مركز مايفير الاسلامي أو المركز القطري كما يسمونه في لندن مركز دعوي ثقافي اجتماعي ، ويعد واحداً من أهم المراكز الاسلامية في بريطانيا ، لنشاطه المتميز في الدعوة ولموقعه المرموق ، فجنوبيه قصر بكنكهام والقصور الملكية البرطانية ، وغربيه الهايد بارك أشهر حدائق بريطانيا ….وقد حرصت على الالتقاء بمدير المركز الدكتور حافظ الكرمي ، وكان معه هذا الحوار الخصب ، الذي يطوف بالقارئ في قضايا بالغة الأهمية ، مثل مستقبل العمل الاسلامي في الغرب وواقع المسلمين هناك ، وقصة مركز مايفير ..وهذا هو نص الحوار :
س : هل يمكنك أن تعطينا لمحة عامة عن الجالية الإسلامية في بريطانيا ؟size=3>
ج : ليس هناك إحصاء رسمي لعدد المسلمين في بريطانيا ، لعدم وجود خانة في قسيمة الإحصاء البريطاني خاصة بالدين ، ولكن التقديرات تشير إلى وجود ما بين 2 – 2.5 مليون مسلم في المملكة المتحدة ، ومعظم هؤلاء المسلمين يسكنون في مناطق لندن ، وبرمنجهام ، ومانشستر ، وغلاسكو ، والغالبية العظمى من المسلمين اليوم هم ممن ولدوا في بريطانيا، وهم من أصول هندية – باكستانية – بنغلادشية ، وهناك بعض الأعداد التي لا يستهان بها من المسلمين العرب تقدر بنصف مليون مسلم، بالإضافة إلى بعض المسلمين القبارصة والأتراك والإيرانيين والصوماليين ، وهناك زيادة ملحوظة في الفترة الأخيرة في أعداد المسلمين من أصول أوروبية وكاربيية .
لقد كان أول تسجيل لحضور مسلمين إلى الجزر البريطانية في القرن السادس عشر ، ولكن وصول المسلين بشكل أساسي كان في القرن التاسع عشر عن طريق بعض البحارة المسلمين الذين استوطنوا المدن الساحلية في إنجلترا واسكتلندا ،كما كان هناك بعض الطلاب الذين جاؤابشكل مؤقت ثم استوطنوا في بريطانيا ،وبخاصة من رعايا المستعمرات التابعة للإمبراطورية البريطانية .
س : مركز مايفير الإسلامي في أعرق وأرقى الأحياء في لندن ما هي قصة المركز ؟ ومتى تم الافتتاح ؟size=3>
ج: يقع مركز ( مايفير ) الإسلامي التابع لجمعية الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني الخيرية ومقرها في الدوحة / قطر في قلب العاصمة البريطانية لندن ، فتوجد غرب المركز على بعد بضع مئات من الأمتار حديقة الهايد بارك الشهيرة ، كما توجد على بعد مشابه في جنوبه حديقة الغرين بارك ،التي تشمل قصر باكنكهام والقصور الملكية البريطانية المشهورة ، أما إلى الشرق منه فيقع دوار الطرف الأغر والإكسفورد سيركس ، ويحيط بالمركز عدد كبير من المؤسسات والشركات والمرافق والسفارات التي يعمل فيها عرب ومسلمون ، بالإضافة إلى وجود جالية عربية وإسلامية كبيرة في هذه المنطقة ، فضلاً عن كون هذه المنطقة منطقة جذب سياحي لعدد كبير من المسلمين وبخاصة العرب منهم ، ومما يزيد من أهمية المكان عدم وجود مساجد ومراكز إسلامية في المكان ،اللهم إلا بعض المصليات الصغيرة التي يقوم أفراد الجالية بإقامتها على عجل ، وهي قاعات للصلاة وبخاصة في أيام الجُمَع وتكون عادةً مستأجره ، ولذلك فإن هذا المركز يلبي حاجة أعداد كبيرة من المسلمين تُقدر بالآلاف .
