وظيفة الغدة الزعترية

}
الغدة الزعترية
الغدة الزعترية هي غدة ليمفاوية تتكون من فصين متماثلي الحجم، وتقع خلف عظم القص أمام القلب، وسميت بهذا الاسم لأن شكلها يشبه برعم نبتة الزعتر، وهو اسم لاتيني، وتصل الغدة الزعترية إلى ذروة نشاطها وضخامة حجمها في سن البلوغ، ثم يبدأ حجمها بالتقلص إذ يختفي النسيج اللمفاوي ويحل محله النسيج الدهني مع تقدم العمر، [١] وتعد الغدة الزعترية من الأعضاء
التي يعرفها القليل من الناس، إلّا أنها تقوم بدور مهم للغاية في جسم الإنسان، وتعتبر جزءًا من الجهاز اللمفاوي، إلى جانب اللوزتين، والغدد الأنفية والطحال، وهي جزء من نظام الغدد الصماء أيضًا،[٢] كما وتعد الغدة الزعترية عضوًا أساسيًا لتطوير نظام المناعة في الجسم، إذ تتحكم وتنسجم مع الأداء المناعي للكائن الحي. [٣]
‘);
}
وظيفة الغدة الزعترية
تمتاز الغدة الزعترية بقيامها بوظيفة مهمة في الجسم وهي أشبه ما تكون بـ” مستشار وظيفي” لخلايا الدم البيضاء للطفل، وتنشأ خلايا الدم، الحمراء والبيضاء، من الخلايا الجذعية الموجودة في النخاع العظمي، وتنتقل الخلايا السلفية (Progenitor cells)، والتي تنحدر من الخلايا الجذعية، من النخاع العظمي إلى الغدة الزعترية أثناء نمو الطفل، إذ توفر خلايا الغدة الزعترية مع مستقبلات الخلايا والإشارات الكيميائية البيئة المناسبة لبنائها بشكل صحيح، وعندما تنتقل الخلايا التائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، من النخاع العظمي إلى الغدة الزعترية، وتُسمى الثيموسيت في هذه الحالة، تفرز الغدة الزعترية الإشارات والهرمونات، بما في ذلك الثيموبويتين والثيموسين، لتطوير الثيموسيتات وإنتاج الخلايا التائية البالغة، وتتأكد الغدة الزعترية من نمو الثيموسيتات وحصولها على التجهيزات السليمة على الجهة الخارجية من الخلية.
تمر هذه الخلايا بعملية اختيار وإزالة لغير السليم منها، فقد تتخلص الغدة الزعترية من 95 في المائة من الثيموستات، حيث يبقى حوالي 3 إلى 5 في المائة منها فقط، وتتمايز الخلايا السليمة لتصبح خلايا لمفاوية متخصصة، وتبقى لحوالي 10 أيام في جزء معين من الغدة الزعترية حتى تتمكن من التفريق بين علامات الجسم الطبيعي وعلامات الأخطار الخارجية كالفيروسات وغيرها، ويمكن للخلايا التائية ترك الغدة الزعترية والقيام بوظائفها المختلفة في جهاز المناعة بعد هذه العملية المعقدة، لذا يمكن تشبيه الغدة الزعترية ب”معسكر” لخلايا الطفل اللمفاوية التائية، فهي مكان للنمو، والتطوير، والتدريب، واختيار الخلايا اللمفاوية التائية، والتي هي بمثابة الجنود المناعيين لخلايا الدم البيضاء، حتى تتمكن من النضوج للخروج ومحاربة العدوى ومسببات الأمراض.[٤]
الأمراض التي قد تصيب الغدة الزعترية
قد تتعرض الغدة الزعترية إلى الإصابة بالأمراض، ومن بعض هذه الأمراض ما يلي:[٤]
- الورم التوتي وسرطان الغدة الزعترية: تبدو الخلايا المصابة بالورم التوتي مشابهةً للخلايا الطبيعية للغدة الزعترية، وتنمو ببطء ونادرًا ما تنتشر خارج الغدة الزعترية، وعلى النقيض من ذلك، تبدو خلايا الورم الموجودة في سرطان الغدة الزعترية مختلفة تمامًا عن خلايا الغدة الزعترية السليمة، وتنمو بسرعة وتنتشر إلى أماكن أخرى، ويعد سرطان الغدة الزعترية أكثر صعوبة في علاجه من الورم التوتي.
