أخبار الطبي. قام علماء من جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو بإثارة ضجة كبيرة _ لكن لها أهمية كبيرة_ عندما أعلنوا قبل أسابيع قليلة أنه ينبغي على الحكومة اصدار قوانين تنظم تناول السكر، كما في قوانين الكحول والتبغ، وذلك لأن السكر له سمية وضرر يتعدى كونه مصدر عالي للسعرات الحرارية.

لقد عرفنا منذ سنوات عديدة أن السكريات تتلف الأسنان، كما أنها تساهم بشكل كبير في السمنة، ولكن في الآونة الأخيرة فقط تم طرح معلومات عن أن له سمية يجب أخذها بالعتبار. فقد تبين أن سكر السكارين على الرغم من أنه قليل الحلاوة الا أنه يمثل شيطان صغير فقد سبب الأمراض للأمريكيين بأعداد قياسية وبطرق لا تعد ولا تحصى.

والسكر طبعا له مذاق طيب، وهو ككل شيء جيد طالما يستهلك باعتدال. ومع ذلك فان هناك فرق مهم جدا بين السكريات الطبيعية والسكريات المضافة،  فالسكريات الطبيعية التي تتواجد في الفاكهة والنشويات المعقدة مثل الخبز والحبوب الكاملة تستهلك بسهولة داخل الجسم. بينما السكريات المضافة مثل شراب الذرة عالي الفركتوز فإنه ليس كذلك، والمهم في هذا الشراب أنه يتم استخدامه في جميع أنواع الأطعمة المصنعة تقريبا، وذلك لأنه رخيص وسهل الانتاج ومذاقه فائق الحلاوة, ولكنه أيضا سيء جدا للجسم.

وفضلا عن اتلاف الأسنان وزيادة الوزن، فإن شراب الذرة العالي الفركتوز يساهم في العديد من المشاكل الصحية الخطيرة مثل السرطان والسكري وارتفاع الكوليسترول في الدم، والربو وأمراض القلب ومرض الكبد الدهني وغيرها من الأمراض الناجمة عن البدانة. ووفقا لتقرير جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو فأن هذه الأمراض غير المعدية تشكل تهديدا أكبر للصحة في جميع أنحاء العالم من تلك المعدية. كما أنها مكلفة جدا أيضا، حيث أنه وفقا لنفس التقرير في الولايات المتحدة الأمريكية ينفق ما يقارب 75% من تكاليف الرعاية الصحية  لمعالجة هذه الأمراض والمشاكل المرتبطة بها.

وجزء من خطورة السكر المضاف هو أن الفركتوز عند تناوله يتجاوز البنكرياس ويذهب مباشرة الى الكبد، وعندما تطغى كمية الفركتوز العالية على الكبد ينتج لدينا مقاومة الأنسولين. ومقاومة الأنسولين هو أحد أهم مسببات مرض السكري.

 وإضافة إلى ذلك، فإن عددا من الدراسات تشير إلى أن الخلايا السرطانية تتغذى على السكر المكرر (مثل الفركتوز) لأنها تملك مؤشر عالي لنسبة السكر في الدم، مما تسبب في ارتفاع حاد في نسبة السكر في الدم. هذه الزيادة تؤدي ارتفاع انتاج الأنسولين، والذي يسبب التهاب في الجسم. ووجود الالتهاب بشكل كبير يؤدي إلى حدوث تكاثر عالي جدا غير طبيعي في الخلايا، وهي الآلية المعروفة لمرض السرطان. بينما الأطعمة التي تحتوي على مؤشر منخفض لنسبة السكر في الدم ولا تحتوي على شراب الذرة عالي الفركتوز مثل الكربوهيدرات الطبيعية والغنية بالبروتين والألياف لا تسبب رد الفعل هذا في الجسم.

 وبناء على هذه المعلومات فإنه إذا لم تغير مصانع الأطعمة من طريقة تصنيعها للمواد الغذائية والتي تسبب الأمراض لمستهلكيها والتكاليف العالية لاقتصاد الدول، وإذا لم يقلع الناس عن تناول شراب الذرة عالي الفركتوز كما يقلعون عن التدخين، فإن هذا الأمر سيتعدى المسؤولية الشخصية الواقعة على مصنعي المواد الغذائية ومستهلكيها، وسيكون من الضروري وضع قوانين للحد من ضرر السكريات المضافة للأطعمة.

فعند ارتفاع أسعار الوقود حاول الناس تغيير عاداتهم في القيادة، وحاولوا التقليل من استخدام السيارات الشخصية والبحث عن طرق أكثر كفاءة لاستخدام الوقود. فلو ارتفعت أسعار الأطعمة المصنعة أو ارتفعت تكلفة تصنيع الأغذية غير الصحية أو ارتفعت أسعار المكونات الضارة المضافة الى هذه الأطعمة، فهل سيغير الناس من عاداتهم الغذائية الخاطئة أيضا؟!

المصدر:Foxnews