القاهرة – توفي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك أمس عن عمر ناهز 91 عاما في مستشفى عسكري، بعد أن حكم مصر بلا منازع على مدى ثلاثة عقود قبل سقوطه تحت ضغط انتفاضة شعبية العام 2011.
وكتب علاء نجل مبارك في حسابه على تويتر “إنالله وإنا اليه راجعون، انتقل الى رحمة الله صباح اليوم والدي الرئيس مبارك، اللهم اعف عنه واغفر له وارحمه”.
وكان صهر الرئيس مبارك، الضابط العسكري السابق منير ثابت أكد نبأ الوفاة باكرا لوكالة فرانس برس، موضحا أن مبارك “توفي في المستشفى والرئاسة المصرية ستتولى أمور الجنازة”.
ونعت الرئاسة المصرية والقيادة العامة للجيش المصري وفاة “أحد قادة وأبطال حرب اكتوبر المجيدة (1973)”.
كما أعلنت الرئاسة “الحداد العام في جميع أنحاء الجمهورية لمدة ثلاثة أيام اعتبارًا من اليوم الأربعاء”.
ومنذ أن أسقط المصريون مبارك من الحكم في شباط (فبراير) 2011 بعد 18 يوما من انطلاق ثورة شعبية في انحاء البلاد ضد نظامه، وهو يعاني من المرض.
وعند ظهوره للمرة الأولى أمام القضاء في القاهرة لمحاكمته بتهمة قتل متظاهرين، كان ممددا على سرير بسبب وضعه الصحي.
وبرأته المحكمة نهائيا من هذه التهمة في آذار (مارس) 2017 وتم الافراج عنه من مستشفى القاهرة العسكري، حيث كان محتجزًا منذ العام 2011.
وخضع مبارك الشهر الماضي لعملية جراحية، بحسب ما كتب علاء مبارك في تغريدة، وبقي منذ ذلك الحين في غرفة الرعاية المركزة.
وفي كانون الثاني (يناير) 2016 أيدت محكمة النقض المصرية حكما بالسجن ثلاث سنوات على مبارك ونجليه علاء وجمال، في قضية فساد عرفت اعلاميا باسم “القصور الرئاسية”.
وبسبب هذا الحكم، ظن البعض أن مبارك قد يجرد من أوسمته ونياشينه العسكرية، لكن محكمة القضاء الاداري حكمت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي بعدم قبول دعوى إلزام السلطات بسحبها منه.
وعلى موقع تويتر، نعى العديد من المصريين مبارك، وبينهم شخصيات معارضة لحكمه وموجودة حاليا خارج البلاد.
فكتب أيمن نور السياسي والمعارض المصري الذي سُجن في عهد مبارك لمدة 4 سنوات “اختلفت مع مبارك سياسيا ونافسته في أول انتخابات رئاسية وتعرضت للعسف والتنكيل والاعتقال والتشويه، وهو الآن بين أيادي الله وأشهد الله أني أسامحه في حقي “الشخصي” وعند الله يجتمع الخصوم”.
كذلك كتب محمد البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام العام 2005 “رحم الله الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك”.
ولعب البرادعي الذي شغل منصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، دورا مهما في إسقاط مبارك من خلال الجمعية الوطنية للتغيير التي أسسها 2010.
بدوره كتب أحد أبرز نشطاء “ثورة يناير” المصرية وائل غنيم “رحمة الله على الرئيس حسني مبارك، كان محبا ومخلصا لمصر”.
وأضاف “تحمل مسؤولية ضخمة تجاه الشعب المصري فأصاب كثيرا وأخطأ كثيرا وصبر على كثير من الأذى في نهاية عمره وسيحكم التاريخ” عليه، خاتما تغريدته برمز القلب الأحمر.
ولد محمد حسني مبارك في الرابع من أيار (مايو) 1928 في عائلة من الطبقة الريفية المتوسطة في دلتا مصر، وصعد سلم الرتب العسكرية في الجيش الى ان اصبح قائدا للقوات الجوية العام 1972 وكان له دور بارز في حرب 1973 ضد اسرائيل.
تولى مبارك الرئاسة في 14 تشرين الأول (أكتوبر) 1981 إثر اغتيال الرئيس أنور السادات في السادس من الشهر ذاته.
ورفع مبارك العلم المصري على طابا في جنوب سيناء العام 1989، معلنا بذلك استرجاع مصر سيناء كاملة من الاحتلال الاسرائيلي.-(أ ف ب)