هل تقلل قلة حركة الناس جراء وباء كورونا من اهتزازات قشرة الأرض؟

القيود المفروضة لمكافحة مرض كوفيد-19 تعني تقليل حركة مليارات البشر وتنقلهم بوسائط النقل المختلفة فهل يغير ذلك الطريقة التي يتحرك بها كوكبنا؟

Share your love

شارع في باريسGetty

تخلو شوارع المدن الكبرى حول العالم من الناس، وكأنها مهجورة، بسبب انتشار فيروس كورونا

مليارات الناس حول العالم يلزمون منازلهم جراء تفشي فيروس كورونا- وهذا عدد كبير جدا من الناس في الحقيقة،إلى الدرجة التي تحدث تغييرا في الطريقة التي تتحرك بها قشرة الأرض.

وبسبب الإغلاق التام، لم تعد هناك سوى رحلات قليلة إلى أماكن العمل أو للخروج للنزهة والاستجمام عبر السيارات أو القطارات، وأغلق العديد من مصانع الصناعات الثقيلة أبوابه.

وفي الحقيقة، أن قلة حركة عدد هائل منا تخفف فعليا من الاهتزازات في قشرة الأرض.

وتلك حقيقة مدهشة إذا أخذنا في الاعتبار أن كوكبنا يزن ستة مليارات ترليون طن.

انخفاض كبير

كان العلماء في المرصد الملكي في بلجيكا أول من لاحظ الانخفاض، قائلين إن “الحركات الأرضية تولد ذبذبات مدى ترددها 1-20 هرتز (أي أعمق من صوت آلة الكونترباص الموسيقية، ويماثل صوت جهاز أرغن كبير) قد أصبحت أكثر انخفاضا منذ تطبيق الحكومات إجراءات تقييد الحركة لتحجيم تفشي الفيروس “.

وتمت ملاحظة التغييرات في أماكن مختلفة حول العالم أيضا.

ولاحظ علماء الزلازل في نيبال انخفاضا في النشاط، وقال أحد العاملين في معهد باريس لفيزياء الأرض، إن الانخفاض في العاصمة الفرنسية باريس كان “كبيرا”، ووصف بحث أجرته جامعة كال تيك في الولايات المتحدة الانخفاض في لوس أنجلوس بأنه “كبير جدا”.

ويمكن الاطلاع على الانخفاض المثير في نشاط الزلازل في نيبال في هذا الرسم البياني.

هواء أنظف، بحار أهدأ

وهذه ليست الطريقة الوحيدة التي يُغير بها فيروس كورونا -من خلال التأثير في الكيفية التي نعيش بها- العالم الطبيعي.

لقد رصدت الأقمار الاصطناعية انخفاضا في الغاز الملوث للهواء وهو ثاني أكسيد النيتروجين، والذي ينبعث من السيارات، والشاحنات، والحافلات، ومحطات الطاقة.

فالعالم بات أهدأ من قبل أيضا.

Getty Images


وصل فيروس كورونا إلى السفن السياحية، وأدى ذلك إلى توقف الكثير من الأساطيل البحرية لتتحول المحيطات إلى أماكن أكثر هدوء

والعلماء الذين يقيسون يوميا الضوضاء في مدننا، وأولئك الذين يدرسون أعماق المحيطات، لاحظوا أن مستويات الصوت قد انخفضت.

إشارات أوضح

لا تعني الأبحاث الجديدة المتعلقة بعلم الزلازل أن الأرض توقفت عن الاهتزاز بشكل كامل، لكن الاختلاف الذي رُصد ليس مجرد فرق تمكن العلماء من ملاحظته حسب بل أنه أمر مفيد فعليا أيضا.

فالنشاط الإنساني أشبه بضوضاء في الخلفية تجعل من الصعب على العلماء الاستماع إلى ما تقوم به الأرض بشكل طبيعي (اي الذبذبات التي تصدرها حركة القشرة الأرضية).

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!