تعتبر صلاة الفجر من الصلوات التي يتكاسل عن أدائها الكثير من المسلمين، والمسلمات، حيث إنهم يجدون فيها بعض المشقة، ولكن الله – عز وجل – لا يفرض علينا عبادة إلا، وكانت فيها الكثير من الخير لنا، فمن أراد أن تصلح أمور دنياه، وتتحقق مطالبه، ويكون له حظًا في الآخرة عليه بصلاة الفجر، إذ أنها من العبادات العظيمة في عصرنا هذا، ومن لم يتمكن من الانتظام على صلاة الفجر عليه بالدعاء إلى الله – عز وجل- بإخلاص أن يعينه، ويختاره ليكون من أهل الفجر.
- قد يستيقظ المسلم على صلاة الفجر، ولا يتمكن من إدراك سنة الفجر، والسؤال الشائع حينها: هل يجوز صلاة السنة بعد الفجر؟، نقدم لك أخي المسلم رأي العلماء، وفقهاء الدين من خلال ما يلي:
- جاء في السنة النبوية الشريفة أن أصل سنة الفجر أن تقدم قبل أداء صلاة الفجر، ولكن في حالة أن المرء لم يتمكن من أدائها لضيق الوقت، فلا بأس أن يؤديها بعد الانتهاء من فريضة الفجر.
- يجوز أيضًا في تلك الحالة أن ينتظر حتى طلوع الشمس ثم يؤدي سنة الفجر، هذا هو الأفضل، ولكن الاتجاهيين قد وردوا في السنة النبوية، ولا حرج فيهما.
- يخشى بعض المسلمين، والمسلمات إن انتظروا طلوع الشمس أن يغفلوا عن أداء سنة الفجر، في تلك الحالة عليهم بأدائها بعد الفريضة مباشرة.
- فقد ورد عن النبي المصطفى – صلَّ الله عليه وسلم – أنه قال لرجل يصلي بعد الفجر: “أتصلي الصبح أربعًا؟”، فقال الرجل: يا رسول الله! إنها سنة الفجر لم أصلها قبْل، فسكت عنه.
- يوضح لنا الحديث الشريف أنه لا بأس من أداء سنة الفجر ببعد الانتهاء من الفريضة في حالة أنك لم تدرك الوقت الذي يسبق الإقامة.
من فاتته سنة الفجر متى يصليها؟
ننقل لك عزيزي القارئ رأي العلماء، والفقهاء في تلك المسألة من خلال ما يلي:
- يوجد سؤال آخر وثيق الصلة بالسؤال السالف ذكره، وهو: كيفية أداء سنة الفجر في حالة النوم عنها، أو عدم القدرة على الاستيقاظ في وقتها؟.
- إذا نام المسلم عن صلاة الفجر، واستيقظ بعد طلوع الشمس، فعلية أن يؤدي سنة الفجر أولًا، والتي تتكون من ركعتين، ثم بعد ذلك يتبعها بالفريضة كما جاء في السنة النبوية.
- فحينما نام النبي – صلَّ الله عليه وسلم – عن صلاة الفجر، وفاتته الفريضة استيقظ بعد طلوع الشمس، وعندئذ أمر الصحابي بلال فأذن، وبدأ بصلاة النافلة، ثم الفريضة.
- وبعد الانتهاء من الصلاة ورد عن الصحابي الجليل أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي محمد – صلَّ الله عليه وسلم – قال:
- ” .. فلمَّا قضى النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الصَّلاةَ قالَ: من نسيَ صلاةً ، فليصلِّها إذا ذَكَرَها ، فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قالَ: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي.”
- يقصد بقوله – صلَّ الله عليه وسلم – “نسي” أي فاته وقت الصلاة إما بسبب نومه، أو نسيانه، حينها يقوم بأداء الصلاة بمجرد استيقاظه من النوم، أو تذكره إياها إن كان غافلًا.
حكم ترك سنة الفجر إسلام ويب
نتناول أخي المسلم رأي الشرع في ترك سنة الفجر بشكل مفصل من خلال السطور التالية:
- تعد سنة الفجر التي تتضمن ركعتين قبل أداء فريضة صلاة الفجر من السنن المؤكدة عن النبي – صلَّ الله عليه وسلم – وهذا هو رأي جمهور العلماء.
- أخبرتنا السيدة عائشة – رضي الله عنها أن النبي – صلَّ الله عليه وسلم – كان شديد الحرص على أداء سنة الفجر، حيث قالت: “لَمْ يَكُنِ النبيُّ -صلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ.”
