2022-04-18T05:09:45+00:00
mosoah
هل الموسيقى بدون غناء حرام
- يتساءل الكثير هل الموسيقى بدون غناء حرام ؟
- حيث يُعد سماع الأغاني من المسائل الخلافية بين العلماء والفقهاء، فمنهم من أجاز ذلك بشروط، ومنهم من حرمه بشكل قاطع.
- ولكن ماذا عن سماع الموسيقى فقط دون كلمات؟ هل ذلك جائز أم يؤثم عليه فاعله؟
- فهناك الكثير من المسلسلات والأفلام التي تحتوي على مقاطع موسيقية دون كلمات، منها مقاطع حزينة أو سعيدة أو مضحكة أو رومانسية.
- وهناك من يحب سماع الموسيقى الهادئة للترفيه عن النفس، أو كنوع من التسلية عند ممارسة التمارين الرياضية.
هل الموسيقى حرام
- ولقد حرّم فريق من العلماء سماع الموسيقى حتى وإن كانت دون كلمات، وذلك لأن آلات اللهو والمعازف محرمة شرعًا.
- وتم الاستناد في ذلك إلى قول الله تعالى في سورة لقمان: “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ“.
- وعن المقصود باللهو؛ فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما أن المقصود به هو الغناء، وقال مجاهد رحمه الله أن المقصود به هو الطبل، وفسر الحسن البصري تلك الآية بأنها تشير إلى الغناء والمزامير.
- كما قال ابن القيم رحمه الله : ( ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود ، قال أبو الصهباء : سألت ابن مسعود عن قوله تعالى : “ومن الناس من يشتري لهو الحديث “، فقال : والله الذي لا إله غيره هو الغناء – يرددها ثلاث مرات
- فالموسيقى من مفسدات القلوب ومسببات أمراضها، ولذلك أوجب الله تعالى تركها.
- فلا يجوز الاستماع إلى جميع أنواع المعازف من العود والكمان والناي والمزامير وغيرها، لأنها مذمومة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف” رواه البخاري في الصحيح.
- كما قال صلى الله عليه وسلم: صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة. رواه البزار بسند حسن.
- أما الفريق الآخر من العلماء فقد أجاز الاستماع إلى الموسيقى ولكن بشرط ألا تكون مصحوبة بمنكر مثل شرب الخمور والمخدرات والنظر إلى العورات.
لماذا حرم الله الموسيقى
- يرغب الكثير في معرفة الحكمة في تحريم الله الاستماع إلى الموسيقى، سواء كانت منفردة أو مصحوبة بكلمات.
- حيث تؤدي الموسيقى إلى إفساد القلب، والصد عن الصلاة وعن ذكر الله، فيصبح المستمع إلى الموسيقى منشغلًا بها.
- وقال عن ذلك ابن القيم: “السماع يورث النفاق في قوم، والعناد في قوم، والتكذيب في قوم، والفجور في قوم، والرعونة في قوم، وأكثر ما يورث عشق الصور، واستحسان الفواحش، وإدمانه يثقل القرآن على القلب، ويكرهه إلى سماعه بالخاصية، وإن لم يكن هذا نفاقاً فما للنفاق حقيقة“.
- ووصف ابن القيم الموسيقى بأنها قرآن الشيطان، الذي لا يمكن أن يجتمع في القلب مع القرآن الذي أنزله الله تعالى.
- كما وصف المستمع إلى الموسيقى والأغاني بالمنافق، الذي يظهر رغبته في طاعة الله، وفي نفس الوقت قلبه مليء بالشهوات، فهو يحب آلات المعازف وأصواتها وهو يعلم أنها مكروهة من الله ورسوله.
- وقال ابن عباس :”لهو الحديث الباطل والغناء ، فمن الصحابة من ذكر هذا ومنهم من ذكر الآخر ومنهم من جمعهما، والغناء أشد لهوا وأعظم ضررا من أحاديث الملوك وأخبارهم فإنه رقية الزنا ومنبت النفاق وشرك الشيطان وخمرة العقل”.
حكم الموسيقى الشعراوي
- كان الإمام محمد متولي الشعراوي قد أوضح حكم الاستماع إلى الموسيقى.
- حيث رأى الشعراوي أنه يجوز الاستماع إلى الموسيقى ولكن بضوابط، وهي ألا تكون سببًا في الإلهاء عن ذكر الله وعن الصلاة، وألا تكون سببًا في إثارة غرائز الإنسان.
- وإذا كانت الموسيقى مصحوبة بكلمات؛ فيجب ألا تصف الكلمات مفاتن المرأة، وألا يكون في أداء الأغنية تمايل وخروج عن الوقار.