ومركز ( مايفير ) الإسلامي هو عمارة كبيرة مكونة من ستة طوابق ، تم شراؤه من قبل أهل الخير من دولة قطر ، ويشمل الطابق السفلي غرفة لصلاة النساء ، والمطبخ ، والمكتبة ، وأماكن الوضوء للرجال و للنساء ، أما الطابق الأرضي فيشمل مدخل المركز الرئيسي ، وقاعة كبيرة للصلاة اليومية ، ومكتب الإدارة ، ولوحات الإعلانات ، أما الطابق الأول فيشمل قاعة كبيرة وأخرى صغيرة للصلاة وكذلك المحراب والمنبر ( وهي القاعة الأساسية للصلاة يوم الجمعة )، كما يشمل الطابق الثاني قاعتين للصلاة وتستخدم أحدها مقراً لعقد الدورات العلمية المختلفة ، أما الطابق الثالث فيستخدم داراً لتحفيظ القرآن الكريم ، ويشتمل على قاعتين كبيرتين للصلاة وأخرى صغيرة ، أما الطابق الرابع فيشمل شقة سكنية لإمام المسجد .
وتم افتتاح المركز للمصلين بتاريخ 13 / 7 / 1418 هـ الموافق 13 / 11/ 1997 وهو يقوم بخدمة الجالية المسلمة بشكل مستمر منذ ذلك التاريخ ويقدم خدماته الدينية والدعوية والثقافية والاجتماعية لعدد كبير من أبناء الجالية المسلمة في لندن ، و السياح العرب الذين يقصدون لندن في وقت الصيف لقضاء إجازاتهم في ربوعها .
س : ما هي مهمات وأنشطة المركز الأساسية ؟ وهل هناك برامج وأنشطة تخص غير المسلمين؟size=3>
ج تقوم المراكز الإسلامية في الغرب بمهمات كثيرة ومتنوعة ، وهي تختلف عن المساجد في بلاد المسلمين كثيراً ، إذ أن المساجد في بلاد المسلمين يساعدها عدد كبير من المؤسسات والمدارس والبرامج ، وثقافة المجتمع ، وعاداته ، في حماية الفرد وصقله ، بينما تُسمى المساجد هنا مراكز إسلاميِّة لأنها تُعتبر روح الجالية ، ومركزها الديني والاجتماعي والتعليمي ، فالمسلمون هنا يلجؤون إلى هذه المراكز لينهلوا منها زادهم الروحي ،وليتواصلوا معا وليربطوا أبناءهم بإسلامهم ولغتهم العربية وتراثهم الأصيل ، ومن هنا تجد هذه المراكز خلية نحلِ كبيرة يأتي إليها المسلم ليهرب من قسوة الغربة وعجمة اللسان والثقافة، ووحشة المادة، وليجد فيها راحته النفسية والروحية والثقافية ، وإدراكاً منًا لذلك قمنا بإقامة عدد كبير من البرامج الروحية والدينية والثقافية والتعليمية والاجتماعية على مدى الأعوام الثلاثة المنصرمة ليؤدي المركز رسالته والقيام بواجبه اتجاه المسلمين ، والقيام بواجب الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى .ولذلك كان من المهمات التي تم إنجازها ما يلي :
1 – توفير المكان والجو الملائمين ليؤدي فيهما المسلمون العبادات المختلفة وبخاصة الصلوات الخمس وصلاة الجُمع والتراويح والأعياد وغيرها .
2 – الدعوة إلى الإسلام في أوساط الجالية الإسلامية في بريطانيا وتعميق صلة الجالية
دينها وتراثها وتاريخها .
3 – الدعوة في أوساط غير المسلمين ، والإجابة عن تساؤلاتهم واستفساراتهم حول الإسلام والأحكام الإسلامية المختلفة .
العناية بأبناء المسلمين وتوفير المحضن الصالح لهم ، وتعليمهم اللغة العربية والقرآن الكريم وأخلاق وآداب الإسلام .
5 – خدمة الجالية الإسلامية في حقل العمل الاجتماعي عن طريق تقديم النصح والمشورة في المشاكل الاجتماعية التي يواجهها المسلمون في المجتمع الذي يعيشون فيه .
6 – القيام بأنشطة ثقافية مختلفة تهم الجالية الإسلامية في مجالات دينية وفكرية وحضارية.
7 – توفير الكتب والمراجع الإسلامية باللغتين العربية والإنجليزية وتوزيعها مجاناً ، وإنشاء مكتبة عمومية إسلامية تحتوي على أمهات الكتب ليستفيد منها المهتمون والباحثون .