- اختلف الحسن البصري في حكم ترك سنة الفجر، فهو يرى أنها فريضة، وليست سنة مؤكدة، واستدل على ذلك بالحديث الشريف الآتي:
- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلَّ الله عليه وسلم – قال: “لا تدعوا ركعتي الفجر ولو طردتكم الخيل” رواه أحمد وأبو داود، وقال العراقي: إن هذا الحديث صالح.
- بينما رأي العلماء أن هذا الحديث يحمل على معنى الحث، والتحضيض على أداء سنة الفجر، وليس على الوجوب، ودعموا هذا الرأي مستدلين بالحديث الشريف الآتي:
- عن طلحة بن عبيد الله – رضي الله عنه – قال: أنَّ أعْرَابِيًّا جَاءَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَائِرَ الرَّأْسِ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ أخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ شيئًا ..”
فضل سنة الفجر ابن باز
نشير إلى فضل سنة الفجر في الإسلام من خلال النقاط التالية:
- عن أم المؤمنين عائشةَ – رَضِيَ اللهُ عَنْها – أنَّ النبيَّ صلَّ اللهُ عليه وسلَّم قال: “ركعتَا الفجرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها”، وقال أيضًا: “لهُما أحبُّ إليَّ من الدُّنيا جميعًا.”
- يوضح لنا الحديث النبوي أن أداء سنة الفجر لها فضل كبير، وثواب عظيم، فقد وصفها النبي المصطفى – صلَّ الله عليه وسلم – بأنها خير من الدنيا كلها، أو أنها أحب شيء له في الدنيا، فهل هناك أعظم من ذلك الوصف؟!.
- وقد جاء في السنة النبوية أن الرسول – صلَّ الله عليه وسلم – كان يعمد إلى تخفيف ركعتي السنة، فقد ورد عن السيدة عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت “كان رسولُ اللهِ – صلَّ اللهُ عليه وسلَّم – يُصلِّي ركعتَي الفجرِ إذا سمِعَ الأذانَ، ويُخفِّفُهم.”
- كان الرسول – صلَّ الله عليه وسلم – يصلي سنة الفجر بسورتي الكافرون، والإخلاص، حيث يبدأ في الركعة الأولى بصورة الإخلاص ثم يصلي الركعة الثانية بسورة الإخلاص.
فضل صلاة الفجر في الدنيا والآخرة
نستعرض أخي المسلم عددًا من فضائل صلاة الفجر، وثوابها في الدنيا، وأجرها في الأخرة، وما بها من فضل عظيم قد خصها الله – سبحانه وتعالى – بها دون غيرها من الفرائض من خلال ما يلي:
- يحظى المسلم برعاية الله، وحفظه:
- فقد ورد عن جندب بن عبد الله في صحيح مسلم أن النبي – صلَّ الله عليه وسلم قال: “مَن صَلَّى الصُّبْحَ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشَيءٍ، فيُدْرِكَهُ، فَيَكُبَّهُ في نَارِ جَهَنَّمَ.”
- يعني بذمة الله – عز وجل – أي في ضمانته، وأمانه، وقد جعل الله لعباده ثوابًا خاصًا لصلاة الفجر لما فيها من مشقة، ولا يتمكن من المداومة عليها إلا المسلم المخلص صادق الإيمان.
- ضمن الله له الجنة:
- بشرنا الله – سبحانه وتعالى – على لسان نبيه أن المسلم الذي يؤدي فريضتي الفجر، والعصر فقد ضمن له الجنة، فقد ورد عن النبي محمد – صلَّ الله عليه وسلم – أنه قال: “من صلَّى البَردينِ دخلَ الجنَّةَ.”
- يقصد بلفظ “البردين” صلاة الفجر، والعصر، حيث إن لهما فضلًا عظيمًا، والسبب في ذلك أن صلاة الفجر يتخلى الإنسان فيها عن لذة النوم، وفي صلاة العصر يبتعد فيها عن الانشغال بالعمل الذي يبلغ أشده في تلم الفترة.
- سعة الرزق وحلول البركة:
- نستدل على ذلك بقول النبي – صلَّ الله عليه وسلم – في الحديث الشريف: “اللَّهمَّ بارِكْ لأمَّتي في بُكورِها. وَكانَ إذا بَعثَ سريَّةً أو جيشًا بَعثَهُم من أوَّلِ النَّهارِ وَكانَ صخرٌ رجلًا تاجرًا، وَكانَ يَبعثُ تجارتَهُ من أوَّلِ النَّهارِ فأثرَى وَكَثُرَ مالُهُ.”