إن أطفالنا هم أغلى ما لدينا بهذه الدنيا و لو سألت أي أب أو أم سيقولوا نفس الشئ: “أبناءنا هم أغلى الأشخاص عندنا” , و لكن للأسف بسبب بعض الأمور لا يستطيع أبناءنا فهم أن ما نحويه بداخلنا تجاههم هو الحب و الخوف , فهم يفسروا بعض تصرفاتنا على محمل أخر مما يولد لديهم مشاعر سلبية تجاهنا , و من ضمن هذه التصرفات التي تزعج أبناءنا أحيانا هي خوفنا الزائد عليهم , فأحيانا يفهموا أنه تحكم أو تسلط و خصوصا عندما يتعلق الأمر بأصحابهم.
الصاحب ساحب:
نعم هذه حقيقة لابد أن نعترف بها و لا يأخذنا أحيانا الغرور أو الغفلة و نقول إننا نثق بأطفالنا ثقة عمياء تفوق الحدود , فالإنسان بطبعه كائن إجتماعي يبحث دائما عن صحبة – لا نعمم فلكل قاعدة شواز – ليتحدث معهم و يتبادل معهم الإهتمامات , إناس يشاركوه مواقف الفرحة أو الحزن أو القلق و لو لم يجد الطفل هذه الصحبة بالمنزل بالتأكيد سيلجأ لخارجه , و يبحث عن أي أحد يكون لديه القدرة على إحتوتئه و تقبله كما هو دون توجيه النقد الدائم له , فتأكدوا من أن الصاحب ساحب كما قالوا لنا قديما , و لابد أن نقولها نحن أيضا لأبناءنا , و لا يفهم أحد أننا نرفض فكرة وجود أصحاب لأبناءنا بالعكس كأي إنسان لابد أن يكون لهم أصحاب و رفقة و لكن الذي نحذر منه أن يكونوا هم من يوجه الطفل و يؤثر عليه و يسحبوه في أي طريق يريدوا , و هنا يأتي دور الوالدين في توجيه الطفل لإختيار أصحابه و يجب أن يوجد بين الوالدين و طفلهم رصيد حب و مودة و صداقة حتى يسمع الطفل لهم و لنصحهم و لا يكون أصدقاؤه فقط هم من يوجهه.
ما الفرق بين الحكمة و التحكم:
بالتأكيد كل والدين يحبوا أطفالهم و من شدة هذا الحب لو إستطاعوا أن يعزلوهم عن كل شر لفعلوا , و هذا بالتأكيد من خوفهم و حرصهم على أطفالهم , لكن حاذروا أن تحولوا هذا الحب و الخوف إلى تحكم و تسلط , فأطفالنا هم أشخاص مستقليين و يتمتعوا بكل الحقوق التي نتمتع نحن بها , إلا أن قلة خبرتهم تتطلب بعض التدخلات من والديهم , فحاولوا أن تترجموا خوفكم عليهم و حبكم لهم في صورة نصائح و توجيهات و ليس تحكمات و فرمانات , خصوصا الأطفال بسن المراهقة يحتاجون لإحتواء و صداقة أكثر من تسلط و عقاب فتعاملوا معهم بكثير من الحكمة و قليل من التحكم.
لماذا لا تكونوا أنتم أصحابهم؟
سؤال يستحق التفكير في إجابته , و يمكننا طرح المزيد من الأسئلة: هل أنتم أصحاب أطفالكم؟ هل أنتم أول شخص يلجئوا له و يحكوا معه؟ هل تشاركوهم إهتماماتهم؟ هل تتعاملوا أحيانا معهم كأطفال مثل سنهم أم إن تعاملكم دائما معهم هو الصراخ و العصبية و النقد و العقاب ؟ هل أنتم بالفعل تشعروهم بحبكم لهم أم هم معزورين – في بعض المواقف – في إعتقادهم بعدم حبكم لهم؟
بعد أن قرأتم هذه الأسئلة هل لديكم إجابات لها , و هل الإجابات ستكون في صالحكم أم العكس؟ , إذا حاولوا من الآن أن تكون هذه الإجابات في صالحكم , من لم يبدأ بمصاحبة طفله فليفعل الآن , و من كانت طريقة تعامله مع طفله غير جيده فليغيرها لتصبح تربوية , و لا تقولوا أبدا الوقت فات , لا يوجد مستحيل , فعليكم توصيل حبكم لطفلكم بشتى الطرق و عليكم نصحه بلطف و مشاركته إهتماماته و اللعب معه فهذه أول خطوات الصداقة بينكم.
و في النهاية أتمنى أن تكون كل أسرة إستفادت من هذه النصائح , و ستحاول جاهدة أن توفر الصداقة للطفل داخل المنزل , و للمزيد تابعونا بقسم تربية الأبناء و أنصحكم بقراءة هذا المقال بعنوان: “كيف أعرف أنك تحبني” , و أتمنى أيضا أن تشركونا بتجاربكم و تعليقاتكم و أسئلتكم.