هآرتس
بقلم:عاموس هرئيل 9/3/2020
رئيس الشاباك السابق يوفال ديسكن قال الأحد الماضي للصحيفة بأن ازدياد تطرف الأجواء العامة في إسرائيل بعد نتائج الانتخابات يحتاج إلى نقل المسؤولية عن حماية بني غانتس إلى وحدة الحماية في الشاباك. في الوقت الحالي حراس الكنيست هم المسؤولون عن حماية غانتس. وفي هذه الاثناء لا توجد أي نية للحكومة أو الشاباك لتغيير ذلك. وقد أضاف ديسكن بأنه “احيانا ما يجب استخدامه هو اجراء العقل السوي. وحتى لو أن غانتس ليس رئيسا للمعارضة، إلا أنه الآن رئيس حزب لديه احتمالية لتشكيل الحكومة. يجب على الشباك عدم تجاهل الاجواء العامة. وحسب رأيي يجب عليه اتخاذ موقف مهني واضح وتحذير المستوى السياسي من التأثيرات المحتملة والتوصية بنقل المسؤولية المباشرة عن حماية غانتس اليه”. في هذه الظروف يجب اتخاذ قرار متشدد. هنا توجد امكانية كامنة للعودة إلى منتصف التسعينيات، اجواء التحريض التي سبقت قتل رابين. والشبكات الاجتماعية تضاعف تأثير اقوال التحريض التي يتم نشرها.
موضوع حماية شخصيات رفيعة المستوى سمي في توصيات لجنة يوسف تشخنوبر، وبعد ذلك بقرار حكومي. الآن الشباك مسؤول عن حماية سبعة اشخاص يعتبرون “رموز نظام الحكم” وهم رئيس الحكومة ورئيس الدولة ووزراء الدفاع والخارجية ورئيس الكنيست ورئيس المعارضة ورئيسة محكمة العدل العليا. في نفس الوقت، قسم الحماية في الشباك يعمل كموجه مهني لعدد من الجهات الاخرى التي تعمل على حماية شخصيات رفيعة أقل اهمية منها ضابط الكنيست وضباط الحماية في الوزارات الحكومية.
إلى جانب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يبدو أن غانتس هو الشخصية العامة الأعلى في إسرائيل الآن. ولكن صيغة قرار الحكومة لا تمكنه من الحصول على حماية الشاباك الآن لأنه لا يعتبر رئيس المعارضة، بل أحد المتنافسين على تشكيل الحكومة. في هذه الظروف فان المسؤول عن أمنه هو ضابط الكنيست. صباح أول من أمس جاء تقرير يفيد بأنه ازاء زيادة حجم التهديد لغانتس قرر ضابط الكنيست زيادة تعزيز حراس الكنيست لرئيس الاركان السابق.
ولكن من المشكوك فيه أن يكون هذا كاف. أفضلية وحدة الحماية في الشاباك على حرس الكنيست تكمن في عدد رجال الحماية وحجم الوسائل التي لديهم، وعلى المستوى المهني العالي لرجال الحماية في الشاباك (رغم أن المستوى المهني لحرس الكنيست يعتبر جيدا جدا، وعدد من رجال الحماية هم من رجال الشاباك السابقين)، وبالارتباط الدائم مع صورة الاستخبارات المتبلورة لدى الشاباك فيما يتعلق بالخطر الذي يهدد الشخصية التي تتم حمايتها. من اجل توسيع عدد الشخصيات التي تحصل على حماية الشاباك مطلوب توجه رئيس الشاباك، نداف ارغمان، للجنة الوزارية لشؤون الشاباك. يترأس جلسات اللجنة رئيس الحكومة أو وزير، على الاغلب هو وزير الشؤون الاستخبارية.
حسب معرفتنا، هم لم يبلوروا بعد في الشاباك توصية جديدة حول غانتس. ومع ذلك، محادثات مع عدد من الاشخاص الذين شغلوا في السابق وظائف رفيعة في جهاز الامن وفي مجال الحماية تظهر اجماع يقول بأنه حان الوقت لفحص هذه المسألة من جديد، ازاء احداث الايام الاخيرة التي فيها ازدادت حدة التعبيرات في الشبكات الاجتماعية ضد غانتس وشخصيات كبيرة في ازرق ابيض، على خلفية النية التي تلوح في الافق بالاستعانة باعضاء كنيست من القائمة المشتركة من اجل تشكيل حكومة جديدة. واحتمالية أن يضطر نتنياهو إلى اخلاء مقره في شارع بلفور في القدس، تدفع رئيس الحكومة إلى زيادة حدة تصريحاته – وعدد من مؤيديه يدعون علنا للخروج إلى الشوارع لمنع هذه العملية.