في المقال التالي نوضح لكم وش يعني حد الحرابه ، فالحرابه من الأشياء التي انتشرت بكثرة في العصر الجاهلي في شبه الجزيرة العربية، وعندما جاء الدين الإسلامي وضع الكثير من القوانين للحد منها، وذلك لأنها كانت تُسبب سفك الدماء، وخسارة الأموال، وقتل الأطفال والنساء، وقطع النسل، وقتل النفس البريئة بدون حق، ويتساءل الكثير من الناس ما هي الحرابة وما معناها، وما هي القوانين التي وضعتها الشريعة الإسلامية للحد منها، وهذا ما سنوضحه لكم بالتفصيل من خلال فقرات موسوعة التالية، فتابعونا.
وش يعني حد الحرابه
تعريف الحرابة
يُقصد بالحرابة قطع الطرق على الآخرين، وذلك بهدف السرقة والنهب، أو التعرض للآخرين في بيوتهم أو في وسائل النقل وقتلهم وسفك الدماء وسرقة الأموال، وتهديدهم بالسلاح، أو بالنار، أو زرع المفتجرات في الطرق، أو أخذ رهينة بهدف النهب، وقد انتشرت الحرابة في العصر الجاهلي بصورة كبيرة، حيث كان يعاني المسافرون من خروج قُطاع الطرق عليهم وسرق ما يوجد معهم من مال وذهب وطعام وسلع.
وتقوم تلك الجماعات المسلحة باستخدام الأسلحة وأساليب الترهيب، الأمر الذي يجعل الحرابة من أخطر الأساليب الإجرامية التي تهدد سلام الناس وأمنهم، وقد جاء الدين الإسلامي ووضع الكثير من الأحكام والعقوبات على من يقوم بهذا الفعل الإجرامي، ولهذا سنوضح لكم في الفقرات التالية شروط الحرابة، بالإضافة إلى توضيح عقوبة من يقوم بهذا الأمر.
شروط تطبيق حد الحرابة
توجد بعض الشروط التي يجب أن تتوافر حتى يتم تطبيق عقوبة حد الحرابة، ومنها:
- يجب أن يكون قطع الطريق قد حدث في الصحراء، ولا يتم تطبيق العقوبة على قطع الطريق الذي حدث في الأمصار أو في القرى، وذلك وفقاً لما أشار إليه الإمام أحمد بن حنبل وأبو حنيفة.
- أن يكون قطاع الطريق قد استخدموا الأسلحة أو الحجارة أو العصا، وقد اتفق جمهور العلماء على ذلك.
- أن يتعرض قطاع الطرق على الآخرين في العلن جهراً، وأن يستخدموا القوة والعنف والقهر بهدف السرقة وأخذ أموال المقطوع عليهم.
وهناك بعض الشروط الأخرى التي يجب أن تنطبق على القاطع أي الذي يقوم بقطع الطريق، وشروط أخرى يجب أن تنطبق على المقطوع عليه، وفي حال توافرت تلك الشروط، فإنه يجب توقيع العقوبة التي وردت في كتاب القرآن الكريم على القاطع، وسنوضح لكم تلك الشروط بالتفصيل، بالإضافة إلى توضيح العقوبة الموقعة على من يقوم بهذا الفعل الإجرامي.
شروط القاطع لتطبيق حد الحرابة
- البلوغ: إذا كان قاطع الطريق صبياً صغيراً لم يبلغ بعد، فلا يقع عليه عقوبة حد الحرابة.
- العقل: يجب أن يكون القاطع عاقلاً حتى يتم تطبيق عقوبة حد الحرابة عليه، وذلك لأن تلك العقوبة لا تقع إلى على شخص مكلف.
- تطبيق العقوبة على الذكر والأنثى: فقد روى أبو حنيفة أنه لا يتم تطبيق العقوبة إذا كانت يوجد بين القطاع امرأة، وذلك لأنه ليس من طبع النساء قطع الطريق على الآخرين وقتلهم، وذلك لرقة قلوبهن، ولكن قد أشار الطحاوي أنه لا يوجد فرق بين رجل وامرأة في تطبيق عقوبة الحرابة، وذلك الضرر من الجريمة سيكون واحد، كما اتفق الجمهور على ضرورة تطبيق العقوبة على الذكر والأنثى وأنه لا فرق بينهم، فتطبق العقوبة على كل المكلفين دون استثناء.
شروط المقطوع عليه لتطبيق حد الحرابة
- أن يكون المقطوع عليه مسلماً أو من أهل الكتاب: أي يكون المقطوع عليه مسلماً أو ذمياً، أو غير مسلم، ولكنه يقيم في بلاد المسلمين، وإذا لحق به الضرر وسُرق ما يملك، فتطبق العقوبة على القاطع، ولكن إذا كان هدف القاطع هو الهجوم على المقطوع عليه لأنه عدوه، وليس بهدف السرقة، فلا تطبق العقوبة.
- أن يكون ما سرق من المقطوع عليه صحيحاً: أي أن يكون الشيء الذي سُرق ملكاً للمقطوع عليه، أو يكون أمانة عنده.
حد الحرابة في الإسلام
جاء الإسلام وهدف إلى الحد من جريمة الحرابة، ووضع العقوبات على من يقوم بها، فقد ذكر المولى سبحانه وتعالى عقوبة من يقوم بهذا الفعل الإجرامي في كتابه الكريم حيث قال (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، وفي تلك الآية الكريمة يوضح المولى عز وجل العقوبات التي يتم تطبيقها على من يقوم بتلك الجريمة.
تطبيق حد الحرابة
- وقد اختلف علماء المسلمين حول العقوبة التي يتم تطبيقها، وهل توجد أكثر من عقوبة يمكن للحاكم الاختيار منها، أم أن العقوبات يتم توزيعها وفقاً لنوع الجريمة التي قام بها قُطاع الطرق.
- ففي الحنفية فإنه إذا قام أحد بقطع الطريق على الآخرين وترهيبهم، ولكنه لم يسرق مالهم، ولم يؤذيهم أو يقتل أحد منهم، فعقوبته هي الحبس أو النفي من الأرض حتى موته، ويمكن العفو عنه إذا تاب، ولكنه إذا قام بقتل نفس بدون وجه حق، فعقوبته هي القتل.
- ولكن إذا قام قام بسرقة الأموال، ولكنه لم يقوم بقتل أحد، فعقوبته هي قطع اليد اليمنى والقدم اليسرى، ولكن إذا قام بسرقة الآخرين وقتل أحد منهم، فعقوبته هي قتل اليد اليمنى والقدم اليسرى والقتل والصلب، وقد اتفق الشافعية والحنابلة على أنه بعدما يتم قتله وصلبه، فإنه يُدفع إلى أهل بيته، وذلك حتى يقوموا بتغسيله ودفنه والصلاة عليه.
وقد قال الإمام مالك أن العقوبة تختلف وفقاً لنوع الجريمة، فإذا قام القاطع بالسرقة والقتل، فعقوبته هي الصلب أو القتل، ولا يتم التخيير في النقي أو قطع الأطراف، ولكن إذا قام قاطع الطريق بسرقة الآخرين دون قتل أحد منهم، فيُخير الحاكم في تطبيق العقوبة، فإن شاء الحاكم قام بصلبه، وإن شاء قتله، ولكن لا ينفيه من الأرض.



