بيروت-“القدس العربي”: قلدّت السفيرة الإيطالية في لبنان نيكوليتا بومباردييري باسم رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا مدير مسرح كركلا للرقص المخرج اللبناني إيفان كركلا وسام “نجمة إيطاليا” من رتبة فارس، تقديراً لمزاياه الفنية المتميزة في نشر ثقافة الرقص والباليه في لبنان، ولبروز نفحة فنية إيطالية في اللوحات الراقصة التي تصمّمها وتنتجها شركته، ولتعاونه الوثيق مع عدد من الفنانين بإيطاليا طوال 20 سنة من بينهم المخرج الإيطالي الشهير فرانكو زيفيريلي وذلك في احتفال تكريمي خاص أقامته السفارة الإيطالية على مسرح كركلا في سن الفيل قضاء المتن.

وكانت مناسبة أعربت خلالها السفيرة نيكوليتا عن أنّ “نشر الثقافة في لبنان وفي أي مكان آخر يجب ألا يقتصر على قلة من الناس، بل هو نشاط أساسي وقيمة روحية للمجتمع بأسره خصوصاً في الأزمات والمصاعب”، مشددة في الوقت عينه “على وجوب المحافظة على المؤسسات الثقافية ودعمها، خصوصاً تلك التي تتمتع بتاريخ مميّز ومرموق، لأنها تلعب دوراً أساسياً في تثقيف الأجيال الشابة ورسم مستقبل الأمة”.

وأبدت السفيرة فخرها “بتكريم إيفان أحد أبرز شخصيات الفنون المسرحية في لبنان الذي كرّس حياته لمواصلة حلم ومشروع والده عبد الحليم كركلا قبل توليه زمام الأمور في الشركة، وأمضى سنوات عديدة في إيطاليا وأوروبا، حيث نمّى تعاوناً وثيقاً للغاية مع مخرج الأفلام والأوبرا الإيطالي الشهير فرانكو زيفيريللي”.

ورأت أنّ “إيفان كركلا وطّد في خلال سنين إدارته للشركة علاقاته الدولية التي كان قد بدأ والده بإرسائها ووسّعها وأعاد الشركة إلى الساحة العالمية مشاركاً في المهرجانات اللبنانية، كما في العديد من المرافق الفنية الممتدة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى الصين، مروراً بإيطاليا وأوروبا، وتميّزت شركة كركلا بتقديمها مجموعة فريدة من أساليب الرقص. أولاً وقبل كل شيء الباليه، وهو الخبز اليومي لكل راقص مع إدخال أساليب الرقص الحديثة عليه، خصوصاً تقنية مارثا غراهام، والرقص الفلكلوري اللبناني والعربي التقليدي. وبالتالي، صممّت الشركة مجموعة فريدة من اللوحات الراقصة التي عرضت في جميع أنحاء الشرق الأوسط وفي العديد من البلدان الأخرى”.

بدوره شكر إيفان كركلا الجميع لتقاسم شرف منحه وسام “نجم إيطاليا” من قبل الحكومة الإيطالية، ورأىأن “هذا الوسام يُكرّس علاقته الفنية والثقافية مع إيطاليا وفنانيها الكبار، فهذا ليس مجرد لقب فارس، بل هذا تحدٍّ جديد، تحدّ لمواصلة هذه الرحلة التي أغنت رؤيته، والعمل على تطويرها إلى آفاق فنية جديدة وإنجازات ثقافية راقية، وأكدّ أنّ العالم أجمع يستنير بما قدّمته إيطاليا للفن والإبداع في مسيرة الإنسانية، والتي كان لها الأثر الكبير على مسيرته الفنية، مؤكداً أنّ “إيطاليا هي أرض النهضة وأرض الأوبرا والمسرح والأفلام، وهي المكان الذي تلاقى فيه مايكل أنجلو ودافنشي في شوارع فلورنسا، والمكان الذي شارك فيه بوتشيني وفيردي “أوبراهما” على المسرح نفسه، والمكان الذي صنع فيه موريكوني وليوني التاريخ، إنه المكان الذي وضع فيه فليني وبرتولوتشي معايير جديدة للسينما”.

وأضاف “الأهم من ذلك كله، كانت إيطاليا موطن المايسترو فرانكو زفيريللي الذي جاء إلى بعلبك في مناسبة عودة افتتاح المهرجان، مع مسرح كركلا بمسرحية “الأندلس المجد الضائع” ويومها دعاه زيفيرللي في لقائه الأول به إلى حضور مسرحيته “La Bohème” في مسرح سان كارلو في نابولي”.

وختم “اعتاد الرومان أن يقولوا “القدر صديق الشجعان”، وآمل أن أكون أنا وشقيقتي أليسار بجانبي، شجعاناً بما يكفي لاحتضان هذا الإرث ومواصلة المسيرة”.