
هل يجوز الاحتفال في يوم التاسيس ؟ يعتبر هذا السؤال واحد من أكثر الأسئلة المتواجدة علي كافة مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث السعودية في الآونة الأخيرة، خصوصا وأننا علي أعتاب ومشارف الاحتفال بمجيء يوم التأسيس السعودي في الأيام القادمة، والجدير بالذكر هو أن يوم إحياء ذكري يوم التأسيس السعودي هو الغد، حيث أنه يتم الاحتفال به في اليوم الموافق لتاريخ الثاني والعشرين من شهر فبراير من كل عام.
مما أدي إلى إثار الفضول داخل نفوس الكثير من السعوديين، العديد من الشكوك من الناحية الفقهية، فهل الاحتفال به حلال أم حرام، فوجب طرح هذا السؤال خصوصا وأن ديننا الحنيف دين الكمال، لم يترك لنا أي مسألة دون حكم أو توضيح، وبناءا علي كون أن القرآن الكريم وسنة حبيبنا المصطفي صلوات ربي وسلامه عليه، هي دستورنا وقائدنا في هذه الدنيا، فوجب سؤال أهل العلم، وذلك في محاولة لتجنب الشبهات.
ونظرا لكثرة هذه التساؤلات التي حامت حول حكم الاحتفال بيوم التأسيس السعودي، وغيرها من الأسئلة التي حامت في نفس السياق، سائلين حول العديد من الأعياد الأخري كاليوم الوطني والأعياد القومية، وهل ما إذا كان حلال أن يتم إقامة يوم تأسيس وغيرها من التساؤلات التي سنجيب عنها بشكل تفصيل من خلال ما سيتم سرده في مقالنا عبر موسوعة .
هل يجوز الاحتفال في يوم التاسيس
لعل أكثر ما تتميز به الشعوب العربية، هو طابعها الديني وحصرها الشديد علي إقامة شعائر الدين وإعلاء شأنه، ونجد بأن الشعب السعودي أحد أهم هذه الشعوب حفاظا علي تعاليم الدين الإسلامي، خصوصا وأن المملكة العربية السعودية هي منبع الدين الإسلامي، وهي التي قد صدرته للعالم أجمع، ولهذا فيحاول السعوديين أن يكونوا خير مثال وقدوة للعالم الإسلامي أجمع، وبناءا علي كون أن يوم التأسيس السعودي يعد واحد من أهم المناسبات الاحتفالية التي تمر علي المملكة العربية السعودية بشكل سنوي، فقد تساءل الكثيرون حول حكم الاحتفال به، وهذا نظرا لتواجد العديد ممن يرون بأنه لا يجب الاحتفال به، فما هو رأي ديننا الحنيف في هذه المسألة وفقا لما أورده فقهاء أمتنا، هذا هو ما سنتعرف عليه سويا مما يلي ذكره في السطور التالية.
- من الجدير بالذكر هو أن مسألة الاحتفال بيوم التأسيس السعودي، لا تزال حتي لحظتنا الحالية نقطة جدال في المملكة العربية السعودية، خصوصا وأن الهيئة العامة للإفتاء لم تعلن حكما فقهيا واضحا وصريحا، وهذا نظرا لكون أن أهل العلم ذاتهم في حالة من التخبط بين رائيين، فالقسم الأول منهم يري بأن الاحتفال باليوم التأسيس بدعة أي أنه لا يجوز الاحتفال به، بينما الشق الأخر يرون بأنه يجوز الاحتفال به وفقا لبعض الضوابط، وفيما يلي سنستعرض سويا كلا من الرائيين.
- الرأي الأول : وهو بأنه لا يجوز الاحتفال بيوم التأسيس السعودي، وهذا نظرا لكون أنه بدعة، وقد قال رسل الله صل الله عليه وسلم في أحد أحاديثه الشريفة فعن جابر بن حيان أن المصطفي قد قال ” وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها ، وكلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ ، وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ “.
- بالإضافة إلى أنه لم يرد عن رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه أنه قد احتفل بأي من انتصاراته في بدر ولا فتح مكة ولا بأي نصر من الانتصارات الكبيرة التي حققها المسلمون، مما يعني بأن الاحتفال بيوم كيوم التأسيس لا أصل ديني له.
- علاوة عن كون أن الاحتفال به علي هيئة المهرجانات والأعياد هو أمرا غير جائز فلم يشرع لنا الله سوي عيدين فقط وهما الفطر والأضحى، بخلاف كون أن الاحتفال به عن طريق التجمعات ستحتوي علي الاختلاطات والتي قد حرمها الله بين الرجال والنساء.
