‘);
}

تعريف البحث العلميّ وأهدافه

يُلاحِظ الإنسان من حوله عدداً من الظواهر، والأحداث المُتمثِّلة بسُلوكيّات الأفراد، والمُجتمعات، والتي ترتبط بشكلٍ أو بآخر بأبعاد سياسيّة، واقتصاديّة، واجتماعيّة، وأخلاقيّة شتَّى، ومن خلال مُلاحظة، ودراسة تلك الظواهر، وتحليلها بطريقة منهجيّة، وتفسير مُسبِّباتها، وشَرْح تداعياتها، فإنّه يُمكن التحكُّم بها، وتحقيق الوعي بجوانبها المُختلفة، وهذه هي غاية البحث العلميّ.[١]

ينطوي البحث العلميّ في أساسه على نوعَين رئيسيَّين، هما: البحث العلميّ الاستقرائيّ الذي يُحلِّل الظاهرة الملحوظة، ويزيد من بيان مُسبِّباتها، ومآلاتها، والبحث العلميّ الاستنتاجيّ الذي تتعلَّق به مجموعة من الفرضيّات التي يتمّ التحقُّق منها، وذلك عن طريق المُلاحظات الموجودة، والمُشاهدة، وبالتالي فإنَّ النَّمط الاستنتاجيّ يعتمد على اختبار صحَّة التفسيرات المُفترَضة، مُستعيناً بالمُلاحظات المُثبَتة، أمّا النَّمط الاستقرائيّ فيعتمد على تطوير تلك الملاحظات، وحَشْدها؛ للتوصُّل إلى تفسيرات مُطوَّرة، ومُنقَّحة مَبنيّة على أساس عَمليّ مُوثَّق.[١]

يَهدِف البحث العلميّ بمُختلف أنواعه إلى الكَشف عن الحقائق العِلميّة، كونه وسيلة، وأداة موضوعيّة مُتَّفق عليها؛ لترسيخ الحقائق، أو تفنيدها، وهو أيضاً أشبه بالميدان التدريبيّ للطالب، والمُعلِّم، والباحث، والمُدقِّق، فكلُّ بحث هو تجربة مُتكاملة، وفرصة تُثري خبرة الباحث في التعمُّق، والشُّمول، وبذلك يكتسب الباحث عِدَّة مهارات مكتبيّة، وشخصيّة، كانتقاء الموضوعات، والمراجع، ومعرفة تصنيفاتها، وحُسن استخلاص المُراد منها، كذلك يتَّسِع أُفُق الباحث في اطّلاعه على مُختلف الآراء، ومقدرته على التمييز بينها، بفِكر النقد البنَّاء المُستنِد إلى البُرهان المُوثَّق، والدليل الأكيد المُثبَت.[٢]