ما هو مفهوم الغش ؟
الغش في اللغة العربية هو عكس النصح، والأصل فيه غشش أي المشرب الكدر العكر، وتقال للشخص ايضًا عندما لا يعطي النصيحة كاملة يخبئ في قلبه عكس ما يظهر، وايضُا هو مصطلح يطلق على كتم كل ما لو علمه المبتاع كرهه وهو أن يتم خلط الرديء بالجيد وذلك على حسب الاصطلاح الشرعي للغش.
ما هي أنواع الغش ؟
1- الغش في النصيحة وعدم قول الحقيقة وتزييف الأمور وعدم تحذير الغير من المخاطرة وقول الزور وكتمان الحقيقة.
2- غش الموظفين ويندرج تحت هذا الشكل من الغش العديد من الصور منها:
- أخذ رشوة مقابل تيسير الأعمال.
- الإهمال في العمل وعدم إتقانه.
- الغياب عن العمل والتقصير في الحضور وعدم الحضور بالمواعيد المحددة وايضًُا الغش في تسجيل مواعيد الحضور.
3- الغش في الزواج، وذلك عندما لا يخبر أحد الطرفين الآخر بالحقيقة التامة سواء بحالته الصحية أو المادية أو الشهادات العليا الحاصل عليها وإخفاء العيوب من أجل إتمام الزواج، وهنا يكون عقد الزواج باطل فما بني على باطل هو باطل.
4- غش المعلمين في أداء الرسالة وشرح المناهج للطلاب، أو إجبارهم على الدروس الخصوصية لتحقيق مكاسب مادية.
5- غش التجار، ويندرج تحت هذا النوع من الغش العديد من الأشكال، مثل خلط البضائع، خلط الفاكهة بالفاسدة، بيع البضائع التي بها عيوب دون إخبار المشتري، والغش في الميزان.
7- الغش في العلم وسرقة مجهود الغير ونسبه إلى النفس، وايضًا الغش بين الطلبة في أداء الامتحانات.
هل الغش من كبائر الذنوب ؟
نعم فقد افتى الكثير من أهل العلم أن الغش من كبائر الذنوب ومن بينهم الذهبي، فهو أمر محرم بصورة قاطعة وفقًا للشرلايعة الإسلامية في كافة الأعمال وفي التعاملات المادية والبيع والشراء بين البشر.
لذلك لا يجب التهاون بهذا الأمر، عليك تحرى الأمانة في عملك إذا كنت تقوم بصنعه أو بعمل ما يجب عليك أن تقدمة بأمانة تامة وتبذل قصارى جهدك به.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قال: “ويجتنب الغش في جميع المعاملات، من بيعٍ، وإجارةٍ وصناعةٍ، ورهنٍ، وغيرها، وفي جميع المناصحات والمشورات؛ فإنَّ الغش من كبائر الذنوب، وقد تبرأ النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من فاعله فقال صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((من غشَّنا فليس منا))، وفي لفظ: ((من غشَّ فليس مني))، والغش: خديعة، وخيانة، وضياع للأمانة، وفقد للثقة بين الناس، وكل كسب من الغش فإنه كسب خبيث حرام، لا يزيد صاحبَه إلا بعدًا من الله”.
هل يدخل الغش في الاختبارات في الحديث من غشنا فليس منا
الغش بصورة عامة هو من كبائر الذنوب وتم تحريمه في كافة مجريات الأمور ولم يتم تحديد أعمال دون غيرها، الحديث النبوي جاء على الإطلاق، لذلك الغش في الاختبارات حرام ولا يجوز سواء قام به الطالب مع نفسه أو بالتعاون مع غيره من الطلاب، ولا يجوز له ايضًا أن يطلب المساعدة والحصول على الإجابة التي يبحث عنها بأي طريقة في كافة المواد، الغش ينتج عنه بعد ذلك العديد من المشكلات، فهو غش في المراتب بعد التخرج يحصل على شهادة لا يستحقها وبالتالي لا يستطيع أن يقدم الخدمات على أكمل وجه، بينما قد يحرم صاحب حق من الحصول على المرتبة التي يستحقها.
حكم الغش في الامتحانات
قد تم توجيه سؤال إلى العلماء حول الغش في الامتحانات وهل هو يجوز أم أنه محرم بصورة مطلقة، وقد جاءت إجابة الشيخ ابن باز رحمه الله كالآتي:
“الغش في الامتحان محرم ومنكر كالغش في المعاملات، وقد يكون أعظم من الغش في المعاملات؛ لأنه قد يحصل له وظائف كثيرة بأسباب الغش، والغش محرم في الامتحانات في جميع الدروس؛ لقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: من غشنا فليس منا ولأنه خيانة، فالواجب على الطلبة في أي مادة أن لا يغشه، وأن يجتهدوا في الاستعداد حتى ينجحوا نجاحًا شرعيًا”.
ذم الغش في السنة النبوية
قد ورد الغش في السنة النبوية في الكثير من الأحاديث وذلك من أجل توضيح خطورة هذا الأمر فهو من كبائر الذنوب وهناك العديد من الأحاديث مثل:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ علَى صُبْرَةِ طَعامٍ فأدْخَلَ يَدَهُ فيها، فَنالَتْ أصابِعُهُ بَلَلًا فقالَ: ما هذا يا صاحِبَ الطَّعامِ؟ قالَ أصابَتْهُ السَّماءُ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعامِ كَيْ يَراهُ النَّاسُ، مَن غَشَّ فليسَ مِنِّي”.
ما هي كفارة الغش في الامتحانات
كما سبق وأن ذكرنا أن الغش حرام ومن كبائر الذنوب ويجب الابتعاد عنه مطلقًا، فهو يؤثر على المجتمع بصورة عامة ويؤدي إلى العديد من السلبيات والمشكلات فهو انحراف على معايير الدين الإسلامي، أما عن كفارة الغش في الامتحان فهي التوبة النصوحة والندم على ارتكاب الذنب والعودة إلى طريق الله سبحانه وتعالى.
كذلك ايضًا التعاون في الغش أو مساعدة شخص ما على الغش هو أمر محرم، حيث أن مساعدة الفرد على ارتكاب الآثم هي معصية ولا يجب التعاون إلا على البر والتقوى وقد جاء ذلك في قول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).