“الجنس” هو محور حياتهم والمرأة أداته الأولى ، الإعلانات كلها تبدأ بالجنس وتنتهي إليه وتقوم عليه، تخاطب الحيوان داخل صورة الإنسان، وبين “الفياغرا” و “البقعة” تقوم الدنيا ولا تقعد، حتى السياسة في البيت الأسود، ماذا وراءها ؟ ومن وراءها؟ أسئلة لاحقتني وأنا أتجاوز التفكير البدائي، وعدت أحاول الاكتشاف وأنا على يقين من النتيجة، لكن ماذا أفعل وأنا أريد أن أكون متجردًا للحقيقة .
ظهرت المرأة في حوار تليفزيوني سخيف تهزأ فيه بكل قيم الوجود، وماذا عليها؟! إنها “امرأة مثالية” هكذا قدرتها “دولة” تدفع لها هذه المرأة الضرائب كاملة عن بيوتها الفاجرة ومملكتها الداعرة القائمة على استغلال فقر الفتيات.
ولم يسلم “الأطفال” من غول “السياحة الجنسية” الذي يغتال طفولتهم.. إنه إكراه تجاوز “الإكراه الجاهلي” في بشاعته وواقعه وآثاره.
ثم تذكرت جمال الإسلام فيما روى البخاري عن القاسم: أن امرأة من ولد جعفر، تخوفت أن يزوجها وليها وهي كارهة، فأرسلت إلى شيخين من الأنصار: عبد الرحمن ومجمع ابني جارية، قالا : فلا تخشين ، فإن خنساء بنت خِذامٍ أنكحها أبوها وهي كارهة ، فرد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك .
مع الفارق فهذا “إكراه” يمارسه “أب” في “زواج”، والآخر “إكراه” تمارسه “مجتمعات” في “زنا وسفاح”، في أسلوب من الحيل والخداع يحميه القانون وتظلله ـ فيما يزعمون ـ “حضارة” تستحي فيها “البكر” لأنه “لا بكر” و “لا صمت” و “لا بشاشة عرس” .. والمعاشرة الجنسية قبل وبعد الزواج ـ إن كان زواج ليست عندهم من العيب في شيء بل ربما تدل على الفضيلة والرجولة. ولا تعجب إذا علمت أن العرب والمسلمين ينفقون قرابة الخمسة مليارات في صيف بريطانيا، ولا تسل عن أحوالهم هناك فالفضائح تزكم الأنوف ويشيب من هولها الصبيان.
إن العالم يعيش فتنة “الجنس” بأحلاسها القذرة ونتن مجاريها وكأنه يسبح في بحيرات “اللاعفَّة” ليثبت في زعمه “الحرية”.
أي “حرية” تلك التي تستغل براءة الطفل وتقتل طهره وتلوث عفته، والأرقام الخيالية لاستغلال الأطفال جنسيا تبشر بالسوء.
ثم هذا العالم الآخر الذي يقدر دخله بالمليارات من وراء الرذيلة المنظمة التي تمثلها نوادي وتديرها شركات وتفتح لها شواطئ وتنتج لها كميات ضخمة من الأفلام والمجلات، ويتسابق الناس في حمى الفاحشة لينال منها كل فاسق على قدر إمكاناته وليظن جهلا أنه يشبع رغباته وأنَّى له والنفس من السوء لا تشبع بل تطمع وتطمح. “إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي” يوسف:53
إن “الفتنة الجنسية” مراودة تتنازع فيها الإرادات بين العفة والفجور في كيد لا يدفعه إلا “فاستعصم” بلجوء إلى الله، “قال ربِّ السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين” يوسف:33
“ومن يستعفف يعفه الله” ، “فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم” يوسف:34
أما آن لما أن ندرك أن خطهم الساخن يقود إلى حر جهنم ولهيبها … اللهم رحماك .