- مرض الوهن العضلي الوبيل (Myasthenia gravis): يعد مرض الوهن العضلي الوبيل أحد أمراض المناعة الذاتية ويختص بوجود ضعف عضلي في العضلات الإرادية أو الهيكلية في الجسم، ويعاني حوالي 30 إلى 65 في المائة من الأشخاص المصابين بالأورام التوتية من الوهن العضلي الوبيل أيضًا، إذ يصنع الجسم عن طريق الخطأ الأجسام المضادة للمستقبلات على سطح الخلايا العضلية، مما يحجب الإشارات الكيميائية التي تسبب حركة العضلات، مما يؤدي إلى ضعف شديد في العضلات، وقد يعاني الأشخاص المصابون بالوهن العضلي الوبيل من التعب الجسدي بسهولة كبيرة، وقد يجدون صعوبة عند صعود الدرج أو المشي لمسافات طويلة.
- الغدة الزعترية المتغيبة: يُعدّ مسمى الغدة الزعترية المتغيبة مصطلحًا عامًا يطلق على تأخر نمو الغدة الزعترية أو عدم وجودها، ممّا يؤثر على صحة الجهاز المناعي، وتُعدّ متلازمة دي جورج من الأمثلة على الاضطرابات التي تتضمن تغيّر جيني يؤدي إلى إتلاف المعلومات الجينية التي يحملها كروموسوم رقم 22 المتعلق بالغدة الزعترية، ممّا يؤثر على إنتاج الخلايا المناعية التّائية.
نصائح لتحسين صحة الغدة الزعترية
توجد مجموعة من النّصائح التي تُساعد في دعم وظائف الغدة الزعترية وتقوية الجهاز المناعي، وفيما يأتي بيانها:[٥]
- التركيز على تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة؛ لأنّها تُساعد في محاربة الجذور الحرة التي تُهاجم خلايا الغدة الزعترية وتثبط وظائفها، ومن أشهر مضادات الأكسدة فيتامين سي.
- الحرص على ممارسة التمارين الرياضية؛ فالنشاط البدني يُساعد في تنشيط الدّورة الدّموية مما يعني زيادة معدل التّخلص من نواتج عمليات الأيض في الغدة الزعترية وتحسين التغذية الواصلة لخلاياها.
- الإكثار من تناول الخضروات الكرنبية مثل البروكلي والقرنبيط و الملفوف بحيث تصل الحصة اليومية منها لخمس حصص؛ إذ إنها تحتوي على مركبات تُدعى الجليكوسينولات التي تحمي الغدة الزعترية من خلال خصائصها المكافحة للسرطانات، والاضطرابات الخلوية.
- المكملات الغذائية التي تدعم صحة الجهاز المناعي تُساعد في تحسين وظائف الغدّة الزعترية ومن أمثلتها: المكملات الغذائية المحتوية على خلاصات نباتية من مثل: نتبة الأكنيسيا، ونبتة ثمرة الورد، وأوراق الزيتون.
المراجع
- ↑“Thymus”, www.healthline.com,17-3-2015، Retrieved 11-11-2018.
- ↑ Alina Bradford (9-5-2018), “Thymus: Facts, Function & Diseases”، www.livescience.com, Retrieved 11-11-2018.
- ↑Zdrojewicz Z, Pachura E, Pachura P, “.The Thymus: A Forgotten, But Very Important Organ”، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 11-11-2018.
- ^أب Tom Iarocci (4-11-2017), “Understanding the Functions of the Thymus”، www.verywellhealth.com, Retrieved 11-11-2018.
- ↑Joshua Bailey, “How to Increase the Thymus Function”، livestrong, Retrieved 3-12-2019. Edited.