– مد جسور التعاون مع المراكز الإسلامية الأخرى لخدمة الجالية الإسلامية والمطالبة بحقوقها في المجتمع البريطاني .
– إقامة الدورات العلمية والشرعية المختلفة للراغبين في مجال اللغة العربية والعلوم الشرعية .
10 – توفير جو إسلامي تآلفي بين أعضاء الجالية عن طرق عمل إفطارات جماعية و استضافة الحفلات الإسلامية في الزواج أو العقيقة وما شابه.
11 – العمل على خدمة المجتمع البريطاني بشكل عام .
أما بالنسبة لغير المسلمين فقد قام المركز بتوزيع بعض النشرات والكتيبات والرسائل القصيرة على غير المسلمين للتعريف بالإسلام وأهدافه بطريقة ميسرة ، وقد دخل بعض غير المسلمين في الإسلام ، وان كان المركز في المرحلة الحالية يركز بشكل أساسي على أفراد الجالية العربية بشكل أساسي .
س : المراكز الإسلامية منتشرة في الغرب وخاصة بريطانيا هل هناك تنسيق بينكم ؟ وما هي آلية التنسيق ؟size=3>
ج يوجد في بريطانيا نحو ألف مركز إسلامي ومسجد ، وهناك أكثر من مؤسسة تجمع العمل الإسلامي وتنسق بينه في الغرب ، فهناك المجلس الإسلامي البريطاني ، الذي يضم في عضويته أكثر من 400 مؤسسة ومركز إسلامي وجمعية ، ويشكل مظلة للمراكز الإسلامية ، ويدافع عن حقوق الجالية أمام السلطات البريطانية أو المؤسسات الأخرى ، كما أن هناك مجلس المساجد على مستوى بريطانيا ، يقوم بعمل اجتماعات دورية للمسؤولين عن هذه المراكز والمساجد لتدارس شؤونها ومشاكلها ، أما على مستوى لندن فقد قام مؤخراً تنسيق بين أكبر ستة مراكز في المدينة -ومن ضمنها مركزنا- للقيام بنشاطات مختلفة وتنسيق الإعلان عن دخول شهر رمضان والأعياد ، وقمنا في الصيف الماضي بعقد مؤتمر ضخم ( عن الدعوة الإسلامية لغير المسلمين في بلاد الغرب ) حاضر فيها أكثر من خمسة عشر عالماً وداعية مسلم ، وحضره – على مدى يومين – أكثر من ألف مسلم في لندن ، وكان لها أثر طيب على الجالية في لندن ، ونأمل أن يتسع هذا التنسيق ليشمل كافة المراكز والمساجد في لندن والضواحي المحيطة بها .
س : أيمكن أن تعرفنا بأهم المراكز في بريطانيا ؟size=3>
ج هناك مراكز كثيرة في بريطانيا ولعل أهم هذه المراكز ( المركز الثقافي الإسلامي -مسجد ريجنت ) وهو أكبرها ، ودار الرعاية الإسلامية ، ومركز مسجد شرق لندن وهو مختص بالاخوة البنغلادشيين ، والمنتدى الإسلامي ، ومركزنا هذا ، ومركز التراث الثقافي الإسلامي – وهو أحدثها – كما أن هناك مركز المؤسسة الإسلامية التي تختص بنشر الكتب باللغات الأوروبية المختلفة وتقوم بحضانة المسلمين الجدد ، وغيرها الكثير .
س : مع تعاظم الفتنة في الغرب : ما هي أهم الصعوبات التي تواجه المسلمين هناك؟ وخاصة في جانب التعليم ؟size=3>
ج: هناك مجموعة كبيرة من الصعوبات تواجه المسلم في هذه البلاد يمكن تلخيصها في جملة نقاط :
أولاها غرابة الثقافة واللغة ، فهناك فروق ثقافية كبيرة بين المسلمين والبلدان التي جاؤوا منها وهناك فروق لغوية ، ولهذا كان المسلمون بدايةً يشعرون بغربة شديدة ولكن مع الزمن وقدوم جيل جديد، وتكون قاعدة ثقافية إسلامية في المجتمع البريطاني ، بدأت معالم الغربة تنتهي شيئاً فشيئاً .
2-غرابة القيم والتقاليد : وبخاصة قيم الحرية للأبناء والبنات ، وهناك مفهوم مختلف عنه بين الإسلام والمجتمع البريطاني .
