إصدارات حديثة
[wpcc-script type=”8f6b51f20058298e1f41d8e8-text/javascript”]
القاهرة ـ «القدس العربي»: «جودو» بيكيت و«1984» أورويل جديد آفاق عالمية
عن سلسلة آفاق عالمية/المئة كتاب، التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة في القاهرة، ويرأس تحريرها الشاعر رفعت سلام، صدر عملان من أهم كلاسيكيات القرن العشرين، وكل منهما لم يزل لصداه وانعكاساته أكبر الأثر على الحالة الأدبية والواقع الاجتماعي.
«في انتظار جودو»
عمل صمويل بيكيت الذي أحدث طفرة في عالم المسرح، من خلال النص المسرحي «في انتظار جودو» كممثل رئيس لتيار مسرح العبث، بعد الحرب العالمية، الذي أصبح يمثل تياراً فكرياً كبيراً في عالم الفلسفة والنقد الأدبي. قامت بالترجمة رانيا خلاف، وراجعها وقدّم لها في دراسة مستفيضة محمود نسيم، الذي ذكر أنه منذ عرض المسرحية الأول في باريس 1953، والقراءات عنها تتجدد باستمرار، سواء عند عرضها أو التعرض النقدي لها، وكأن المسرحية تقدّم لأول مرّة، وهي حالة خاصة لم يشهدها نص مسرحي من قبل.
شجرة جافة وطريق ريفية ومساحة فارغة، هذا هو المكان، بينما شخوصه مشردون وعجائز، وبينهم لغة مُبهمة لا رابط لها ولا اتصال. مسرح بيكيت الذي يمثل أقصى حالات التعبير عن اليأس والخلل الأصلي في تكوين العالم، من خلال الشخصيتين الأساسيتين في النص (استراجون، فلاديمير) حيث لا مشاعر بينهما، فقط مصادفات، وعلاقة قائمة على انعدام البديل. فالحقيقة الوحيدة هي الانتظار، وكل ما عداه مشكوك فيه من الأساس … المكان والشجرة واليوم وجودو ذاته، ومن هنا يبدو التعرّض لخدع العقل والذاكرة، كالتوهم بوعد حضور مؤجل، أو الإيحاء بزمن فعلي كان جودو موجوداً به، وبالتالي من المحتمل تكرار وجوده الآن أو غدا أو بعد غد» … ما لا قيمة له لا يمكن الحط من شأنه. هذا هو مصدر التطهير الداخلي في تشاؤمية بيكيت.
أس ينبغي أن يبلغ الحدود القصوى للمعاناة، ليكتشف أن التعاطف بلا حدود/من خطاب حفل جائزة نوبل 1969».
«1984»
ومن العبث الفلسفي إلى عبث السُلطة ــ إن جاز التعبير ــ وذلك من خلال آخر أعمال (جورج أورويل 1903 ــ 1950) رواية «1984»، التي كتبها في عام 1949، وقام بترجمتها والتقديم لها في نسختها العربية الجديدة عمرو خيري، ذاكراً أنها جاءت بعد مسيرة أورويل الطويلة في الكتابة ومعايشة الواقع، كالعمل في الصحافة والنقد، وكشرطي وعامل في مكتبة، ومتطوع في الحرب الإسبانية. ويُشير المترجم إلى أنه في عمله هذا راعى عدة نقاط منها نقل روح العمل إلى اللغة العربية، أكثر من النقل الحرفي للكلمات أو العبارات، أو الالتفاف عليها بعبارات تبدو بعيدة عن روح النص، إلا أن الإشارة الأهم التي أوردها المترجم، تعود إلى النص ذاته وكيفية التعامل معه، خاصة أن شهرته وفكرته الأساسية أصبحت أشهر من النص الأساسي، خاصة عند تناول وسائل الإعلام له، للدلالة على حالة سياسية أو موقف سلطوي ما، إذ يقول المترجم .. «أرجو من القارئ أن يمضي في قراءة هذه الرواية بعيداً عن التصورات السائدة عنها، من قبيل أنها تطعن في اليسار، أو تنزع إلى سب وتشويه تجربة الاتحاد السوفييتي، وهو التصور الذي قد يراه الكثيرون بعيداً كل البعد عن الصواب. فالأصل أن دخول عالم الرواية من دون تحيزات، هو أفضل سبيل لاستيعابها».
«بار أم الخير» … تجربة بالعامية للروائي محمد دواود
عن دار (ميريت للنشر) صدرت رواية «بار أم الخير» للروائي محمد داود، وهي العمل الخامس له بعد عدة روايات لافتة، مثل.. (قف على قبري شوّيا، السما والعما، فؤاد فؤاد، وأمنا الغولة).
