خلال النهار يمكن أن تكون الأطوال الموجية الزرقاء مفيدة، حيث تلعب دورًا مهمًا في ضبط الإيقاع اليومي مما يؤثر على التركيز والمزاج.

لكننا لم نخلق لنتعرض له بقدر ما نتعرض له الآن، حيث أنه بالإضافة إلى الضوء الأزرق الوافر في ضوء الشمس فإن معظم الضوء الذي نتعرض له عبر الأجهزة الرقمية هو أيضا أزرق.

الآثار السلبية للضوء الأزرق على العينين

تشير الأدلة المتزايدة إلى أن الضوء الأزرق له تأثير سيء، حيث أنه:

  • في الليل، يمكن للضوء الأزرق أن يوقف إفراز الميلاتونين ويسبب خلل في إيقاعاتنا اليومية.
  • أظهرت الدراسات الحديثة أن التعرض الممتد للضوء الأزرق يمكن أن يدمر شبكية العين، على الرغم من أن كيفية حدوث ذلك لم يكن واضحا.

الضوء الأزرق والريتينال

يظهر بحث جديد أنه عندما يضرب الضوء الأزرق جزيئا يسمى ريتينال، فإنه يطلق سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي يمكن أن تكون سامة للخلايا في شبكية العين.

إن الأمر متناقض بعض الشيء، لأننا بحاجة إلى الريتينال هو شكل من أشكال فيتامين أ الذي يساعدنا لكي نرى.

هناك نوعان من خلايا “المستقبلات الضوئية” في الشبكية المسؤولة عن اكتشاف الضوء:

  • القضبان، و هي تشكل الأغلبية و تعتمد على بروتين يسمى رودوبسين من أجل اكتشاف الضوء.
  • المخاريط.

إن جزيء الريتينال قادر على امتصاص الضوء له مكانه الخاص داخل بروتين الرودوبسين.

عندما تضرب فوتونات الضوء بالريتينال يتغير شكلها بشكل طفيف جدا، و لكن نظرًا لعدم وجود مساحة كبيرة فإنها تحرك جزءًا من الرودوبسين بعيداً عن الطريق و يؤدي هذا التعديل البدني الطفيف إلى تطور تغيرات كيميائية تؤدي في النهاية إلى إرسال إشارات عبر العصب البصري في الدماغ.

نتائج الدراسة:

  • اكتشف الباحثون أن تعرض خلايا هيلا (التي تم استخدامها كبديل لخلايا المستقبلات الضوئية) للضوء الأزرق في وجود الريتينال يؤدي إلى تشويه بروتين مهم في غشاء الخلية، مما زاد من الأضرار التأكسدية و مستويات الكالسيوم في الخلايا.
  • تشير النتائج أنه عند تسليط الضوء الأزرق على الريتينال، فإن خلايا الشبكية تقضي على الخلايا المستقبلة للضوء حيث يذوب جزيء الاشارة على الغشاء.
  • الخلايا المستقبلة للضوء لا تتجدد في العينين.
  • لم تلاحظ أي تأثيرات سمية إذا كان الريتينال غائب عند تعرض خلايا هيلا للضوء الأزرق.
  • كما لم تحدث السمية المرتبطة بالريتينال عندما استخدم الباحثون الأطوال الموجية الأخرى للضوء، مثل الأحمر أو الأصفر أو الأخضر.
  • وجد الباحثون أنه عند وجود جزيء مضاد للأكسدة يدعى ألفا توكوفيرول و هو شكل من أشكال فيتامين E، فإنه يقلل من الضرر الناجم عن الضوء الأزرق و الريتينال و يمنع الخلايا من الموت. و هذا هو السبب في عدم تدهور رؤيتنا بسرعة بعد التعرض لكل هذا الكم من الضوء الأزرق.
  • لكن لسوء الحظ مع التقدم تتناقص مستويات الفيتامين E سنفقد و نفقد هذه الحماية.
  • يشير الباحثون إلى أن التدمر التدريجي لخلايا كشف الضوء في العين بسبب التعرض الطويل للضوء الأزرق يمكن أن يساهم في التنكس البقعي المرتبط بالعمر، و هو السبب الرئيسي للعمى.

من خلال معرفة المزيد عن آليات العمى بحثًا عن طريقة لاعتراض التفاعلات السامة الناتجة عن الجمع بين الضوء الأزرق و الريتينال، يأمل الباحثون في إيجاد طريقة لحماية رؤية الأطفال الذين ينشأون في عالم عالي التقنية.