ويعتبر وادي مارينر أو “فالس مارينيرز”، على كوكب المريخ، ويغطي ما يقارب ربع محيط الكوكب، أكبر واد أو أخدود في النظام الشمسي حيث يغطي مساحة واسعة من سطح الكوكب، ويمتد لأكثر من 4000 كيلومتر، فيما يقدر عرضه بحوالي 200 كيلومتر، أما عمقه فيصل إلى 8 كيلومترات.

وبالمقارنة، يبلغ طول الأخدود العظيم في ولاية أريزونا بالولايات المتحدة، الذي يعرف باسم “غراند كانيون”، 800 كيلومتر ولا يزيد عرضه على 30 كيلومترا، في حين يصل عمقه إلى 1.8 كيلومترا.

ومن هنا، فإن طول أخدود المريخ يزيد بنحو 10 مرات على طول غراند كانيون، وعمقه 3 أضعاف عمق الأخدود العظيم، فيما يزيد عرض وادي مارينر على عرض أكبر واد على سطح الأرض بنحو 7 مرات، بحسب ما ذكرت صحيفة “دايلي ميل” البريطانية.

ومؤخرا، نشرت وكالة ناسا صورا مذهلة بالغة الدقة لوادي مارينر، التقطها مسبار تابع لها بواسطة كاميرا “هاي سينس” HiSENSE، على متن المركبة المدارية لاستكشاف المريخ، التي تدور حول الكوكب الأحمر منذ عام 2006.

 وجاء التقاط هذه الصور من خلال مهمة “هاي رايز”، التجربة العلمية للتصوير عالي الدقة التابعة لوكالة ناسا، كمحاولة من علماء الفلك لاكتشاف كيفية تشكل هذا المعلم الهائل الحجم على سطح المريخ.

والمريخ، إلى جانب كونه موطنا لأكبر أخدود في النظام الشمسي، فإنه موطن أيضا لأكبر بركان في النظام الشمسي، والمقصود بركان “أوليمبوس مؤنس”، الذي يزيد ارتفاعه على قمة أفريست بنحو مرتين ونصف.

 ويحيط الغموض بكيفية تشكل هذين المعلمين الطبيعيين على سطح الكوكب الأحمر، غير أن النظرية الرائدة لـوكالة الفضاء الأوروبية هي أن الجبل والوادي مرتبطان ارتباطا جوهريا.

وتنص النظرية على أنه خلال سنوات تكوين المريخ والمليارات الأولى من وجوده، انتفخت الصهارة تحت قشرة المريخ وأنتجت الانتفاخ.

وقد يكون هذا السبب وراء نشأة أوليمبوس مونس، بالإضافة إلى حوض وادي مارينر الواسع الذي كان نتيجة لانهيار قشرة الكوكب بعد تمزيقها، بفعل ارتفاع الصهارة.