‘);
}

الإسلام طريق الإبداع

إنّ دين الإسلام هو دينٌ وسطيٌ لا يدعو إلّا إلى فضيلة، ولا ينهى إلّا عن أمرٍ فيه ضرر بالناس إمّا على الأفراد أو الجماعات، وهو دين الاعتدال، فقد حارب الإسلام الغلوّ والتطرُّف بجميع صوره وأشكاله، فإذا جاء الأمر بتحريم أمرٍ من الأمور أو فعلٍ من الأفعال فإن ذلك التحريم يكون منضبطاً بعللٍ وأسباب، ولا يمكن أن يكون التحريم عبثيّاً، وقد أبدع الله سبحانه وتعالى في خلق السماوات والأرض وما فيهنّ من جبالٍ وأشجار ودوابّ، كما أبدع في خلق الإنسان وتصويره على نحوٍ يعجز الناس عن تقليده أو الإتيان بمثله، قال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)،[١] كما أنَّ الله سبحانه وتعالى جعل في كلِّ نفسٍ بشريةٍ خلقها جوانب إبداعية، فمن الناس من يُبدع في علمٍ معيّن، ومنهم من يبدع في تطوير أو اختراع أمرٍ من الأمور، ومنهم من يُبدع في أشياء وأمور أخرى كالرَّسم مثلاً أو التمثيل أو الغناء أو غير ذلك مما أعطى الله الإنسان من جوانب إبداعية، فهل ممارسة بعض تلك النشاطات الإبداعية -كالرسم مثلاً- منهيٌ عنها في الإسلام؟ وما هو حكم الرَّسم شرعاً؟

معنى الرسم

  • الرسم في اللغة: مصدر رَسَمَ يَرسُم، أو يَرْسِم رَسْمًا، فهو راسم، ورسَمَ الشَّيءَ: بمعنى خطّه، وقولهم: رسَم الكتابَ بمعنى كتبه.[٢]
  • الرسم في الاصطلاح: هو تعبير تشكيلي يستلزم عمل علاقة ما على سطح ما، وهو التعبير عن الأشياء بواسطة الخط أساساً أو البقع أو بأي أداة، وهو شكل من أشكال الفنون المرئية، والفنون التشكيلية وأحد الفنون السبعة، وقد يكون الرسم تسجيلاً لبعض الخطوط السريعة، أو تسجيلاً لشيءٍ من الملاحظات أو بعضٍ من المشاهد والخواطر بحيث تكون شكلاً ما في لحظة معيّنة، وقد يكون الرسم كذلك أعمالاً تحضيرية لوسائل أخرى التي تُستخدم للتعبير الفني، ولكن الرسم في الغالب ما يكون عملاً فنيّاً له استقلاليته التامة فيكون فنّاً قائماً بذاته.[٣]