3 – غربة المعيشة ومتطلبات الحياة .،و اللباس ، الطعام .
4 – الجيل الجديد وغرابة اللسان والثقافة ، ولعل هذه المشكلة هي الأصعب والأخطر ، ففي المدارس البريطانية أكثر من نصف مليون طفل مسلم ، وبيئة التعليم وطريقته، والقيم التي يتعلمونها تختلف تماماً عن قيمنا وثقافتا وحضارتنا ، وليس هناك في بريطانيا إلا نحو ستين مدرسة إسلامية ،لا تستطيع إلا استيعاب أعداد قليلة جداً من أبناء المسلمين فضلا عن تكاليف هذه المدارس العالية جداً، والتي لا يستطيع دفع تكاليفها معظم أبناء الجالية ، ولذلك فإن مستقبل الجالية المسلمة في هذه البلاد يعتمد على قدرة الجالية على إيجاد محاضن إسلامية للنشء، وهذا هو التحدي الأكبر أمام الجالية في الفترة القادمة ، وإدراكا منا لأهمية هذا الأمر قمنا مع بداية افتتاح المركز بافتتاح مدرسة – دوام جزئي – تابعة للمركز منذ بداية السنة الدراسية – تشرين أول 1998 ، ، وقد تم استئجار مبنى مدرسة بريطانية لهذا الغرض ، حيث يدرس الطلاب اللغة العربية والقرآن الكريم ، والآداب والعبادات الإسلامية من عمر 5 – 13 سنة – وبلغ عدد الطلاب والطالبات المسجلات في المدرسة لهذا العام حوالي 210 طلاب ، يدرسون يوم السبت من الساعة 9,30 صباحاُ إلى الساعة 3,30 مساءً ، ويدرسون المنهج القطري في اللغة العربية والتربية الإسلامية والقرآن الكريم .ويقوم على تدريسهم مدرسون متخصصون – كما قمنا بعقد عدد من الدورات العلمية لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم للكبار والصغار وعقد مسابقات فصلية وسنوية في ذلك .
س : ما هو دور المسلمين في المجتمع البريطاني ؟size=3>
ج : دور المسلمين في المجتمع البريطاني دور كبير ، وهو يتطور بشكل كبير مما يبشر بمستقبل زاهر للإسلام في هذه البلاد ، وهذا الدور يظهر في عدة اتجاهات :
1 – دور ثقافي فكري : فلا شك أن المسلمين يحتفظون بمخزون ثقافي وفكري كبير يمكن من خلال المساعدة في إثراء الفكر والثقافة البريطانية ، والآن بدأت تتشكل عند الجالية الإسلامية -وبخاصة من أبناء الجيل الجديد- ثقافة إسلامية بريطانية تناسب بيئة المجتمع وظروفه من غير أن تتخلى عن أسس وقواعد وثوابت حضارتنا وديننا . وكذلك تم أخيراً اعتماد تدريس الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية في بعض المدارس البريطانية. وهذا يساعد في ايجاد آلية مشتركة بين الثقافتين ، وقيام الحكومة بدعم بعض المدارس الإسلامية .
2- دور حضاري وقيمي واجتماعي : القيم الأخلاقية في الأديان واحدة. ولذلك يمكن للجالية الإسلامية أن تقوم بدور كبير في المحافظة على العائلة ، وتربية الأبناء تربية مستقيمة ، و احترام الكبار ، وصون الحقوق ، ومحاربة تفكك الأسرة ، والفواحش والمنكرات ، وقد تم تشكيل جمعيات مشركة بين المسلمين والمسيحيين لمحاربة المخدرات ، والإجهاض ، والحرية الجنسية وما شابه .وقد قامت هذه الجمعيات مؤخراً -وبشكل متكاتف- لمنع سن قانون يسمى قانون 28 ، والذي يقلل سن الإباحة الجنسية من سن 18 الى سن 16 ، وقد تعاون المسلمون مع الكنيسة لمنع سن القانون ، ونجحوا في ذلك والحمد لله .
3- دور انساني خيري : بعض الجمعيات الإسلامية تقوم بمساعدة في بعض المحتاجين في داخل بريطانيا ، وتقدم باسم بريطانيا المساعدات في جميع أنحاء العالم
4- دور سياسي مدني : فتم تشكيل الجمعيات والمؤسسات التي تهتم بالحالية الإسلامية في كافة المستويات ، جمعيات علمية ، اتحاد محامين ، اتحاد كتاب ، جمعيات طلابية ، كمرتكز تشكل لوبي لدعم متطلبات الجالية الإسلامية في بريطانيا مثل المجلس الإسلامي البريطاني .