- وقال الإمام الشعراوي أن العلماء أقروا بجواز الاستعانة بالأغاني في الأفراح حتى يأنس الناس بها، وهو ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأعياد، كما يجوز الاستعانة بالأغاني خلال القيام بالأعمال الشاقة، فالاستماع لها يهون متاعب العمل ويلهي عنها.
- ورأى الشعراوي أن ما هو مقبول أيضًا فيما يخص الاستماع إلى الموسيقى، الاستعانة بها في الحروب من خلال الاستماع إلى الأناشيد الحماسية، وأيضًا الأغاني التي تدندن بها الأم حتى تساعد طفلها على النوم.
حكم سماع الموسيقى للاسترخاء
- لم يختلف رأي العلماء في حكم الاستماع للموسيقى بمختلف أنواعها سواء كانت هادئة أم صاخبة.
- فالفريق الذي أجاز الاستماع للموسيقى يرى أنه لا حرج من الاستماع إلى النوع الهادئ منها للاسترخاء إذ لم تكن مقرونة بشيء مُحرم.
- أما الفريق الذي حرّم الاستماع إليها فيرى أن الآلات الموسيقية وكل ما يصدر منها في حكم المعازف التي حرمها الله ورسوله.
- فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هَيتُ عن صَوتينِ أحمَقَينِ فاجرينِ: صوتٍ عندَ مصيبةِ خَمْشِ وجوهٍ، وشَقِّ جُيوبٍ، ورَنَّةِ شَيْطانٍ، وصوتٍ عندَ نَغَمةِ لعِبٍ ولَهْوٍ ومَزاميرِ شَيْطانٍ”.
- كما قال عليه الصلاة والسلام: “يشربُ ناسٌ من أمتي الخمرَ، يسمُّونها بغيرِ اسمِها، يُضرَبُ على رؤوسِهم بالمعازفِ والقَيْناتِ، يَخسِفُ اللهُ بهم الأرضَ، ويجعلُ اللهُ منهم القِرَدَةَ والخنازيرَ”.
- وفي حديث آخر: “إِنَّ اللهَ حرمَ الخمرَ، والميسرَ، والكوبَةَ، وكلُّ مسْكِرٍ حرامٌ”، وقيل أن الكوبة هي الطبل.
- وعن نافع رحمه الله قال : ” سمع ابن عمر مزمارا ، قال : فوضع إصبعيه على أذنيه ، ونأى عن الطريق ، وقال لي : يا نافع هل تسمع شيئا ؟ قال : فقلت : لا ، قال : فرفع إصبعيه من أذنيه ، وقال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع مثل هذا ، فصنع مثل هذا ” صحيح أبي داود.
هل الموسيقى الحزينة حرام
- كما سبق وأن ذكرنا، فحكم الاستماع إلى الموسيقى سواء بجوازها بضوابط أو بتحريمها يسري على جميع أنواع الموسيقى سواء كانت هادئة أو صاخبة أو حزينة أو مضحكة.
الآلات الموسيقية المباحة
اتفق العلماء على أن هناك أنواع من الآلات الموسيقية المُباح استخدامها وهي:
- الدف: حيث أجاز العلماء استخدام الدفوف في الأعراس، فعن الرّبيع بنت معوذ بن عفراء -رضيَ الله عنها- قالت: (جَاءَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَدَخَلَ حِينَ بُنِيَ عَلَيَّ، فَجَلَسَ علَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي، فَجَعَلَتْ جُوَيْرِيَاتٌ لَنَا، يَضْرِبْنَ بالدُّفِّ ويَنْدُبْنَ مَن قُتِلَ مِن آبَائِي يَومَ بَدْرٍ، إذْ قالَتْ إحْدَاهُنَّ: وفينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ ما في غَدٍ، فَقالَ: دَعِي هذِه، وقُولِي بالَّذِي كُنْتِ تَقُولِينَ).
- وأباح بعض العلماء الضرب على الدف في مناسبات أخرى مثل شفاء المريض والأعياد والولادة، بهدف إظهار الفرح، فعن بريد بن حصيب الأسلمي -رضيَ الله عنه- قال: (خرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في بعضِ مَغازيهِ، فلمَّا انصرفَ جاءت جاريةٌ سوداءُ، فقالت: يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كُنتُ نذرتُ إن ردَّكَ اللَّهُ سالمًا أن أضربَ بينَ يديكَ بالدُّفِّ وأتغنَّى، فقالَ لَها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: إن كنتِ نذَرتِ فاضربي وإلَّا فلا).
- الطبول: أجاز العلماء استخدام الطبل ذو الوجهين في مناسبات معينة مثل وصول القوافل والإعلان عن الحرب.
المراجع
- 1
- 2
- 3
Source: mosoah.com