يوسف كات ستيفنز: نسخة جديدة من أشهر ألبوماته بعد خمسين عاما

عندما أسلم المغني البريطاني كات ستيفنز عام 1977 قام بتغيير اسمه إلى «يوسف إسلام» ثم استقر الأمر في النهاية على أن يكون «يوسف كات ستيفنز»، وقد أصدر مؤخرا نسخة جديدة من أشهر ألبوماته Tea for the Tillerman بعد مرور خمسين عاما على إطلاقه عام 1970، وهو الألبوم الذي يحتوي على مجموعة من أفضل أغنياته مثل […]

Share your love

يوسف كات ستيفنز: نسخة جديدة من أشهر ألبوماته بعد خمسين عاما

[wpcc-script type=”103b1ef0c50c1368480debed-text/javascript”]

عندما أسلم المغني البريطاني كات ستيفنز عام 1977 قام بتغيير اسمه إلى «يوسف إسلام» ثم استقر الأمر في النهاية على أن يكون «يوسف كات ستيفنز»، وقد أصدر مؤخرا نسخة جديدة من أشهر ألبوماته Tea for the Tillerman بعد مرور خمسين عاما على إطلاقه عام 1970، وهو الألبوم الذي يحتوي على مجموعة من أفضل أغنياته مثل «عالم متوحش» و»الأب والابن» و»ليزا الحزينة» وغيرها من أغاني السبعينيات، المتميزة رغم بساطتها على مستوى الموسيقى والكلمات.
أعاد كات ستيفنز تسجيل جميع أغنيات الألبوم بصوته الحالي، الذي تغير إلى حد ما بعد أن تخطى السبعين من عمره، وأضاف بعض التعديلات التقنية، وغيّر من تركيب بعض الألحان، ولا نعلم إذا كان سبب العودة إلى الماضي هو الحنين إلى ذلك العصر المزدهر موسيقيا، أم عدم وجود الجديد الإبداعي لدى نجوم ذلك الجيل، فقد أصدر فريق رولينغ ستونز هذا الشهر أيضا نسخة جديدة من ألبوم Goats Head Soup الذي صدر عام 1973، وقد يرى البعض أن هذا النوع من محاولات التحديث وإعادة تقديم الألبومات القديمة، يؤدي إلى المقارنة، وتكون النتيجة دائما في صالح العمل الأصلي القديم، وإن كانت إمكانيات التسجيل الحديثة أكثر تطورا، كما هو حال ألبوم كات ستيفنز الجديد، الذي افتقد روح السبعينيات، وربما كان ذلك هو المطلوب من إعادة الإصدار، لكننا عندما نستمع إلى كل أغنية من أغنياته، نود أن نذهب على الفور إلى النسخة القديمة، التي نجدها أجمل ومحتفظة بكامل أجوائها، ربما باستثناء أغنية واحدة فقط في هذا الألبوم، هي أغنية «الأب والابن» التي تبدو مختلفة ومثيرة للاهتمام حقا في نسختها الجديدة، لأنها مزيج من القديم والجديد، فهي تحتوي على مقاطع من النسخة القديمة تم دمجها مع النسخة المسجلة حديثا، وكانت هذه الفكرة جيدة وملائمة لموضوع الأغنية، التي هي عبارة عن حوار بين أب وابنه، فنستمع إلى كلمات على لسان الأب تعبر عن رؤيته، وما يراه الأفضل من وجهة نظره لمستقبل الابن، ثم نستمع إلى كلمات على لسان الابن تعارض رؤية الأب، وتعبر عن تطلعاته وتصوره للحياة التي يجب أن يعيشها.
وفي النسخة القديمة يغني كات ستيفنز كلمات الأب والابن على السواء، بصوته الشاب حينذاك، أما في النسخة الحديثة فإنه يغني بصوته الحالي مقاطع الأب، وأضيفت مقاطع الابن بصوته القديم، وهذا يجعلنا نشعر بالاختلاف والتغيير الذي حدث في صوت كات ستيفنز، الذي يصنف كباريتون، ويبدو كأنه فقد الكثير من حدته، وصار رخيما بدرجة أكبر، ومكنته من غناء كلمات الأب الرزينة الهادئة، المغلفة بالحكمة والسكينة، أو الخنوع والاستسلام والخوف من الجديد، وهو يحاول أن يقنع ابنه بأن لا داعي للتغيير، وكل ما يجب أن يفعله هو أن يجد فتاة ويتزوجها ويستقر، ويخبره بأنه سيكون سعيدا إذا فعل ذلك، ثم يأتي صوت كات ستيفنز القديم المحتفظ بشبابه وهو يغني كلمات الابن، الذي يحاول أن يشرح أفكاره للأب، ويرفض أن يكون مجرد قصة معادة مكررة، ويريد أن يتبع النداء الداخلي في أعماقه الذي يحثه على الرحيل والابتعاد والتطلع إلى حكاية جديدة وقصة مختلفة، وتعد أغنية «الأب والابن» من أشهر أغاني السبعينيات والتسعينيات أيضا عندما غناها فريق بوي زون الذي كان يحظى بشهرة كبيرة في تلك الحقبة.

