هل يجوز الاستحمام بعد الاحرام ؟

هل يجوز الاستحمام بعد الاحرام ؟

يعد الإحرام من أهم مناسك الحج والعمرة والتي فُرضت على الرجال والسيدات على حدٍ سواء، ويشير في معناه في اللغة العربية إلى نية الدخول في الحج أو العمرة، وهي أول الخطوات التي يؤديها الحاج أو المعتمر قبل الدخول في المناسك، ويعود السبب وراء تسمية الإحرام بهذا الاسم لأنه يُحرم على المسلم العديد من الأشياء المباحة له، حيث تُحرم عليه لحين الانتهاء من المناسك، وفيما يلي في موسوعة يمكنك التعرف على حكم الاستحمام بعد الإحرام:

• أشار العلماء إلى أن يجوز الاستحمام بعد الانتهاء من الإحرام، كما يجوز للحاج أو المتعمر أن ينزع ردائه أثناء الإحرام من أجل الاستحمام ثم يرتديه مرة أخرى.
• كما يجوز تغيير ملابس الإحرام إذا اتسخت سواء للرجال أو السيدات.
• كما يجوز عند الاستحمام استخدام الشامبو أو الصابون أو السدر مع تجنب استخدام كل ما هو رائحته قوية وذكية تبرز بعد الاستحمام.
• والاغتسال أثناء الإحرام ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أنه سنة.

هل يجوز الأكل بعد الإحرام ؟

من بين الفتاوي الأخرى التي وردت عن الإحرام تناول الأكل بعد الإحرام والذي نوضحه لك فيما يلي:

• يجوز للحاج او للمعتمر أن يتناول السمن والزيت والشحم بعد الإحرام أو أثناء الإحرام
• كما يجوز للمحرم أن يتناول من الهدي أي من الغنم أو الإبل أو البقر في الحج أو العمرة سواء في هدي التطوع أو أو في هدي الواجب لقوله تعالى في سورة الحج ( فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ).

هل يجوز وضع مزيل العرق قبل الإحرام؟

أشار العلماء إلى أنه في حالة أن مزيل العرق دون رائحة طيبة ففي تلك الحالة يجوز وضعه قبل المحرم، كما يجوز استخدامه أثناء العمرة أو الحج.

هل يجوز أكل العلك بعد الإحرام؟

• أشار العلماء إلى أن الأطعمة التي تحتوي على مواد عطرية قوية لا يجوز للمحرم أن يتناولها.
• وبالتالي إذا كان العلك له رائحة طيب فلا يجوز مضغه، أما إذا كانت له نكهات طبيعية مثل النعناع أو التفاح فيجوز تناوله.

هل يجوز النوم بالاحرام؟

أشار العلماء إلى أنه لا يجوز للمحرم أن يرتدي المخيط عند عند النوم، وبالتالي فإنه واجب للمحرم عند النوم أن ينام برداء الإحرام.

مواقيت الإحرام

المواقيت في الإحرام تعني وقت النسك ومكان الإحرام للنسك، وتنقسم المواقيت إلى نوعين أساسيين وهما ما يلي:

المواقيت الزمانية

• بالنسبة للحج فإن المواقيت الزمانية تبدأ من شهر شوال إلى يوم النحر أو نهاية شهر ذي الحج.
• أما عن العمرة فإنه ليس هناك مواقيت زمانية خاصة، حيث يجوز أداء العمرة في أي وقت خلال السنة ما عدا وقت الإحرام للحج.

المواقيت المكانية

• قال الرسول صلى الله عليه وسلم في تحديد المواقيت المكانية:”وَقَّتَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قَرْنًا لأهْلِ نَجْدٍ، والجُحْفَةَ لأهْلِ الشَّأْمِ، وذا الحُلَيْفَةِ لأهْلِ المَدِينَةِ، قالَ: سَمِعْتُ هذا مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وبَلَغَنِي أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: ولِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمُ”.
• بناءً على الحديث السابق أن المواقيت المكانية متعددة، حيث أن أهل نجد ميقاتهم في قرن المنازل، بينما أهل الشام ميقات إحرامهم في الجحفة، وأهل المدينة ميقات إحرامهم في ذا الحليفة، وأهل اليمن ميقات إحرامهم في يلملم.
• أما عن أهل مكة فإن ميقات إحرامهم في الحِل.
• أشار العلماء إلى أنه في حالة اجتياز المواقيت المكانية دون الإحرام فإنه يتوجب ذبح شاة في مكة أو دفع فدية.

