هل تعلم ما العلاقة بين سمكة القرش والزهايمر ؟

هي من اقدم المخلوقات على وجه الارض, تعيش في اعماق البحار والمحيطات. يعود زمن وجودها الاول الى اكثر من مائة مليون عام. تنتمي لمجموعة من فصائل اسماك تسمي الاسماك الغضروفية أي التي يبني جسمها علي غضاريف عظمية مكسوة باللحم, لها زوجين من الزعانف القوية, وذيل طويل مميز وقوي. لها عدة انواع واشهرها النمر, والقرش الابيض. اغلب انواعها على عكس ما يألفه الناس غير مفترس ولا يقترب من الانسان في حالة وجوده غواصا او سباحا ما دام لم يستفزها ولا يقترب منها كثيرا. يثيرها بشدة رائحة الدم, ولها مواسم هجرات في اعماق البحار والمحيطات حسب المواسم المناخية وبحثا خلف الولائم الغذائية المتمثلة في انواع مختلفة من الاسماك الصغيرة. نحن نتحدث عن الفك المفترس “سمكة القرش”.

هوليوود وتزييف الحقيقة

في فترة السبعينيات والثمانينيات ظهرت في السينما الامريكية موضة افلام الرعب, فظهرت افلام من عينة دراكولا مصاص الدماء الذي ينام وقت النهار في تابوت موجود في قبو قديم بقصر فخم كبير, وصحو ليلا ليصطاد فريسة بشرية يمص دماها فهذا غذائه, فتصير ضحيته مثله مصاصة للدماء. وظهر في هذه الفترة فيلم كينج كونج ذلك الوحش الموجود بجزيرة معزولة في المحيط وصلها عدد من البحارة المغامرين وواجهوا الصعاب الي ان وجدوا هذا الوحش المفترس وتدور المغامرات. وكان مخرجي هوليوود يبحثون عن قصة اكثر رعبا واكثر قربا للعقل ان يصدقها فالعقل صعب ان يصدق وجود كائن خرافي غير حقيقي, او كائن نصف بشري يمص الدماء ليلا. وكانت نتائج البحث هو سمكة القرش “الفك المفترس”. فصنعوا من هذا الفيلم الضخم في انتاجه وفي تعدد اجزاءه وفي انتاج افلام شبيهة تحكي وتدور في نفس الاطار تكون البطولة الحقيقية فيه لسمكة قرش مفترسة تقتل الضحايا وتهاجمهم في الشواطئ او وهم على متن قارب صيد او وهم على متن لانش بحري مثلا. اخر الافلام التي قدمتها هوليوود في هذا الاطار اعتقد انه الجزء الرابع من الفك المفترس, وفيلم اخر انتاج 2008 عنوانه البحر الازرق العميق “ديب بلو سي”. ولنا في قصة الفيلم الاخير شرح وتفصيل لانها تمس جانب من موضوعنا.

تشابه مخ القرش والانسان

يطرح فيلم Deep Blue Sea الامريكي الشهير قصة عالمة في بيولوجيا الاعصاب تعمل في مركز بحثي موله رجل اعمال كبير صاحب مجموعة من شركات الادوية العالمية, هذا المركز البحثي يتكون من اربعة ادوار تحت سطح الماء ويحتوي علي معامل بحثية فائقة وغرف اقامة. المركز يقوم باجراء بحوث على استخراج مادة كيميائية طبيعية من الفص الامامي لمخ سمكة القرش ثم حقنها في مجموعة من الخلايا البشرية المنتزعة من نسيج مخ بشري مصاب صاحبه بمرض الزهايمر لاختبار التفاعل الذي سيحدث والاثر الناتج. وكانت النتائج في النهاية هو نشاط الحركة العصبية ونقل الاشارات في الخلايا البشرية بعد حقنها بالمادة المستخرجة من مخ سمكة القرش.

حقيقة هذا الموضوع في ارض الواقع وفي الطب الحديث ان هناك فعلا تشابه تشريحي بين سمكة القرش ومخ الانسان. وهناك فعلا ابحاث اكدت ان سمكة القرش من ضمن كائنات قليلة جدا تقاوم الشيخوخة ولا تصاب بالزهايمر. والزهايمر عبارة عن مرض يصيب كبار السن ونادرا ما يصيب شخص في عمر صغير. اعراضه عبارة عن فقدان في الذاكرة القريبة فالشخص ينسي ما يأكل في الغداء مثلا, وينسي انه قابل فلانا الذي كان امامه منذ دقائق, لكنه لا ينسي الاحداث القديمة فيظل متذكرا لها. سبب مرض الزهايمر هو ضمور في مساحة معينة من خلايا المخ بسبب وجود جين معين يسبب المرض, ويظهر اعراضه مع تقدم العمر والتعرض لاعراض الشيخوخة, وقد يتطور الزهايمر وتتدهور الحالة وتصل الى ما يسمى الخرف وهو مرض يصيب مساحة الادراك والقدرة على التمييز والفهم.

سمكة القرش لا تصاب بالزهايمر

وهذه معلومة صحيحة وحقيقية يعلمها الباحثون في مجال الزهايمر. سمكة القرش لا تصاب بهذا المرض وتقاوم امراض الشيخوخة كلها ولا تتعرض فعلا للشيخوخة فنشاط الاسماك الكبيرة من انواع القرش يظل في مستوي مرتفع. بعض الباحثون يعزون ذلك الي وجود مضادات حيوية

قوية للغاية تفرز داخل دماء السمكة, واخرون يرون ان السبب في طبيعة القرش نفسها انه كائن قديم واكتسب من بيئته اسباب عديدة للبقاء في حالة نشاط عالية فلا يصيبه الشيخوخة ويظل المخ نشطا لا يصيبه الضمور. وتجري في كثير من مراكز البحث المتخصصة على سمكة القرش الكثير من الابحاث التي تبحث في تحليل مكونات القرش كلها لمحاولة ايجاد تفسير علمي لقدرة سمكة القرش على مواجهة كثير من الامراض وليس مرض الزهايمر وامراض الشيخوخة فقط, فالعلماء اكتشفوا ايضا ان سمكة القرش لا تصاب بالسرطان ايضا وهذا خيط مهم جدا يبحث خلفه كثير من العلماء للتوصل الى تفسير علمي حقيقي لهذه الظاهرة ولقدرة هذه السمكة العجيبة.

توقعات العلماء في التوصل لعلاج للزهايمر

بعض الاطباء المتفائلين يحلمون بالتوصل لعلاج دوائي لمرض الزهايمر خلال العقد القادم واملهم في ذلك كبير نتيجة كثافة الابحاث العلمية التي تجري في اكثر من مكان وعلى نفس المرض, واعتمادا على التطور الكبير في تقنيات الابحاث العلمية. والبعض الاخر يري ان الموضوع يحتاج مزيد من الوقت ويتوقع ان تأخذ الابحاث وقت لا يقل عن ربع قرن حتى تتوصل الى علاج تام لمرض الزهايمر المزمن والمؤلم نفسيا للمتعايشين من اهل المريض اكثر من المريض نفسه. مريض الزهايمر لا يدرك انه مريض به اما الذين يتعذبون بمشاكل المريض يوميا هم اهله واحبائه الذين يواجهون المعاناة يوميا وفي كل وقت. هل يجد العلماء ضالتهم في الصيدلية الطبيعية التي تسبح في مياه البحار والمحيطات وصورها مخرجوا هوليوود على انها الفك المفترس القبيح وتكون هي الكائن الذي انقذ الانسان من اخطر الامراض واقساها على النفوس…نأمل في ذلك.