وجد بحث جديد أن غسول الفم يمكن أن يدمر البكتيريا الفموية “النافعة”، وهو الأمر الذي يمكن أن يكون له عواقب خطيرة على صحة القلب والأوعية الدموية للشخص.

يعرف العلماء أن البكتيريا الموجودة في الفم تؤثر على الصحة العامة، ولكن ربما تكون  العلاقة بين البكتيريا الفموية والحالات الصحية المختلفة أقل وضوحاً.

على سبيل المثال، أشارت مجموعة من الدراسات التي تم إجراؤها مؤخراً إلى وجود ارتباط بين مرض اللثة وتراكم بعض البكتيريا في الفم مع مرض ألزهايمر، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الجهاز التنفسي.

وأظهرت مقالة حديثة أخرى كيف يمكن لبكتيريا فموية محددة أن تسرع من تقدم سرطان القولون والمستقيم.

ركزت هذه الدراسات على البكتيريا المسببة للأمراض، ولكن، كما هو الحال في الأمعاء، تحتوي أفواهنا أيضاً على بكتيريا “صديقة ونافعة”، وهي ضرورية للحفاظ على صحة جيدة.

يمكن للتوازن الميكروبي الفموي الجيد أن يحمي من الإصابة بعدة أمراض. ووجدت الدراسات أنه عند حدوث اختلال في هذا التوازن، فإن ذلك يساهم في الإصابة بعدد من الأمراض الفموية والجسدية، مثل أمراض الأمعاء الالتهابية، ومرض ألزهايمر، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والسمنة، وتصلب الشرايين، والسكري.

ويشير البحث الجديد إلى أن الحفاظ على بيئة ميكروبية فموية متوازنة يساعد على الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية عن طريق المساعدة في تحويل النترات الغذائية إلى أكسيد النيتريك (NO)- وهو جزيء إشارات يساعد في الحفاظ على ضغط الدم الطبيعي.

ومع ذلك ، أثبتت الدراسة الجديدة أن الكلورهيكسيدين، وهو مادة مطهرة في غسول الفم، يمكن أن تقتل البكتيريا المنتجة للـ NO، مما يؤدي بدوره إلى رفع ضغط الدم الانقباضي.

غسول الفم قد يضر أكثر مما ينفع

استخدم فريق البحث وزملاؤه تسلسلاً معيناً للجينات وتحليلها لفحص فيما إذا كان استخدام غسول الفم الذي يحتوي على الكلورهيكسيدين المطهر مرتين في اليوم لمدة أسبوع واحد يؤدي إلى تغيير المجتمعات البكتيرية الفموية ومستويات ضغط الدم لدى 26 شخصاً أصحاء.

بعد أسبوع واحد، عاد متطوعو الدراسة البالغ عددهم 26 إلى ممارساتهم المعتادة في تنظيف الفم.

قام الباحثون بجمع عينات من لعاب ولسان المشاركين في الدراسة مع قياس ضغط الدم لديهم في أربع نقاط مختلفة طوال الدراسة: خط الأساس (في بداية الدراسة)، ثم بعد 7 أيام، ثم بعد 10 أيام، ثم بعد 14 يوماً.

وأفاد مؤلف الدراسة أن “استخدام الكلورهيكسيدين مرتين في اليوم ارتبط بحدوث زيادة كبيرة في ضغط الدم الانقباضي بعد أسبوع من الاستخدام نتج عنه إثراء في بكتيريا التي خفضت النترات على اللسان“.