هل هرمون الحليب يمنع الحمل
}
هرمون الحليب
يعدّ هرمون الحليب من الهرمونات الطبيعية المسؤولة عن حدوث الحمل والإنجاب للسيدات، وتقوم الغدة النخامية بإفرازه بكميات مناسبة حتى تتوازن نسبته في الدم، ومن الطبيعي أن يوجد هذا الهرمون في الدم بنسب متغيرة لدى المرأة، لكن تزداد هذه النسبة بشكل كبير عند حدوث الحمل والولادة والرضاعة الطبيعية، ويوجد هرمون الحليب المعروف باسم برولاكتين كذلك لدى الرِّجال بنسبة قليلة، ويؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية لديهم.
يعدّ هرمون الحليب من الهرمونات الضرورية والهامة التي لا بد من وجودها في جسم المرأة، إلا أن ارتفاع معدله قد يؤدي إلى حدوث نتائج عكسية خطيرة، وتقوم الغدة النخامية الواقعة أسفل الدماغ بإفرازه، إذ يعمل على نمو الثديين وتطورهما، ويسبب إنتاج الحليب بعد ولادة الطفل، كما يُساعد في تنظيم الدورة الشهرية عند النساء غير الحوامل، ويتم التحكم بمستويات هرمون الحليب في الدم عن طريق هرمونات أخرى تُسمّى عوامل تثبيط البرولاكتين، ومن أمثلتها الدوبامين[١].
‘);
}
تأثير ارتفاع هرمون الحليب على الحمل
من المؤكد أن ارتفاع نسبة هرمون الحليب يؤدي إلى حدوث الكثير من المخاطر الصحية التي تؤثر على قدرة المرأة على الحمل والإنجاب، كما أنه يتسبب بحدوث الكثير من الاضطرابات الهرمونية التي تؤدي إلى إيقاف الدورة الشهرية، وحدوث خلل في هرمونات الحمل والولادة، مما يؤثر على إخصاب المرأة ويمنع الحمل لديها، لذلك فإنّ النساء اللاتي لديهنّ مستويات مرتفعة من البرولاكتين ويسعين للحمل والإنجاب سيؤدي البرولاكتين المرتفع إلى عدم انتظام الدورة الشهريّة لديهن، وسيُسبِّب مشاكل في الإباضة، مما سيجعل الحمل أكثر صعوبةً.
كما وجدت بعض الدراسات أنَ ارتفاع مستويات البرولاكتين لدى النساء مرتبطٌ بتكرار حالات الإجهاض، إذ لوحِظَ أنّ النساء اللواتي تلقَّين علاجًا لخفض مستويات الهرمون في أجسامهن كانت نسبة ثبات الحمل لديهن 85%، بينما كانت نسبة ثبات الحمل لدى النساء اللواتي لم يتلقَين العلاج 52% فقط. في الجانب الآخر هناك رأي أنَ الدّراسات المتعلِّقة بارتباط ارتفاع هرمون الحليب بالإجهاضات المتكررة ما تزال ضيّقةً ولا يمكن القول إن نتائجها قطعيّة[٢].
أسباب ارتفاع هرمون الحليب
من أهم الوظائف التي يقوم بها هرمون الحليب هي إفراز الحليب استعدادًا لولادة الجنين، وفي بعض الأحيان يظهر هذا الهرمون رغم عدم وجود حمل، وترتفع نسبته كلما زادت نسبة الضغط النفسي، والتوتر، والقلق، والأمراض النفسية والعصبية بمختلف أنواعها، كما قد يظهر بسبب وجود خلل في الغدة النخامية المسؤولة عن إفراز هذا الهرمون، أو حدوث تكيس المبايض، وغالبًا ما يكون الخلل الموجود في الغدة النخامية هو ورم حميد يمكن علاجه باستخدام الأدوية والعقاقير المختلفة تحت إشراف الطبيب.