- الرأي الثاني : وهو بأنه يجوز الاحتفال بيوم التأسيس السعودي، وهذا بناءا علي كون أنه لا يتعارض مع أي من التعاليم الإسلامية، خصوصا وأن هذا الاحتفال لا يقوم علي أساس باطل أو أمر قد حرمه الله، بل هو إحياءا لذكري عظيمة ذات أثر كبير فقي نفوس الناس.
- إلا أنه علي الرغم من ذلك فتتواجد بعض الضوابط ليجوز الاحتفال بهذا اليوم، وهو ألا يتواجد به وبأي شكل من الأشكال أي مما يتعارض مع ضوابط شريعتنا الإسلامية، أي أنه يجب الابتعاد فيه عن كل ما هو محرم ومبغوض.
ما هو يوم التأسيس السعودي
- يوم التأسيس السعودي يعد بمثابة حجر الأساس الذي قد تم بناء المملكة العربية السعودية الحالية عليه، منذ قرابة الثلاثة قرون، وهذا نظرا لكون أنها ذكر تأسيس الدولة السعودية الأولي بأول عاصمة لها وهي مدينة الدرعية علي يد الإمام محمد بن سعود، في سنة 1727 ميلاديا.
- والجدير بالذكر هو أن المملكة العربية السعودية لم تكن وليدة اليوم، فقد تمكنت من البقاء علي خريطة العالم لمدة ثلاثة قرون، علي الرغم من سقوطها عدة مرأت، إلا أنها قد صارت الكيان العالمي المتواجد الآن، وقد أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز في اليوم الموافق لتاريخ السابع والعشرين من شهر يناير الماضي مرسوما مفاده، هو أنه سيتم الاحتفال بهذه الذكري في الثاني والعشرين من شهر فبراير سنة 2022، وهو عطلة رسمية في المملكة السعودية.
حكم إقامة يوم تأسيس
- وفقا لما أورده أهل العلم، فإنه لا مشكلة من هذا الأمر، وهذا نظرا لكون أن تاريخ تأسيس المملكة العربية السعودية، يعد واحد من اهم التواريخ التي تمر عليها بشكل سنوي، فلا ضرر من تذكير الشعب بأهمية هذا اليم وبالجهود التي تم بذلها فيه.
- بشرط ألا تتواجد فيه أي تجاوزات، أو محرمات ففي هذه الحالة وفي حالة حث الشعب علي العمل علي رفعة شأن الوطن، وإعلاء رايته، فلا يكون هناك حرج من إقامة هذا اليوم وإحياءه.
حكم الاحتفال باليوم الوطني
في نفس سياق الاحتفالات بالأعياد القومية في المملكة العربية لسعودية أو سائر البلاد الإسلامية في العالم، سنتعرف سويا فيما يلي علي حكم الاحتفال باليوم الوطني السعودي والأعياد القومية بشكل عام.
- بشكل عام سواء كان الاحتفال هو الاحتفال باليوم الوطني السعودي أو بالأعياد القومية بشكل عام، فحكمه هو نفس حكم الاحتفال بيوم التأسيس قد أتجه فيه الفقهاء إلى شقين ألا وهما.
- الشق الأول : يري بأنه لا يجوز الاحتفال لا باليوم الوطني السعودي ولا بالأعياد القومية، وهذا نظرا لكون أنها بدعة مستحدثة، فلم يرد عن رسول الله بأنه قد احتفل بهذا اليوم، فلم يشرع لنا الله عز وجل سوي عيدين فقط وهما الفطر والأضحى.
- الشق الثاني : وهو إباحة الاحتفال باليوم الوطني والأعياد القومية، وذلك طالما لم يتواجد فيها أي مما يغضب الله، أو يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي.
عبارات يوم التأسيس قصيره
- أخلص التهاني لكامل الشعب السعودي بمجيء يوم التأسيس المبارك، أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليُمن والبركات.
- يوم التأسيس السعودي هو يوم فخر وعزة لكامل الشعب السعودي، فكل عام ونحن سعوديين، أدام الله لنا مملكتنا العريقة.
في النهاية ومع صوولنا لنقطة الختام في مقالنا الذي أجاب عن سؤال هل يجوز الاحتفال في يوم التاسيس فنكون قد أوردنا بأن أهل العلم قد تركوا لنا رائيين، الأول بأنه مباح شريطة ألا يتواجد به ما يتخالف مع شريعتنا الإسلامية، بينما الأخر هو أنه لا يجوز نظرا لكونه بدعة لم يحتفل به رسول الله، ولم يقم بفعل مماثل.
