هل تريد أن تعيش لفترة أطول؟ قلّل كمية الطعام

Share your love

هل تريد أن تعيش لفترة أطول؟ قد يكون المفتاح إلى ذلك من خلال تقليل كمية الطعام

تشير الأبحاث الأولية إلى أن القيام فقط بوضع كمية أقل بقليل على طبق الطعام وقت العشاء كل يوم قد تكون هي المفتاح لكي نعيش حياة مديدة.

وفقاً لتجربة سريرية صغيرة أن الأشخاص الذين قاموا بتخفيض كمية السعرات الحرارية التي يتناولونها بنسبة 15 في المئة فقط على مدى عامين حصل لديهم انخفاض كبير في عملية التمثيل الغذائي.

وضحت الباحثة الرئيسية لين ريدمان Leanne Redman – الأستاذة المشاركة في العلوم السريرية في مجلة Pennington Biomedical Research  في باتون روج- وصرحت قائلة: لقد تبين أيضاً وجود تحسن لدى هؤلاء الأشخاص بالنسبة للمؤشرات الحيوية المرتبطة بالشيخوخة البطيئة وزيادة طول العمر.

وقد صرح الباحثون ” بأنه وبشكل خاص تبين أن لدى الأشخاص ضمن التجربة وجود  انخفاض في درجة حرارة الجسم الأساسية وانخفاض في مستويات السكر في الدم والأنسولين، وانخفاضات كبيرة في الهرمونات التي تُنقص من عملية التمثيل الغذائي. وقد صرحت ريدمان: “نعلم أن هذه الأشياء تكون أقل لدى الأشخاص الذين يعيشون حياةً أطول”.

كما قالت روزالين أندرسون Rozalyn Anderson الخبيرة في الاتحاد الأمريكي لأبحاث الشيخوخة التي استعرضت النتائج: “لقد بينت الدراسات حول الشيخوخة لدى الحيوانات وجود ترابط بين تناول كميات أقل من السعرات الحرارية مع زيادة طول الحياة لكن هذه أول تجربة سريرية لسد الفجوة بين الحيوانات والبشر”.

كما صرحت أندرسون الأستاذ المساعد والتي تقوم بدراسة الشيخوخة وتقييد كمية السعرات الحرارية في كلية الطب والصحة العامة بجامعة ويسكونسن: “لقد تبين حتى الآن وجود تناغم كامل مع ما شاهدناه في دراساتنا على القرود” “لقد وجدنا تشابهاً بين القرود والبشر وهذا أمر رائع جداً. هذه فجوة أنيقة بالفعل لإغلاقها بالنسبة لبيولوجيا الشيخوخة“.

لقد قام فريق ريدمانRedman  بإجراء هذه التجربة على 34 متطوعاً من الأشخاص الأصحاء وبمتوسط ​​عمر 40عاماً ليقوموا باتباع نظام غذائي محدد السعرات الحرارية ولمدة عامين.

تقول ريدمان: ” لقد قام الباحثون بإرشاد المشاركين في الدراسة إلى كيفية خفض 25 في المئة من السعرات الحرارية اليومية عبر اتباع ثلاثة نماذج مختلفة من النظام الغذائي الصحي. وبعد ذلك تركوا للمشاركين الحرية في اتباع نظامهم الغذائي وفقاً لأي وسيلة يختارونها.

وقالت ريدمان “وبالاعتماد على أنفسهم تمكن المشاركين من تحقيق انخفاض بنسبة 15 في المئة في السعرات الحرارية وحافظوا على استمرارية هذه النتيجة لمدة عامين وهو أمر رائع جداً”. وقالت ريدمان أيضاً: بأن المجموعة وبشكل متوسط خسرت حوالي 20 رطلاً ومعظم هذه الخسارة كانت خلال السنة الأولى؛ رغم أن نصف المشاركين في الدراسة كانوا يتمتعون بوزن طبيعي في بداية الدراسة في حين كان النصف المتبقي يعانون من زيادة الوزن بشكل معتدل؛ وقد أظهرت الاختبارات وجود تغيرات في عملية التمثيل الغذائي وعمليات الجسم التي توضح ذلك والتي تم ربطها بطول العمر لدى كل من الحيوانات والبشر”. كان تبين وجود انخفاض كبير لدى المشاركين في الإجهاد التأكسدي المرتبط بتناقص عمليات التمثيل الغذائي.

