هنية يعلن تصميم حماس على إطلاق سراح الأسرى في صفقة تبادل ولا يمانع وساطة روسيا
[wpcc-script type=”a3a399dab8c0bf841e99473c-text/javascript”]
غزة- “القدس العربي”:
أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أنه يمكن التوصل إلى اتفاق لإبرام صفقة تبادل للأسرى مع الاحتلال. غير أن مسؤولا كبيرا في الحركة أكد عدم وجود أي تحرك لوسطاء في هذا الملف، بالرغم من الحراك الذي بدأ منذ مطلع الأسبوع، وتخلله إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، عدم الممانعة في إبرام الصفقة عبر وسطاء.
وخلال اتصال أجراه هنية مع المبعوث الخاص لرئيس الاتحاد الروسي للشرق الأوسط والبلدان الإفريقية، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، بحث المستجدات المرتبطة بتطورات فيروس “كورونا”، قال رئيس حماس إن حركته “مصممة على الإفراج عن الأسرى في إطار التبادل الذي يمكن إنجازه في حال استجاب قادة الكيان مع متطلبات ذلك”.
كما ركز هنية خلال الاتصال على أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال، والأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشونها، وضرورة حمايتهم من الوباء، والضغط على الاحتلال من أجل تقديم ما يلزم لسلامتهم، وتحمّل المسؤولية الكاملة عن حياتهم.
ويدور الحديث عن أن الصفقة أو جزءا منها يمكن أن يبرم في إطار “بوادر إنسانية” لها علاقة بتطورات انتشار فيروس “كورونا”، خاصة وأن الحركة نادت كباقي الفلسطينيين بإطلاق سراح الأسرى لا سيما كبار السن والمرضى والأطفال والنساء من سجون الاحتلال، خشية وصول المرض إليهم عن طريق السجانين.
لكن بالرغم من فتح ملف الصفقة، بعد تصريحات أدلى بها قائد حماس في قطاع غزة يحيى السنوار قبل أيام، وأعلن خلالها أن هناك إمكانية لأن تكون مبادرة لتحريك الملف، لكن بالرغم من ذلك، وعقب تقارير أشارت إلى وجود تحركات للوسطاء، أكد الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي للحركة، أنه حتى الآن لم يتحرك أي وسيط.
ونقلت مواقع عدة قريبة من حركة حماس، عن أبو مرزوق قوله إن السنوار “فتح ملف تبادل الأسرى فحسب”، مضيفا وهو يتحدث عن إمكانية وجود وساطة روسية، “نرحب بأي وساطة، لكن لا بد من أن يكون الترحيب من الطرف الآخر أيضاً”، ويقصد إسرائيل.
جدير ذكره أن السنوار، أشار إلى أن حماس يمكنها أن تقدم “تنازلاً جزئياً” في موضوع الجنود الأسرى لديها، مقابل “إفراج الاحتلال عن الأسرى كبار السن والمرضى كمبادرة إنسانية في ظل أزمة فيروس كورونا”.
ويبدو أن السنوار كان في ذلك يقصد أن يتم تقديم معلومات عن الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حركة حماس، والتي تخفي الحركة أي معلومات عنهم، منذ أسرهم خلال معارك وقعت في الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014، رغم أن إسرائيل تقول إنهم قتلوا في تلك المعارك قبل أسرهم.
وبما يدل على أن مبادرة السنوار لن تكون ضمن “صفقة تبادل كاملة”، قال الرجل في تصريحاته السابقة: “المقابل الكبير لصفقة تبادل الأسرى هو ثمن كبير يجب أن يدفعه الاحتلال”، ونبه بأن مشاورات صفقة الأسرى توقفت منذ بداية الأزمة السياسية داخل إسرائيل.
جدير ذكره أن نتنياهو كان قد أعلن في بيان أصدره مكتبه، أنه لا يمانع من “حوار فوري” عبر وسطاء لاستعادة “الجنود والأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، وجاء في البيان الذي صدر الثلاثاء: “منسق شؤون الأسرى والمفقودين، يارون بلوم، وطاقمه بتعاون مع هيئة الأمن القومي والمؤسسة الأمنية، مستعدون للعمل بشكل بناء من أجل استعادة القتلى والمفقودين وإغلاق هذا الملف، ويدعون إلى بدء حوار فوري من خلال الوسطاء”.
غير أن مسؤول ملف الأسرى في حركة حماس موسى دودين، قال معقبا على ذلك: “نتنياهو يدير بروباغندا إعلامية، وآخِر ما يهمه فيها استرجاع الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، وهو لا يفعل شيئاً على أرض الواقع”، وقال منبها إلى أن طرح السنوار يمكن أن لا يستمر “الفرص لا تأتي دوما”، وأضاف: “قد يضطر إلى التفاوض في ظروف أعقد بكثير”.
ويأسر الجناح العسكري لحركة حماس أربعة إسرائيليين، اثنان منهم جنود وقعا بقبضة مقاتلي القسام خلال الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014، كما يأسر القسام اثنين من حاملي الجنسية الإسرائيلية، دخلا قطاع غزة بطريقة غير شرعية، من خلال التسلل عبر الحدود.
وسبق أن قامت إسرائيل في عام 2011، بإبرام صفقة تبادل مع حماس عبر الوسيط المصري، أطلقت بموجبها إسرائيل 1027 أسيرا فلسطينيا، مقابل إطلاق حماس سراح الجندي الأسير لديها جلعاد شاليط، وذلك بعد ست سنوات من أسره في هجوم على ثكنة عسكرية على حدود القطاع الشرقية.
وفي سباق قريب، عقد مجلس حقوق الإنسان، الخميس، بحضور المفوض السامي جلسة عبر الفيديو كونفرنس، جلسة ضمن الجهود المتواصلة للمطالبة بالإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي، واتخاذ الإجراءات الوقائية بعد تفشي فيروس “كورونا”.
وقال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة في جنيف إبراهيم خريشة، بأن الجلسة تأتي ضمن جهود إعلان الرئيس محمد عباس، حالة الطوارئ الشهر الماضي، والتي طالب فيها بتدخل الصليب الأحمر والمفوض السامي لحقوق الإنسان وسويسرا، للإفراج عن الأسرى وحمايتهم من هذه الجائحة.
وأشار إلى أن المنظمة الدولية للصليب الأحمر، وعدت بأن تبذل جهودا، إلا أنه حتى هذه اللحظة لا توجد أي نتائج عملية.