يمكن علاج ارتفاع هرمون الحمل عن طريق استئصال جزء من الغدة النخامية، وفي الحقيقة فإنَّ ما يقارب ثلث حالات الإصابة بفرط هرمون الحليب هي حالات لا توجد لها أسباب واضحة، لكن هذا لا يتعارض مع وجود بعض العوامل التي قد تسبب ارتفاع الهرمون، ويمكن تلخيص أسباب ارتفاع هرمون الحليب في النقاط التالية:[٣][١]:
- القلق، والتوتر، والاكتئاب، والأمراض النفسية.
- وجود ورم حميد في الغدة النخامية.
- تناول الأدوية والعقاقير لعلاج الأمراض المختلفة، مثل: ضغط الدم، والصداع، والأرق، والكثير من الأمراض الأخرى.
- حدوث تكيس في المبيض.
- قصور الغدة الدرقية.
- الأعشاب، مثل: الحلبة، والشومر.
- ارتداء حمّالة صدر ضيقة جدًا.
- تحفيز الحلمة.
- تناول بعض الأطعمة.
- أمراض الكلى.
- الفشل الكبدي.
- فقدان الشهيّة.
أعراض ارتفاع هرمون الحليب
ارتفاع هرمون الحليب قد يصيب النساء والرجال، ويؤدي إلى حدوث الكثير من الأضرار لكل منهما، فيؤثر بالسلب على الرجال، ويقلل من قدرتهم ورغبتهم الجنسية، كما أنه يقلل من إنتاجهم للحيوانات المنوية ويزيد من حجم الثديين لديهم، أما بالنسبة للنساء فلا يختلف الأمر كثيرًا؛ حيث يؤدي إلى منع الحمل، وتأخر الإنجاب، وإفراز الحليب بشكلٍ كبير، مع حدوث ضعف في الرغبة الجنسية لدى المرأة، وخلل وعدم انتظام في الدورة الشهرية، إلى جانب شعور المرأة بوجود حكة في الثديين، والكثير من الأعراض الأخرى التي تؤثر على المرأة وتمنع حدوث الحمل لديها، لذلك لا بد أن تتجه المرأة إلى الطبيب المختص لبدء العلاج فورًا عند ظهور أعراض المرض عليها، ومنها ما يأتي[٤]:
- الشعور بالغثيان والصداع المستمر.
- انخفاض مستوى الرغبة الجنسية.
- تقلب المزاج بشكل جذري من وقت إلى آخر.
- حدوث عقم مؤقت وتأخر في موعد الدورة الشهرية.
- خروج إفرازات من الثدي وتدفق الحليب.
- ضعف البصر.
- نمو غير طبيعي لشعر الوجه والجسم.
- ظهور حب الشباب.
علاج ارتفاع هرمون الحليب
لا تحتاج جميع حالات ارتفاع هرمون البرولاكتين إلى علاج، غير أنّ النساء المصابات بفَرط هذا الهرمون في الدم والذي يُعيق تصنيع الإستروجين في أجسامهنّ يُعالَجن من خلال الأدوية التي تُساعد الجسم على صُنع الإستروجين، أو يأخُذن الإستروجين كما هو مباشرةً، وهناك عدّة نقاط هامة ينبغي توضيحها حول آلية اختيار العلاج المناسب، وهي[١]:
- يعتمد علاج فرط البرولاكتين على تحديد السبب، فإذا كان السّبب وراء ارتفاع الهرمون هو ورم في الغدة النخامية فإنّ العلاج المعتاد يكون الدواء، وإذا كان الارتفاع في الهرمون ناتجًا عن قصور الغدة الدرقية فإنه يُعالَج بتعويض هرمون الدرقيّة، مما يُعيد مستويات البرولاكتين إلى طبيعتها، أما إذا كان السبب وراء الارتفاع هو استخدام بعض الأدوية بصورة منتظمة فلا بُدّ من تبديله بدواءٍ آخر أو إضافة دواء للمساعدة في انخفاض مستويات البرولاكتين.