ووفقاً للباحثين فإن هذا الأمر يدعم النظريات المثيرة للجدل التي تؤكد على الترابط بين التمثيل الغذائي المرتفع وزيادة الأكسدة مع سرعة الشيخوخة؛ وقالت ريدمان “عندما يقوم الجسم بصنع الطاقة فسوف تتواجد منتجات ثانوية لعملية التمثيل الغذائي وتدعى هذه المنتجات الثانوية جذور الأكسجين وهي تتراكم في الجسم وتسبب تلف الخلايا والأنسجة”. يمكن أن يتسبب هذا الضرر في تقدم الخلايا في العمر بشكل أسرع كما يمكن أن يسهم في بعض الأمراض مثل السرطان.

وقد وضحت أندرسون بأنها ليست متأكدة تماماً من أن هذا يعتبر التفسير الأفضل؛ حيث أشارت إلى أن الدراسات المخبرية على الفئران قد أظهرت أن الضرر الناتج عن الإجهاد التأكسدي ليس له تأثير على العمر الإجمالي”. وقالت الباحثة أندرسون بأن تناول كميات أقل من السعرات الحرارية يمكن أن يحرض الجسم على استخدام الطاقة بكفاءة أكبر مؤدياً ذلك وبطريقة معينة إلى اكتساب بعض المزايا المتعلقة بالتقدم بالعمر والشيخوخة؛ حيث تقول: “نحن نعلم على سبيل المثال بأنه يوجد علاقة وثيقة حقاً لا نفهمها بين الصيام وسهولة التأقلم والتكيف – والقدرة على مجابهة الأسى”.

قالت ريدمان: “بأنه يجب على الأشخاص الراغبين بمحاولة تناول كميات أقل من الطعام من أجل الحياة لفترة زمنية أطول’ يتوجب عليهم التركيز على كمية كل حصة من وجباتهم أثناء اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن؛ وقالت ريدمان: ينبغي عليهم أن يحاولوا خفض استهلاكهم من السعرات الحرارية بنسبة 25 في المئة مع استيعاب فكرة أنهم على الأرجح قد لا يتمكنوا من بلوغ مقصدهم”.

لا ينبغي أن يشعروا بالخيبة إذا لم يستمروا في فقدان الوزن على المدى الطويل؛ حيث تشك أندرسون في استمرارية مثل هذا النموذج من تناول الطعام، وأضافت ريدمان: “لا يتمثل الهدف في إنقاص الوزن بقدر ما يتمثل في الحفاظ على كمية الاستهلاك المنخفضة”. وقالت أندرسون: “لن أوصي أبداً أي شخص كي يقوم بالحد من كمية السعرات الحرارية التي يتناولها؛ أعتقد أن الأمر شديد الصعوبة والسبب الذي يجعلنا نفكر في هذا الأمر هو محاولة تفهم آلية الشيخوخة وليس لأننا نريد من أي شخص أن يقوم بذلك؛ حتى أن الناس لا يستطيعون القيام بخفض كمية السعرات الحرارية التي يتناولونها أدنى من الكمية المعتادين على تناولها “.

وقالت: يسهم تقييد كمية السعرات الحرارية في إلقاء نظرة على مفهوم عملية حدوث الشيخوخة، إذ تبين أنها تعمل على إبطاء الشيخوخة لدى الحيوانات؛ ويأمل الباحثون من خلال هذا الأمر في الحصول على رؤية أوضح بخصوص كيفية حدوث الشيخوخة حتى يتمكنوا من معالجة هذه العمليات عبر اللجوء إلى طرائق أفضل من اتباع نظام غذائي شديد التقييد”.

قال أندرسون “نريد أن نرى ما هي هذه المحفزات ويمكننا بلوغ غايتنا عبر استعمال وسيلة مختلفة”.

Source: tababah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!