شعر كفار قريش بخروج وفد من المسلمين إلى الحبشة؛ حاولوا اللحاق بهم، ولكن تلك المحاولة جاءت متأخرة، فبمجرد وصول قريش إلى الشاطئ؛ كان المسلمون قد انطلقوا في رحلتهم.
• لم يكتف مشركو قريش بمطاردة المسلمين خارج مكة، بل قرروا أن تستمر مطاردتهم لهم داخل الحبشة، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك لقوة تلك المملكة، فضلًا عن قوة العلاقة بين الحبشة ومكة.
• ولذلك قرر مشركو مكة إرسال وفدًا إلى الحبشة مكونًا من عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة، للمطالبة برد المسلمين الذين هاجروا إليهم، مستغلين في ذلك صداقة بن العاص بالنجاشي، وسفر أخيه وأخو عبد الله مع من هاجروا إلى الحبشة.
• وكان بن العاص وبن أبي ربيعة مُحملين بالهدايا الثمينة لإغراء النجاشي بقبول العرض وتسليمهم المسلمين، وحتى يضمن بن العاص نجاح مهمته؛ توجه مباشرة بهداياه إلى أكبر رجال السياسة والدين في الحبشة وهم البطارقة، لكسب ودهم وضمان وقوفهم بجانبه.

قصة النجاشي ملك الحبشة بين المسلمين وكفار قريش

• وعندما دخل بن العاص إلى النجاشي، وصف المسلمين لديهم بأنهم سفهاء تركوا دين أهلهم، وأنه جاء إليه حتى يردهم مع أهله، واقترح البطارقة على النجاشي رد المسلمين إليهم، لأنهم قومهم وأعلم بما عابوا عليهم.
• ولكن رفض النجاشي هذا الاقتراح، فقال: “لا هيم الله، إذاً لا أسلمهم إليهما، ولا أكاد قوماً جاوروني، ونزلوا بلادي، واختاروني على مَن سواي، حتى أدعوهم فأسألهم ما يقول هذان في أمرهم”.
• كما رفض السماع من طرف واحد، فاجتمع ومعه كبار رجال الدولة والبطارقة والأساقفة مع جعفر بن أبي طالب الذي رشحه المسلمون للتحدث باسمهم.
• وعندما سأل النجاشي جعفر عن دينهم؛ أخبره بأنهم اعتنقوا الإسلام دين التوحيد وعدد له فضائله من صلة الرحم وأداء الأمانة والكف عن قصف المحصنات وأكل مال اليتيم وغير ذلك، وأنهم تركوا عبادة الأصنام وأكل الميتة وفعل الفواحش وقطع الأرحام، وجميع عادات الجاهلية، كما قص عليه العذاب الذي لاقاه المسلمين على يد كفار قريش، ليفتنوهم عن دينهم ويردوهم لعبادة الأصنام.
• وأخبره بأنه لما ازداد العذاب بهم، وحال الكفار بينهم وبين دينهم؛ خرجوا إلى بلاد الحبشة، راغبين في جواره، وطلب منه أن يعدل في حكمه بينهم.
• بعدها، طلب النجاشي من جعفر أن يقص عليه آيات من القرآن الكريم، وعندما قرأ عليه جعفر آيات الذكر الحكيم؛ بكى النجاشي حتى تبللت لحيته، وبكى الأساقفة، ورفض طلب المشركين بتسليم المسلمين إليهم، بل رد إليهم هداياهم أيضًا.

ما هو دين النجاشي ملك الحبشة

• اعتنق النجاشي ملك الحبشة الدين الإسلامي.
• فخلال مقابلة النجاشي مع جعفر بن أبي طالب؛ سأله عن ربه، فأجابه بأن ربه هو الذي بشر سيدنا عيسى عليه السلام برسول اسمه أحمد.
• وأخبره جعفر بأن الله عز وجل قال الله عن عيسى عليه السلام بأنه روح الله وكلمته، فقرر الدخول في الإسلام،  وآمن بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونطق الشهادتين.
• حيث قال: “يا معشر القسيسين والرهبان، ما يزيد هؤلاء على ما تقولون في ابن مريم.. مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده، فأنا أشهد أنه رسول الله، وأنه الذي بشَّرَ به عيسى، امكثوا في أرضي ما شئتم”.
• وعندما توفي النجاشي ملك الحبشة؛ صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المُصَلَّى، فصف بهم وكبَّر عليه أربع تكبيرات”.

هل النجاشي صحابي

• لا، النجاشي كان تابعي وليس صحابي، وذلك لأنه لم يلتق برسول الله صلى الله عليه وسلم، على الرغم من أنه آمن به.
• وكان النجاشي من سادات التابعين، لأن على يديه أسلم الصحابي عمرو بن العاص.

المراجع

• 1
• 2