كثيرًا ما نتعرض في المَنزل أو خارجه للحروق البسيطة أو المتوسّطة والخطيرة أحيانًا، لذا من المُهمّ معرفة أفضل وسائل علاج الحروق ومضاعفاته في المنزل لعدم حُدوث أي إلتهابات على الحرق، أو الذهاب للطبيب، فمن المُهم معرفة درجة الحروق لكي يستطيع الشّخص القدرة على علاجها منزليًا إذا كانت بسيطة، أمّا إذا كانت بدرجة أخرى فمِن المُهمّ الذهاب للطبيب لعلاجها حتّى لا تحدُث أي مُضاعفات للحروق، وفِيما يلي نضعُ لكم أفضل وسائل علاج الحروق ومضاعفاته في المنزل وسنتعرّف على أهم الوسائل التي يمكن استخدامها في تسكين الألم الناتج عن الحروق والحد من ألمها وآثرها.

تعريف الحروق

الحَرق هُو  إصابة يُمكن أن تحدُث يوميًا للإنسان وتكُون واسعة الانتشار، حيثُ أنّها نوع من الإصابة في النسيج العضلي أو الجلد بسَبب الحرارة، الكهرباء، المواد الكيميائية، الاحتكاك، أو الإشعاع، تُعرَف الحروق التي تُؤثّر فقط على الطبقة السطحية من الجلد باسم الحروق السطحية أو حروق الدرجة الأولى، عندما يصل الضّرر إلى بعض الطبقات الواقعة تحت الجلد، يعرف بالحرق العميق جزئيًا أو الحرق من الدرجة الثانية، في الحرق الذي يصيب كافة الطبقات أو الحرق من الدرجة الثالثة، تمتد الإصابات إلى جميع طبقات الجلد، أما حرق الدرجة الرابعة، فهُو يشمل إضافة إلى ذلك إصابة الأنسجة الأعمق، مثل العضلات أو العظام.

تصنيفات الحروق حسب الدرجات

تُصنّف الحروق عالميًا حسب درجات خطورتها بأربع درجات، حيث لكُل درجة مُميّزات خارجية خاصة ومُضاعفات مميّزة وظاهِرة تكون، وكل درجَة تختلف طريقة علاجها فمِنها ما يمكن أن يكُون منزليًا أو من خلال الطبيب، ومِنها ما يحتاج لعمليات جراحية أحيانًا، لذا نضع أهمّ تصنيفات الحروق حسب الدرجات.

  • حرق من الدرجة 1 (الأقل خطرا): لا تكون الإصابة في هذه الحالة سوى في الطبقة الخارجية من الجلد (Epidermis)، وعادة ما تكون طبقة الجلد المصابة حمراء أو متورمة، لكن ليس من المُتوقّع حدوث ضرر دائم بسبب حرق كهذا.
  • حرق من الدرجة 2: وهي إصابة طبقتين من طبقات الجلد، الابديرمس والدرمس (Dermis)، عند التعرض إلى حرق من هذا النوع، يكُون الجلد بالغالب رطبًا، وقد تظهر عليه البثور، كما من المرجح أن يُترك الحرق في المكان ندبة مزمنة.
  • حرق من الدرجة 3: عند التعرض الى حرق من هذا النوع، يصل الضرر إلى ما بعد طبقات الجلد، بحيث يُصيب الأنسجة الموجودة تحت الجلد، عادة ما يكُون الجلد قاسٍ وشمعي، وفِي بعض الأحيان يكون خشنًا، من الممكن أن تلحق الإصابة بأطراف الأعصاب، مِمّا يُسبب الشعور بالوخز والخدر في مِنطقة الإصابة.
  • حرق من الدرجة 4 (الأكثر خطورة): عند التعرّض لحرق من هذا النوع، يبلغ الضرر الطبقات العميقة جدًا بحيثُ يتخطى الجلد والطبقات المتواجدة تحته ليصل إلى العضلات والأوتار والأربطة، والأوعية الدموية والأعصاب والعظام، يكون الجلد أسود اللون أو متفحمًا، كما أنّ إصابة الأعصاب قد تكون سيئة وشديدة جدًا لدرجة عدم الشعور بالالم.

اهم مضاعفات الحروق

هُناك العديد من المضاعَفات التي يُمكن أن تَحدُث في مِنطقة الحرق في حالة عَدم الاهتمام الجيد بِها، لذلك على كُل فرد معرفة الطرق المُتّبعة في العلاج لإيقاف المضاعفات التي سنذكرها هنا، فهي من الممكن أن تُمثّل خطورة كبيرة على منطقة الإصابة والتي تؤدي أحيانًا إلى البتر في حال كانت في الأطراف.

