‘);
}

وصف مدينة سوسة

تتَّخذ مدينة سوسة التونسيّة موقعاً مُميّزاً على الشريط الساحليّ للبحر الأبيض المُتوسِّط، في الجزء الأوسط الشرقيّ لتونس؛ ولهذا يُطلَق عليها اسم (جوهرة الساحل)؛ فهي تقع على بعد 140كم جنوب تونس العاصمة، وتُغطِّي مساحة 2619كم2؛ أي ما يُقارب 1.7% من المساحة الكُلّية لتونس. ومن الجدير بالذكر أنّ المدينة تحدُّها من الشمال ولاية نابل، ومن الجنوب ولاية المهديّة، وولاية المنستير، ومن جهة الغرب تحدّها ولاية زغوان، وولاية القيروان، أمّا من الشرق، فإنّها تُطِلّ على البحر الأبيض المُتوسِّط، علماً بأنّ مناخ المدينة يتأثَّر بموقعها على الساحل البحريّ، وببُعدها عنه؛ إذ يسود فيها مناخ مُعتدل في الجزء الساحليّ، ومناخ قارّي في الجزء البعيد عن الشاطئ، ويمكن اعتبار مناخها العامّ جافّاً بدرجات حرارة تتراوح بينَ 12-18 درجة مئويّة في فصل الشتاء، وبينَ 19-38 درجة مئويّة في فصل الصيف، أمّا كمّيات الأمطار فيها، فهي غير ثابتة؛ حيث يمكن أن تهطلَ بكمّيات كبيرة في فصلَي الربيع، والخريف، كما يُلاحظ أنّ الطقس في مدينة سوسة إمّا باردٌ، أو حارّ؛ ففَصْلا الربيع، والخريف يعبرانِ بصورةٍ سريعة.[١][٢]

تتميَّز أراضي مدينة سوسة بتنوُّع تضاريسها؛ إذ تمتدُّ على معظم أراضيها سهول لا يتجاوز ارتفاعها 75م، وهيَ مُلائمة للنشاط الزراعيّ، وتربية الماشية، وتتخلَّل هذه السهول منخفضات رَطبة، من أشهرها سبخة سيدي الهاني الواقعة في الجهة الجنوبيّة للمدينة، وسبخة حلق المنجل شرقيّ المدينة، وسبخة الكلبيّة الواقعة غرباً، ولا تقتصر تضاريس مدينة سوسة على السهول؛ فالجبال التي يصل ارتفاعها إلى 500م تحدُّها من الجهة الشماليّة الشرقيّة، وتتخلَّلها الأودية، كوادي المالح، ووادي الخيرات، ووادي الرمل، كما تتباهى المدينة بشاطئها الرمليّ الذي يمتدّ على طول 170كم، وعرض 25كم، وتُعَدّ شواطئها مُلائمة للنشاط التجاريّ البحريّ، وصَيد الأسماك، والنشاط السياحيّ.[١][٢] كانت مدينة سوسة منطقة مهمّة لكونها مدينة ساحليّة، فقد نهضت المدينة في فترةِ حكمُ الأغالبةِ في الفترةِ الممتدةِ بينَ عام 800م و 900م، وقد استغلّت المدينة كميناء تجاريّ وعسكريّ مهم في تلكَ الفترة.[٣]