شروط الإحرام

هناك عدد من الشروط الخاصة بالإحرام والتي تشمل ما يلي:

• يجب أن يكون المحرم مسلمًا وهو ما أجمع عليه الفقهاء.
• يشترط وجود النية والتي يكون محلها القلب، سواء نية الحج أو نية العمرة، لنفسه أو لغيره، ومن السنة إبراز النية باللفظ حيث يقول :”لبّيك اللهم حجّاً عن فلانٍ”.
• التلبية أي أن يُقال:”لبَّيكَ اللهمَّ لبَّيكَ، لبَّيكَ لا شريكَ لك لبَّيكَ؛ إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لك والمُلْك، لا شريكَ لك”.

مستحبات الإحرام

هناك العديد من الأمور التي يستحب فعلها قبل الإحرام والتي تشمل ما يلي:

التنظف

• والذي يشمل كل من تقليم الأظافر، وحلق الشارب، ونتف شعر الإبط، كما أنه يشمل أيضًا تطيب البدن فقط دون الثوب، ويستحب للمرأة أن تتطيب ولكن دون أن تكون الرائحة قوية، والتطيب ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:كُنْتُ أُطَيِّبُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِنْدَ إحْرامِهِ بأَطْيَبِ ما أجِدُ”.

الاغتسال

• والاغتسال من أبرز ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الإحرام، فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال:”أنّه رأى النبيَّ تَجرَّدَ لإهلالِه واغتسلَ”.
• كما أن الاغتسال يجوز للسيدة الحائض أو النفساء.

التجرد من الثياب المخيطة

والتجرد من الملابس المخيطة يكون بارتداء الرجل الإزار والرداء، وتكون ملابس الإحرام بيضاء اللون، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه:”البَسُوا مِنْ ثيابِكُمُ البَياضَ فإنها مِنْ خيرِ ثيابِكم وكفِّنوا فيها موتاكم”.

محظورات الإحرام

هناك العديد من الأمور التي يجب على المحرم أن يتجنبها عند الإحرام سواء للرجال والسيدات، وتشمل هذه المحظورات ما يلي:

محظورات الرجال

• ارتداء الملابس المخيطة، ولبس الخف الذي يغطي القدمين، والملابس المصبوغة التي تكون رائحتها قوية وفقًا لما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه:”لا يَلْبَسُ القَمِيصَ، ولَا العِمَامَةَ، ولَا السَّرَاوِيلَ، ولَا البُرْنُسَ، ولَا ثَوْبًا مَسَّهُ الوَرْسُ أوِ الزَّعْفَرَانُ، فإنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ، ولْيَقْطَعْهُما حتَّى يَكونَا تَحْتَ الكَعْبَيْنِ”.
• كما أنه من بين محظورات الرجال الأخرى تغطية الرأس، ولكن يجوز للمحرم أن يغطيه في حالة وجود عذر كمشكلة صحية، كما يجوز له أن تستظل رأسه بمظلة مع تجنب ملامستها للرأس.
• في حالة فعل ما هو محظور مسبقًا فإنه يتوجب على المخالف أن يوزع مقدار 3 آصع من الطعام على 6 من الفقراء والمساكين، أو أن يصوم لثلاثة أيام، أو أن يذبح شاة.

محظورات الإحرام للنساء

تتمثل محظورات الإحرام للمرأة أن ترتدي النقاب، وأن ترتدي القفازات، وفقًا لما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه:”لا تَتَنَقَّبِ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ”.

المحظورات المشتركة بين الرجال والسيدات

تشمل المحظورات المشتركة بين الرجال والسيدات في الإحرام ما يلي:

• التطيب في الجسم أو في الثياب، فعندما توفي أحد الصحابة وهو محرمًا قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم:”اغْسِلُوهُ بمَاءٍ وسِدْرٍ، وكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْنِ، ولَا تَمَسُّوهُ طِيبًا، ولَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، ولَا تُحَنِّطُوهُ، فإنَّ اللَّهَ يَبْعَثُهُ يَومَ القِيَامَةِ مُلَبِّيًا”.
• الصيد البري لقوله تعالى (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا”، وفي حالة الصيد فإن الكفارة تكمن إما في ذبح الصيد من الأنعام وتوزيعه على الفقراء، أو الصيام، لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا).
• الزواج أو توقيع عقد الزواج لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه:”إنَّ المُحْرِمَ لا يَنْكِحُ، وَلَا يُنْكَحُ”.
• الجماع وكافة مقدماته لقوله تعالى (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ”.
• قص الشعر أو نتفه أو حلقه، لقوله تعالى (وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ).

وقت التحلل من الإحرام

• في حالة العمرة فإن التحلل منه يكون عند انتهاء مناسك العمرة.
• أما في حالة الحج فإنه يكون عند بعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة، وهو التحلل الأول للحاج، وفيه يكون مُباح له كل المحظورات ماعدا الجماع.
• أما عن التحلل الثاني الذي يُعرف بالتحلل التام فيكون بعد رمي جمرة العقبة وطواف الإفاضة والحلق أو التقصير.