أعاد كات ستيفنز تسجيل جميع أغنيات الألبوم بصوته الحالي، الذي تغير إلى حد ما بعد أن تخطى السبعين من عمره، وأضاف بعض التعديلات التقنية، وغيّر من تركيب بعض الألحان.

وبشكل عام يشتهر كات ستيفنز بموسيقى الفولك روك، كما يعد من نجوم البوب أيضا، وهو يقوم بكتابة كلمات أغنياته بنفسه، ويؤلف ألحانها ويعزف على الجيتار في الوقت نفسه، ويمكن القول إن هذا الألبوم الذي أعاد إصداره مؤخرا، يعد بالفعل من أفضل ما أنتجه من ألبومات، حيث تتميز كل أغنية بفكرة مختلفة، وتتنوع في ما تتناوله من مشاعر الحب والرغبة في التحرر والنزوع نحو التجرد والروحانية إلى حد ما، بالإضافة إلى الألحان الخفيفة الجذابة، والإيقاعات المعتدلة من حيث السرعة والقوة، ومن أكثر الأغنيات التي تم تغييرها بدرجة كبيرة هي أغنية «عالم متوحش»، حيث تبدلت الموسيقى، وصارت أبطأ كثيرا، ويبدو أداء كات ستيفنز أقرب إلى الإلقاء بغنائه المتقطع، كما اختفت الفوكابلات الصوتية التي نستمع إليها في بداية النسخة القديمة من الأغنية Lalala، وربما نشعر بأن الموسيقى قد تحولت إلى الجاز قليلا، هذه الأغنية قد تكون بالفعل أشهر أغنيات كات ستيفنز على الإطلاق، وهي كلمات وداع للحبيبة التي ترغب في الرحيل وبدء حياة جديدة، ورغم حزن الحبيب وتألمه فإنه يحذرها من العالم المتوحش، ويطلب منها أن تعتني بنفسها، ويتمنى لها أن تلتقي بالأشخاص الجيدين، ويخبرها بأنه سيتذكرها دائما كطفلة، وعندما نستمع إلى النسخة الجديدة من هذه الأغنية الجميلة نشعر بأنه قد تم تشويهها تماما ونذهب سريعا إلى نسخة السبعينيات.
ونستمتع في أغنية «ليزا الحزينة» ببعض اللمحات الكلاسيكية واستخدام الوتريات، وكلمات الأغنية التي تصف حال ليزا وحزنها ودموعها وضياعها وسط الألم، ورغم أنه يصف حالها نشعر بأنه لا يراها ولا هي تسمعه، فهي حبيسة الجدران، أو الحزن، لكنه يتمنى أن يحررها في يوم من الأيام. ومن الأعمال التي لم تتعرض لتغيير كبير أغنية «على بعد أميال من اللامكان» فقد تم الحفاظ على التبادل بين السرعة والبطء في الإيقاع، وطابع الروك الطاغي على الموسيقى، وكذلك لم يختلف الغناء كثيرا، وكلمات هذه الأغنية توحي بأجواء غامضة إلى حد ما ربما يراها البعض روحانية، ويراها البعض الآخر عدمية، وتوحي أيضا بالرغبة في البحث عن شيء مفقود، أو الوصول إلى شيء ما، وامتلاك الحرية الكاملة والتحرر من كل شيء، بما في ذلك التحرر من الجسد الذي لن نحتاج إليه في النهاية، فهو مجرد صديق أو رفيق رحلة سوف تنتهي.

٭ كاتبة مصرية

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!