وتأتي «بار أم الخير» في سياق مختلف ليس فقط على مستوى الحكاية والسرد وطبيعة الشخصيات، بل من خلال اللغة العامية المصرية المُستخدمة طوال الرواية، لتدخل ضمن التجارب الروائية العامية المعدودة في الأدب الروائي المصري، خاصة العمل الرائع «قنطرة الذي كفر» لمصطفى مشرّفة. ويحمل داود دوماً في أعماله حِساً عالياً من السخرية، وقد تأكد ذلك في الرواية بصورة أكبر، ليصل الأمر بأنه من البداية يسخر من نفسه/الراوي، ومن الشخصيات ومواقفها، وهي تجاهد للتحايل على الحياة لاستمرارها بشتى الطرق.
«وداعاً أيتها السماء» في طبعة ثالثة
وعن الدار نفسها (ميريت) صدرت الطبعة الثالثة لرواية «وداعاً أيتها السماء» لحامد عبد الصمد. هذه الرواية الأولى لكاتبها، التي أثارت ضجة كبيرة عند صدورها في نسختها الألمانية تزامناً مع صدورها بالعربية في طبعتها الأولى عام 2008.
وعبد الصمد يعنى بشؤون العالم الإسلامي، ويقوم بالتدريس في إحدى الجامعات الألمانية، وفي الرواية يسرد المؤلف تجربة رحيله إلى ألمانيا لاستئناف الدراسة، وكشف العديد من مواقف الزيف والنفاق في المجتمعات الشرقية، خاصة المجتمع المصري، الذي يبدو ظاهرياً في غاية التديّن، لكن سلوكاته تتنافى تماماً مع المظاهر الخادعة التي يعيشها.
الرواية تناقش فكرة الدين وأثرة الاجتماعي على العلاقات بين الأفراد، والبحث عن إله رحيم، وسط كل هذا الركام من العنف والتعصب والفساد الأخلاقي. وتحاول تجسيد موقف وجودي لشخص حائر بين منظومتين مختلفتين من التفكير، حضارة غربية ذات عقل ناقد، وكائن شرقي مسكون بالهواجس، ولا يستطيع التعبير عن نفسه إلا في الخفاء.
«فكرة التنوير بين لطفي السيد وسلامة موسى»
ضمن سلسلة الفلسفة التي تصدرها الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، صدر كتاب بعنوان «فكرة التنوير بين لطفي السيد وسلامة موسى» لعصمت نصار، الذي يتتبّع المشروع التنويري لكل من الرجلين، ومدى الاختلاف والاتفاق بينهما في القضايا المُثارة وقتها، والتي لم تزل تثار في المجتمع المصري والعربي بشكل عام، مثل… الموقف من التراث والدين، الحرية كالمرأة وحرية العقيدة، الإصلاح الاجتماعي والسياسي كالهوية والقومية العربية. ويُشرّح المؤلف وجهة نظر التيارين المختلفين، الذي يمثلهما كل من الرجلين، التيار الليبرالي الذي يمثله لطفي السيد، واليسار الاشتراكي الذي مثله سلامة موسى. والمؤثرات الغربية التي ساعدت في بلورة وجهة نظر كل منهما، وتأثير ذلك على المناخ المصري، والأجيال اللاحقة من المفكرين والأدباء، كطه حسين ونجيب محفوظ وغيرهما. جاء الكتاب في 650 صفحة من القطع المتوسط.
السيرة النبوية بالسرد الشعبي
ضمن إصدارات الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، صدر كتاب «سيرة الرسول بالموال الشعبي» لعبد الفتاح شلبي (1905 ــ 1977).
وهو سرد جديد للسيرة النبوية من خلال الحكي الشعبي/الموال، وذلك بداية من قصة (إبراهيم)، وحتى حجة الوداع ووفاة (مُحمد).
فيقول … «عاد الرسول م الحرم للفرش من تاني/لعائشة وحجرها ولقلبها الحاني/بين سَحرها ونحرها راقد وبيعاني … مات الرسول الحبيب دلوقتي يا أحباب/لكن عمر قال يموت ازاي ده عنكم غاب/ وراح يعود تاني بعد شوية للأصحاب/كانه نايم ولازم يصحى من نومه/بعد أربعين يوم رجع موسى إلى قومه/لازم نبينا يعود لما يحين يومه/إنتظروا ساعة قدومه وافتحوا له الباب».
محمد عبد الرحيم