س : المسلمون تجاوبوا مع انتفاضة الأقصى في كل العالم : ماذا فعلتم في بريطانيا ، وما هو مظهر التجاوب ؟size=3>
ج : لقد كان المسلمون في بريطانيا من أسرع المسلمين استجابة لانتفاضة الأقصى، حين تم اقتحام الأقصى في 28/9 / 2000 ، فتداعت الجالية في اليوم التالي مباشرة بعمل اعتصام أمام سفارة الكيان اليهودي ، ثم توالت المظاهرات والاعتصامات في المدن البريطانية كافة ، كان أضخمها مظاهرتين ضخمتين جرتا في لندن في الشهور الثلاث الأخيرة ، شارك في الأولى نحو 20 ألفاً وفي الثانية نحو عشرة آلاف ، كما قامت الجالية بإرسال عشرات الآلاف من الرسائل إلى أعضاء البرلمان ، ورئيس الحكومة .
وقامت الجالية بعدد من الاعتصامات أمام رئاسة الحكومة ، وسلمت رسائل احتجاج إلى رئيس الحكومة ، تطالبها بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني، والاعتذار عن دور بريطانيا في إقامة دولة اليهود ، وكلك تم جمع مئات الآلاف من الجنيهات بعد اندلاع انتفاضة الأقصى ، وفي شهر رمضان للشهداء والأيتام والمستشفيات وما إلى ذلك ، كما لا ننسى أن لندن هي محطة الإعلام العالمي سواءً كان العربي منها أو الأجنبي ، وشارك أعضاء الجالية ببرامج عن الانتفاضة ومحاورات وندوات وما إلى ذلك .
س : بعد هذه المسيرة الطويلة من عمر الدعوة الإسلامية في بريطانيا … هل آتت أكلها ؟؟؟ وكيف تقييمكم الأمر ؟size=3>
ج : لا شك أن الدعوة الإسلامية في هذه البلاد قد بذلت جهوداً طيبة على كافة المستويات لتوطين الدعوة الإسلامية ، وإيجاد الأطر والوسائل للمحافظة على صبغة الجالية وتميزها ، ومحاولة إيجاد موطئ قدم هادئ للمسلمين في هذه البلاد ، ورغم ذلك فإن هناك صعوبات كبيرة تواجه المسلمين ذكرنا بعضاً منها. ولعل التحدى المستقبلي للمسلمين في هذه البلاد هي كيفية السعي ليكون الإسلام معترفاً به قانونياً في هذه البلاد ، ودفع الجالية للمطالبة بحقوقها المختلفة في كافة مؤسسات الدولة لحماية المسلمين من كل أولئك المتربصين بالإسلام ، وإيجاد محاضن للجيل القادم ، الذي نتوقع أن يحمل الدعوة الإسلامية إلى البلاد الأوروبية ، وخاصة أنهم ولدوا وتربوا في هذه البلاد، فهم يعرفون لغتها كأهلها وعاداتها ومداخل الناس وكيفية التأثير في المجتمع وما إلى ذلك .
س : الدكتور حافظ الكرمي في سطور .size=3>
ج : اسمي حافظ أحمد موسى الكرمي من مواليد مدينة طولكرم في فلسطين المحتلة عام 1961 م ، درست في كلية الشريعة / في الجامعة الأردنية في عمّان لمرحلة البكالوريوس / بتخصص / أصول الدين سنة 1984 م ، ثم أكملت دراستي للماجستير في كلية الدراسات العليا في الجامعة نفسها وحصلت على الماجستير عام 1988م، وكانت أطروحتي بعنوان ( الإدارة في عصر الرسول صلّى الله عليه وسلم ) ، ثم تابعت دراستي للدكتوراه في جامعة وستمنستر في لندن وحصلت على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من الجامعة عام 1997 م ، ولي كتابان منشوران عن شهداء الانتفاضة الفلسطينية بعنوان ( الطيور الخُضر ) ، وأعمل حالياً مديراً لمركز مايفير الإسلامي ( القطري ) في لندن في المملكة المتحدة .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.