‘);
}

الدعوة إلى الله

تعدّ الدعوة إلى الله -تعالى- من أفضل الأعمال وأشرفها وأعظمها؛ لأنّها وظيفة من سبق من الأنبياء والرّسل، فإنّ أوّل ما فعلوه هو الدّعوة إلى الله تعالى، فكانوا يدْعون الناس ويتوكّلون على الله رجاء هدايتهم، فالله -تعالى- وحده هو من يهدي عباده، قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا)،[١] حيث تعتبر الكلمات والأفعال والأقوال الخاصّة بالدّعوة من أفضل ما يُقال ويُفعل، فالدّاعي يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويعود ذلك عليه بالنفع والأجر من الله -تعالى- مهما كانت النّتيجة، سواء كانت بالقبول أو الرّفض، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من دعا إلى هدىً، كان له من الأجرِ مثلُ أُجُور من تبِعهُ، لا ينقُصُ ذلك من أُجُورِهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالةٍ، كانَ عليه من الإثم مثلُ آثام من تبِعهُ، لا يَنقصُ ذلك من آثامهِم شيئاً).[٢][٣]

وحكم الدّعوة إلى الله -تعالى- ثبت في القرآن الكريم، والسّنة النّبوية الشريفة أنها واجبة، قال تعالى: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)،[٤] وقال علماء المسلمين بأنّ الدّعوة فرض كفاية، فإذا قام بها البعض في المكان الذي يقطنون فيه، سقط عن الآخرين، أما إذا لم يكن هنالك من يقوم بها أصبحت الدعوة فرض عينٍ على الجميع، وإلا استحقوا الإثم جميعاً.[٥]