- قد لا تكون هناك حاجة إلى أي علاج إذا تعذّرت معرفة السبب، أو إذا كان مستوى البرولاكتين المرتفع يرجع إلى وجود ورم صغير في الغدة النخامية ولا يُعيق هذا الورم تصنيع هرمون الإستروجين.
- الأدوية الأكثر شيوعًا لعلاج ارتفاع البرولاكتين هي كابيرجولين، وبروموكريبتين، ويبدأ العلاج عادةً بجرعة منخفضة من أحد هذه الأدوية ثمّ زيادتها تدريجيًّا حتى تعود مستويات البرولاكتين إلى وضعها الطبيعي، يستمر العلاج في العادة إلى أن تتمكّن المرأة من الحمل، ويُعدّ دواء كابيرجولين أكثر أمانًا وأسرع فاعليّةً من دواء بروموكريبتين، ويؤخذ مرتين في الأسبوع، وله آثار جانببية أقل، لكنّه قد يُسبّب مشاكل في صمام القلب عند تناوله بجرعات عالية، ويُمكن استخدام البروموكريبتين والكابيرجولين بأمان للمرأة الحامل، أمَا الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لهما فهي: الدوار، والغثيان، والصداع، ويمكن تقليل حدّة هذه الأعراض عن طريق زيادة الجرعة تدريجيًَا، بالإمكان أيضًا تقليل الآثار الجانبية للبروموكريبتين عن طريق إعطائه على شكل تحميلة مهبليَّة.
حالات تؤخّر الحمل أو تسبب العقم
يتم تشخيص الزوجين بالعُقم في حال لم تنجح محاولاتهما في الحمل على مدار عامٍ كاملٍ، وتُشكِّل حالات العُقم العائدة إلى المرأة ما نسبتُهُ ثلث حالات العقم الإجمالية، وتشمل الأسباب الأكثر شيوعًا لعقم النساء وجود مشاكل في الإباضة، أو في قناة فالوب، أو الرحم، أو عنق الرحم، كما يمكن أن يسهم التَقدُّم بالعمر في إحداث العقم؛ لأنه مع تقدم المرأة بالعمر تميل خصوبتها بشكل طبيعي إلى الانخفاض. بشكل عام قد تحدث مشاكل العُقم بسبب واحد أو أكثر من الأسباب التالية[٥]:
- شرب الكحول أو تعاطي المخدرات.
- مشاكل الغدة الدرقية.
- الوزن الزائد.
- تمارين مكثفة قاسية تُسبب خسارةً كبيرةً في دهون الجسم.
- قِصَر فترة الدورة الشهريّة.
- التهاب في الحوض.
- عدوى سابقة في الرحم.
- الأورام الحميدة في الرحم.
- التهاب بطانة الرحم.
- الأورام الليفية في الرحم.
- التصاقات الرحم.
- حالة حمل سابقة خارج الرحم.
- عيب خَلقي.
- الأدوية المستخدمة للإجهاض أو الولادة المبكرة قد تؤدي إلى مشاكل في خصوبة المواليد.
- مخاط عنق الرحم غير الطبيعي قد يمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة، أو يصعب اختراقها.
المراجع
- ^أبت“Hyperprolactinemia (High Prolactin Levels)”, reproductivefacts,2014، Retrieved 2019-10-4. Edited.
- ↑ Krissi Danielsson (2018-11-4), “Can Prolactin Cause Recurrent Miscarriages?”، verywellfamily, Retrieved 2019-10-4. Edited.
- ↑ Laura J. Martin, MD (2017-1-22), “What is a Prolactin Test?”، webmd, Retrieved 2019-10-5. Edited.
- ↑ Tessa Sawyers (2018-11-20), “What Is Hyperprolactinemia?”، healthline, Retrieved 2019-10-7.
- ↑“Female Infertility”, americanpregnancy, Retrieved 2019-10-5. Edited.