أركلُ المدن بِسلالَها المالحة

لي فيك حزنٌ يخرجُ من مياه الروح اليتيمة..

أركلُ المدن بِسلالَها المالحة

[wpcc-script type=”4bae67f5b810512ada42db2f-text/javascript”]

لي فيك حزنٌ يخرجُ من مياه الروح اليتيمة..
دمعاً يرقصُ فوق الرماد لعظامٍ وَضُعتها
في قنينةٍ تترنح بوحشةٍ على شواطئ المدن الباكية

….

أنام بعينين مفتوحتين في المقبرة
وأتنفسُ هواء ممزوجاً برائحة غليون امرأة شمطاء
تبيع الجثث.. عفواً
الأشياء بعمولةٍ حامضة
يتحمل نفقاتها كِلابٌ من بلادي

……

في كل الغرف المعقمة التي تتركُ حزناً ينجبُ قصائد
جنائزية تتمددُ في حَناجر الموتى
سَأمضي كغزالٍ لعوب
مختبئةً في مبغى أشتمُ عاهرةً متقاعدة تجلس على كرسيٍ هزاز
تَستذكرُ قائمةً ملوثة بوجوه قادة وعسكريين
لم تحزن لوداعهم
أو يمكنني أن أمضي كمظلةً مفتوحة مبللة
تمت مقايضتها لمسنةٍ في الشارع
ترطبُ بها وجهها حين تبتسم
…..
المدن المعجونة بالعصافير المذبوحة بسكين الصوت
بقتلى الغازات السامة ورغيف الخبز
بقتلى مساحيق التجميل والدين المشوه
أركُلها كلها بسِلالها المالحة
ولأنني امرأةٌ وحيدة لا أثر للعشب في وجهها
تُحيك من لسانها مَروحةً حادة
تقطع بِها شَفتي الحرب وهي
تتَكئ على ظهرٍ هزيل
دون أن تغفو بتيهٍ بينَ سِلال الوطن

٭شاعرة سورية

هيفين تمو

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *