‘);
}

عمر بن الخطاب

هو ثاني الخلفاء الراشدين، وأول من لقّب بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي العدويّ القرشيّ، وأمّه حنتمة بنت هشام المخزومية أخت أبي جهل، وُلد في مكة المكرمة وترعرع بها، وكان أبوه الخطاب مشهوراً بغلظته وشدّته، حيث كان فارساً من فرسان العرب، وشارك في العديد من الحروب على رأس بني عديّ، وقد تعلّم عمر -رضي الله عنه- في طفولته القراءة والكتابة فكان واحداً من بين سبعة عشر ممّن يجيدون الكتابة في قريش، وفي الشباب عمل برعاية إبل والده وكان من أشّد فتيان قريش، وتعلّم الرماية وركوب الخيل.[١][٢]

وفاة عمر بن الخطاب

تولّى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أمر المسلمين، وكان مثلاً يُقتدى به في العدل، والإيمان، والجهاد في سبيل الله، حيث توطّدت دعائم الدولة الإسلامية في عهده، واتّسعت رقعتها، وانتصر المسلمون على الروم والفرس في الكثير من المعارك الفاصلة؛ كنهاوند، والمدائن، والقادسية، وفُتحت بلا الشام ومصر، وفي العام الثالث والعشرين للهجرة كانت آخر حجّة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي طريق العودة دعا الله -تعالى- قائلاً: (اللَّهُمَّ كَبِرَتْ سِنِّي، وضَعُفَتْ قُوَّتي، وانتشرَتْ رَعِيَّتي، فاقبِضْني إليكَ غيرَ مُضَيِّعٍ ولا مُفَرِّطٍ)،[٣] ورُوي أنه كان يتمنّى الشهادة في سبيل الله قائلاً: (اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَهَادَةً في سَبيلِكَ، واجْعَلْ مَوْتي في بَلَدِ رَسولِكَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ)،[٤] وبالفعل استجاب الله -تعالى- دعاء الفاروق رضي الله عنه، ففي صبيحة أحد الأيام تقدّم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ليؤمّ الناس في صلاة الفجر كعادته، وما إن استوت الصفوف، وكبّر للصلاة، حتى بُغت بطعنةٍ غادرةٍ من المدعوّ أبو لؤلؤة المجوسي الذي كان غلاماً مملوكاً للمغيرة بن شعبة رضي الله عنه، ثم أخذ المجوسي يطعن المصلّين ميمنة وميسرة حتى أصاب ثلاثة عشر رجلاً، توفّي منهم سبعة، ولمّا ظنّ أنه مأخوذٌ نحر نفسه.[٥]