أغرق في الزّقزقة
[wpcc-script type=”9281031aa47460960595deb4-text/javascript”]
أدخل البيت
أناديكَ،
أنتظر صوتكَ يصرخ من إحدى الغرف «أنا هنا»
وحدها ضحكة الغياب تفضح الأمر،
تذكّرني أنّك في مكانٍ آخر،
أنا هنا وصدى صوتك فقط
نرتطم بين الجدران،
نتأرجح بالوقت ريثما تأتي؛
أتخيّلك في غرفتك
شارداً
وجهك أمامي الآن
أتذكّره بتفاصيله
حاجباك المعقودان،
ابتسامتك العريضة،
عيناك العسليتان،
وندوبك
أعرف أماكنها بدقّة،
أرسمكَ غيباً
وأضعك في جيبي،
تعويذة لأبقى فرحة؛
أتأمل عينيك
وأنا متمسّكة
أخاف أن أقع فيهما
وأبقى منتظرةً رمشاً ليكون قشتي
أخرج مملحةً بدموعك
ولا أجف بعدها،
أتخيّلك
فتفوح رائحتك مع صوت الكمان
لكلّ النغمات صدى ضحكتك؛
في شرودكَ تشبه جزيرةً
تلوّح للجميع من بعيد،
ترفض أن تحمل منارة،
تمدُّ يديها نحو يابستي،
فأصبحُ كلّ الجسور التي توصل إليك،
الحظّ منحني إيّاك
جعل الرّبيع يزورني قبل كلّ الأشجار
أراقب كفي تورق بعد سلامك،
تزهر وجنتاي مع نظرتك،
ويحطّ ألف عصفورٍ بعد كلمة «أحبك»؛
تكرّرها وتكرّرها وتكرّرها
حتّى أغرق في الزقزقة…
منذ عرفتكَ
رميتُ قلمي في وجه الحياة
أغلقتُ الدفاتر
وعشتُ الشّعر معك،
أختبر المجاز كلّ يوم،
ها أنا أسمع حفيفاً في صدري
قلبي يحاول حقاً أن يطير،
أراقب ظلينا وهما يتعانقان
نبتسم لهما ونغار
أضواء السيارات لن تتركنا نكمل القصيدة
فنمشي صامتين،
أراقبك وأنت تكتب على يدي،
تمحي ما كتبتَ بإبهامك،
يا كفيَّ المحظوظة
يا ديوانه الأول والأخير؛
تعجن أصابعي مع كلّ خطوة
لكلّ إصبعٍ في يدي آلاف القصائد الآن؛
معكَ المدينة أجمل
كيف أنتبه للحرب وأنتَ هنا
الشّوارع التي مشيناها حملتْ أسماءً جديدة
الأول، الابتسامة الطويلة
والثاني القبلة المسروقة
آخر الصفنة الأبديّة
والأخير، تحت ضوء القمر
دمشق اليوم تكتب تاريخاً جديداً
خاصا بنا
ضمن زحمة الحروب منحت وقتاً لطفلةٍ تنتظر قدومك
تهرول نحوك فاتحةً ذراعيها،
تبكي كثيراُ
وتشكوك إليك،
لتعانقها
فتنضج من جديد
تصبح امرأةً كاملة
تفرح بكل تفاصيلك
تثاؤبك
تململك
تراقب خطواتك
تتحدث معك عن كلّ شيء
تستخدم كلمة «أحبكَ» فواصل بين جملها،
تسمع اسمها منك
وتعشق تكراركَ له
كلّما قلتَ «بسمة»
نهضتْ امرأةٌ من داخلي
وأحبتْك…
وبحثتْ عنك في البيت.
٭ شاعرة سورية
11/4/2017
بسمة شيخو