هل شركتك تراقبك؟ كيف تحمي خصوصيتك في العمل!

لقد تسلّلت حياتنا الشخصية إلى مكان العمل بسبب التكنولوجيا، وبسببها أيضاً تَسلّل العمل تدريجياً إلى حياتنا الشخصية، حيث يُتوقَّع من الموظفين في العديد من الوظائف أن يعملوا ساعاتٍ طويلة ويَرُدُّوا على الرسائل الإلكترونية التي تصل إليهم خارج ساعات العمل المُعتادة، وقد جعلت ضبابية الخط الفاصل بين الحياة الشخصية والعمل مسألة الخصوصية والأمان في العمل أكثر تعقيداً.

Share your love

مع تزايد تولد المعلومات سواء المُشَارَكة أو المُخَزَّنَةُ أكثر من أي وقت مضى، أضحت الحاجة إلى حمايتها من التهديدات الداخلية والخارجية أكثر إلحاحاً. فما الذي تستطيع فعله إذاً لحماية خصوصيتك وأمانك في العمل بشكلٍ أكبر؟

1- عدم استعمال أجهزة العمل للأغراض الشخصية:

من الحكمة تجنَّب استعمال الأجهزة والأنظمة المُستخدَمة في المؤسسة – كلابتوب العمل، أو هاتف العمل، أو حساب البريد الإلكتروني الخاص بالعمل – في أي شؤونٍ شخصية. يمكنك في معظم الحالات أن تتوقع الحصول على درجة معقولة من الخصوصية في العمل، وقد يسمح أصحاب العمل باستخدام أجهزة العمل لأغراضٍ شخصية لا سيما إذا جرى ذلك خلال وقت الدوام، ولم يؤثر في العمل، ولم يكن فيه أي إزعاج. لكن حينما تُحفظ البيانات الشخصية في جهاز العمل سيلفُّ الغموض مصير ملكية تلك البيانات، فإذا تركْتَ عملك على سبيل المثال قد تُسحَب منك الأجهزة التي كنت تستخدمها دون منحك الوقت لاستعادة أي شيء من بياناتك.

2- يجب عليك أن تعرف إذا ما كانت الشركة تراقبك:

من الجدير بالذكر أيضاً أنَّ أي شيءٍ تفعله من خلال جهاز العمل كالدخول إلى حساب الإيميل الشخصي مثلاً قد يُشاهَد ويحفَظ، حيث يراقب أصحاب العمل المعلومات التقنية ليمنعوا إفشاء أيَّة معلومات سرية، ويتصدّوا لأية هجمات إجرامية، ويتعقبوا أي نقصٍ في الكفاءة، وقد أضحت التقنيات التي تسهِّل المراقبة كالبرنامج الذي يستطيع التقاط صورة لكل ما يفعله الموظفون عبر شاشات أجهزتهم في تطورٍ دائم.

يجب على عمليات المراقبة أن تُنفَّذ بشكلٍ صحيح وأن يُشار إليها في وثيقة السياسة لذلك اقرأ سياسات المنظمة، وإذا لم تستطع رؤية شيءٍ له علاقة بالمراقبة اسأل عن ذلك.

3- انتبه إلى نشاطك على وسائل التواصل الاجتماعي:

إنَّ الخط الفاصل بين الهويتين المهنية والشخصية يكون غير واضحٍ غالباً حينما يتعلق الأمر بوسائل التواصل الاجتماعي. لا يوجد شيءٌ خاطئٌ في ذلك لكنَّ الأمر يستحق أن تعيره الانتباه فتفكر مرتين قبل نشر شيء عبر الإنترنت يمكن أن يوقعك أو يوقع صاحب العمل في المتاعب.

قد لا يكون فيسبوك أفضل مكانٍ تُعبِّر عن غضبك من زميلٍ أزعجك في اجتماعٍ ما لا سيما إذا كان ثمَّة زملاء آخرون أو إذا كان المدير ضمن قائمة أصدقائكما. وحتى لو أغلقت حسابك على فيسبوك أو تويتر بحيث يتمكن أصدقاؤك فقط من رؤية ما تنشره تذكَّر أنَّ أي شيءٍ تقوله عبر الإنترنت يمكن أن تُلتقَط له صورة من خلال الشاشة ويذهب إلى أبعد ممَّا تظن.

وتذكَّر أيضاً أنَّ المجرمين الرقميين يستخدمون فيسبوك لجمع معلوماتٍ عن أهدافهم وهذا يعني أن المعلومات التي تنشرها على “لينكد إن” على سبيل المثال قد تُستخدَم في صياغة رسالة إلكترونية مخادعة لمهاجمة صاحب العمل من خلالك.


اقرأ أيضاً:
 6 معلومات خاصة تجنّب وضعها على فيسبوك

 

4- اجعل كلمات مرورك أكثر قوة:

استخدم كلمات مرورٍ قويةً، ومعقدةً، ومميزة، لا يكون اكتشافها سهلاً، وسيكون استخدام جُمَل مرور – وهي جمل تحوي فراغاتٍ بين كلماتها – أكثر أمناً، فجرِّب أن تستخدم في كل حسابٍ مقطعاً من أغنيتك المفضلة، واجعل الجملة أكثر تعقيداً من خلال إضافة رموز خاصة، وحروف كبيرة وصغيرة، وأعداد إليها.

ولا تستخدم كلمات المرور نفسها في أكثر من مكان لأنَّ المجرم إذا نجح في اكتشافها سيتمكن من الوصول إلى جميع حساباتك. يمكنك أن تجرب برنامجاً لإدارة كلمات المرور كـ (LastPass)، و(Dashlane)، و(Keeper)، حيث تخزن هذه البرامج التفاصيل التي تستخدمها لتسجيل الدخول إلى المواقع الإلكترونية في قاعدة بيانات مُشفَّرة، ومن ثمَّ لن تحتاج إلَّا إلى تذكُّر كلمة مرور واحدة. قد يقول بعض الناس أنَّ في ذلك مجازفة لأنَّ اختراق كلمة مرور هذه البرامج قد يؤدي إلى اختراق كلمات مرور جميع حساباتك، لكن إذا وضعت كلمة مرور قوية ومعقدة ستبقى برامج كلمات المرور توفر لك عامل أمان يفوق ما يوفره لك استخدام كلمة مرور بسيطة واحدة في جميع حساباتك. لا يوجد أمان كامل مع عالم الإنترنت مثلما هو الحال في العالم الواقعي: الأمان أن تقوم بكل ما هو ممكن للتخفيف من الأخطار.

وبعد أن تضع كلمات مرور معقدة ومميزة لا تشغل نفسك بتغييرها إلَّا إذا اشتبهت في أنَّ حساباً اختُرق أو علمت ذلك.

5- ضاعِف الحماية:

استخدم المصادقة الثنائية (two-factor authentication) والتي هي بمنزلة طبقة حماية مزدوجة لحساباتك بحيث لا تعتمد في حمايتها على كلمات المرور وحدها.

واحذر من الروابط والملفات المرفقة فإذا راودتك أي شكوكٍ حول شرعية البريد الإلكتروني أو الرسالة استخدم طريقةً بديلةً للتواصل مع المرسل كالاتصال به على رقمٍ تعرف أنَّه صحيح.


اقرأ أيضاً:
أفضل 5 برامج مجانية لحماية حاسوبك من الفيروسات

 

لا يوجد حلٌّ سريع لمشكلة الحماية لكنَّ تخصيص قدرٍ ضئيل من الوقت والجهد لاتباع هذه الخطوات يمكن أن يجنِّبك الكثير من مشاعر الضغط – ويوفر لك المال.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!