  • التلوث: يعمل الجلد كدرع واقٍ من دخول المواد الضارة للجسم، تضرّ حالة حرق هذا الدرع الواقي، لتسلل الملوثات إلى الجسم، بحيث يكون من الممكن أن تسبب تلوثا موضعيا في مكان الحرق، أو أن التلوث قد يكون أكثر خطورة ويصبح تلوثا عاما يسبب إنتان الدم (Sepsis)، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا لحياة المصاب.
  • نقص حجم الدم:قد نخسر، بسبب التعرض الى حالة حرق، كمية كبيرة من سوائل الدم، نتيجة لتضرر الأوعية الدموية وتضرر الدرع الجلدي الذي يحمينا من تسرب السوائل خارجًا، من المُمكن أن تُسبّب هذه الحالة نقصًا في حجم الدم (Hypovolaemia)، الأمر الذي يؤدي لانخفاض كمية الدم التي يضخها القلب لبقية أعضاء الجسم، وينجم عنها ضرر شديد.
  • انخفاض حرارة الجسم: قد تُؤدّي إصابة الجلد لفقدان جزء كبير من حرارة الجسم. وإذا لم يستطع الجسم توفِير الحرارة اللازمة من أجل معادلة (تعويض) الحرارة المفقودة عُقب هذه الإصابة، فإنّ درجة حرارة الجسم ستنخفض بشكل يهدد حياة المصاب بالخطر الحقيقي.
  • خلل في الجهاز التنفسي: من المُمكن أن يؤدي استنشاق الهواء الساخن والدخان للإضرار بالمجاري التنفسية، الأمر الذي قد يلحق ضررًا كبيرًا، ويسبب مشاكل كثيرة للجهاز التنفسي.
  • التندّب (حدوث الندوب): خَلال عملية الشّفاء الطبيعي للحروق، قد تظهر في بعض الأحيان ندوب، خصوصًا عندما تكون الأنسجة المُتضرّرة خارجية، قد تكون هذه الندوب غير لطيفة من الناحية الجمالية، كما أنّها من الممكن أن تحُدّ من القدرة على الحركة إذا جاءت فوق أحد مفاصل الجسم، كذلك فإنّ عملية تكوّن الندوب من الممكن أن تحصل في الأنسجة الداخلية أيضًا، حيث من الممكن أن تمر الأنسجة العضلية والوترية بحالة من التندب تؤدي لتقلّصها، للحد من القدرة على الحركة، ولحُدوث خلل في المفصل نفسه.

طرق وسائل علاج الحروق

هُناك الكثير من الطرق والوسَائل التي يُمكن عبرها علاج الحروق منزليًا لتجنّب حدوث أي مُضاعفات ومن أجل شفاء الجرح بالشكل المُناسب، لذا سنضع بين أيديكُم أهمّ هذه الوسائل المتواجدة في كُل منزل من أجل علاج الحروق، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ هُناك حروق لا يُمكِن علاجها منزليًا وتحتاج إلى مشفى للعلاج.

  • وضع ماء بارد على مكان الحرق لمدّة خمس دقائق تقريباً إلى أن يبرد الحرق من الدرجة الأولى و خمس عشرة دقيقة لفئة الدرجة الثانية.
  • أخذ اسيتامينوفين أو الإيبوبروفين اللذان يعملان على تخفيف الألم.
  • وضع هلام الألوة فيرا أو كريم لتهدئة الجلد، وهو مستخرج من نبات الصبار المفيد لعلاج الحروق.

هناك طرق طبيعية للعلاج يمكن عبرها ايضا علاج الحروق من اهمها :

  • ضع قطنة حول مكعّب الثلج، ودلّك مكان الحرق بلطف، ولا تضع قطع الثلج مباشرة على الحرق لأنّها تَفاقُم من إلتهاب الحرق، إضافةً إلى ذلك تجنّب استخدام العلاجات المنزليّة كالبيض، والزبدة؛ بِسبب عدم ثبوت أيّ فعاليّة لهما.
  • رشّ مسحوق العدس المطحون على مكان الحرق المصاب.
  • ضع طبقة من معجون الأسنان على مكان الحرق، فهي تُساعد في تبريد الحروق.
  • العلاج الطبيّ لفئة الدرجة الثالثة، لأنّه في هذه الحالة يحتاج إلى كادر طبيّ، وطبيب مختصّ يستطيع تقييم الحالة والاعتناء بها.
  • طلاء الحروق ببياض البيض وزيت الزيتون فهو مفيد جداً في حالة الحروق الناتجة عن النار أو الماء.
  • استئصال مكان الحرق في حالات الحروق من الدرجة الثالثة.
  • تناول السوائل الوريدية التي تقوم بتعوِيض كريات الدم البيضاء لتجنب حدوث صدمه للجسم.
  • كمادات ماء الحمص، بَعد نقعه في الماء ليوم او يومين.
  • مسحوق أوراق التوت، تُحمّص أوراق التوت في آنية فخارية على نار هادئة الى ان تحرق كليًا بعدها تطحن وترُش مباشرة فوق موضع الحرق.
  • مسحوق العدس، يؤخذ العدس و يحرق على النار يطحن و يرش مباشرة على الحرق، وهو مفيد جدًا للآثار.
  • لا تدهَن الحروق بالزبدة أو اللبن أو معجُون الأسنان أو القهوة أو ما شابه ذلك.
  • لا تبرد الحروق بالثلج فالبرودة الشديدة تستطيع أن تقتل مِن خلايا الجلد عدد ما تقتله الحرارة اللاهبة وعلى سبيل التوضيح، فإنّ الضرر الذي تسببه عضة الصقيع شديد الشبه بما يحدثه الحرق؛ لذلك فإن وضع الثلج على الجلد الذي أتلفته النار، يؤدي إلى مضاعفة الضرر.