الأغنية: الصورة  حكاية أخرى 

في ما قبل ظهور الفيديو كليب ارتبطت الكثير من الأفلام بالأغاني، وبالعكس، فكانت غالبية من كتاب السيناريو والمخرجين يضعون أفلاما خاصة لمطربة أو مطرب، وأحيانا ما كان يجتمع أكثر من مطرب في فيلم واحد. كان التصوير حينها يعمد إلى كليب بدائي لكنه مرتبط بأحداث الفيلم.

الأغنية: الصورة  حكاية أخرى 

[wpcc-script type=”1ec3a25d634a05f6664f0263-text/javascript”]

في ما قبل ظهور الفيديو كليب ارتبطت الكثير من الأفلام بالأغاني، وبالعكس، فكانت غالبية من كتاب السيناريو والمخرجين يضعون أفلاما خاصة  لمطربة أو مطرب، وأحيانا ما كان يجتمع أكثر من مطرب في فيلم واحد. كان التصوير حينها يعمد إلى كليب بدائي لكنه مرتبط بأحداث الفيلم.
وقد ظهرت ثنائيات فنية كثيرة فرضتها الأفلام الغنائية، فكان عبد الحليم حافظ يظهر مع شادية غالبا، أو مع صباح، وأنور وجدي يشارك ليلى مراد البطولة، وحصة كبيرة لفريد الأطرش في أغاني الأفلام، أيضا عبد الوهاب وحتى أم كلثوم مثلت في السينما لتدعم حضور أغانيها المصورة وغيرهم الكثير من النجوم، وظلت شاشات التلفزيون تعرض الأغاني المصورة حتى زماننا الحاضر.
وكانت الأفلام التي تعتمد على المطربين في البطولات تحصد دخلا عاليا من خلال شباك التذاكر الذي يتسابق عليه محبو الغناء والسينما أيضا. غالبية الجمهور تريد أن ترى المطربة أو المطرب وهو يتحدث بعيدا عن الغناء، كيف يتحرك، وكيف يعبر عن نفسه ومشاعره، وكانت الأفلام تمنح فرصة كبيرة للمطربين في انتشار أغانيهم وقتها، وتعزز نجوميتهم وتصل لجمهور بعيد لم يتمكن من حضور الحفلات، خصوصا أن الفيديو كليب الذي تختص به محطات كثيرة الآن لم يكن متوفرا.
ومن النادر أن نجد مطربة أو مطربا، خصوصا ممن اشتهروا في مصر، سواء أكانوا مصريين أو من جنسيات عربية أخرى وفدوا الى مصر لتأكيد حضورهم على الساحة الفنية، لم يسجلوا ظهورهم سينمائيا، فكانت وردة الجزائرية وأسمهان ونجاة الصغيرة ومحرم فؤاد وهاني شاكر وماجدة الرومي وصولاً إلى جيل معاصر مثل علي الحجار وعمرو دياب ومحمد منير، الى آخر العنقود من الشباب تامر حسني وغيرهم الكثير ممن لعبوا أدوار بطولة في السينما المصرية.
وكعادة الرحابنة أيضا في الحضور الفني في كافة المجالات، وجدناهم لم يبخلوا على نجمتهم فيروز في إنتاج أفلام غنائية تتصدرها في أدوار بطولة مثل «بياع الخواتم» وغيره. الغرب كان له حصة كبيرة في إنتاج الأفلام التي تضع من الأغاني عنوانا عريضا لها، ومن منا ينسى فيلم «صوت الموسيقى»؟ وفي حين اعتمد العرب غالبا على «تفصيل» الفيلم ليناسب مطربة أو مطربا معينين، لجأ الغرب إلى البحث عمن يؤدي الدور الغنائي في الفيلم المعد مسبقا على فكرة مهمة تعزز أهمية الغناء والموسيقى كقيمة وحاجة من دون أن يكون هناك مطرب في البال يؤسس السيناريو بناء على مواصفاته.
هناك أيضا من النجوم من غنوا في أفلامهم من غير أن يعلنوا عن أنفسهم كمغنين، ولعل أشهرهم النجمة الراحلة سعاد حسني، التي أشتهرت أغاني أفلامها كثيرا، كفيلم «أميرة حبي أنا» أو «خلي بالك من زوزو» وغيرهما من أفلام.
السينما الحديثة أيضا استفادت من نجومية المغنين فسارعت إلى تصديرهم لأدوار البطولة في عدد من الأفلام، لكن مع الحضور الكبير للفيديو كليب تراجعت الأفلام التي تصدر المغنين في بطولاتها، فقد أصبح الفيديو كليب حديثا يؤدي غالبا ما يشبه قصة كاملة لها بداية ونهاية وحدث، وأصبحنا نرى من خلال الكليب المغني وهو يمثل ويرقص، والجمهور يتابع هذه الكليبات بشكل مكثف مع توفر المحطات التلفزيونية التي اختصت 
بهذا النوع من الفنون، بالتالي أصبح حضور المغنين كثيفا، وتحققت لهم من خلال الكليبات النجومية التي كان يحققها من سبقهم عبر الأفلام، بل أننا على العكس تماما بدأنا نرى مشاركة من ممثلين وممثلات في الكليبات، بحيث أصبح هناك ما يشبه تبادل أدوار.
أصبحت الكليبات بغض النظر عما تحتويه من قيمة فنية مدارا كبيرا للربح التجاري وصناعة، لها مخرجوها المختصون ووجوهها، كما لها نجومها أيضا لا بالغناء 
وحسب انما أيضا نجوم يظهرون ضمن سيناريو الكليب.
وصرنا نرى أيضا نجومية لهذه الوجوه التي استثمرها مخرجو الكليبات، ومنهم من ليس عربيا، ولهم جمهور يبحث عنهم بين وجوه الكليبات. وكما هو الحال في كل شيء، يفترض التغيير والتطور فقد رأينا المخرجين يلجأون إلى الخبراء في التكنولوجيا، فظهرت كليبات ثلاثية ورباعية الأبعاد وتقنيات أخرى. ورأينا أيضا صناعات كثيرة أفسحت المجال أمام جيل جديد ليعبر عن مواهبه في اتجاهات فنية مختلفة، ولعل أبرزها الآن «ميوزيكلي» التي لا يقوم فيها من يشارك بالغناء إنما بتمثيل الغناء والقيام بحركات تعبر عن الأغنية، وكما يبدو فإن كل ثانية تمر يقوم محبو هذا البرنامج بتنزيل 9 آلاف فيديو على الأقل.
وسبق «ميوزكلي» الكيرياكي، الذي يعبر فيه محبو الغناء عن مواهبهم، فيستفيدون من موسيقى الأغنية ويطلقون أصواتهم من خلاله كبديل عن صوت المغنية أو المغني، ومن خلال الكيرياكي ظهرت مواقع كثيرة مثل «ماينس 1» وغيرها، ولعل «اليوتيوب» ظل «النجم» الأكثر حضورا لمحبي الغناء كي يقوموا بممارسة هواياتهم.
هكذا وجدنا أن التقنيات الحديثة والتطور الهائل في التكنولوجيا، خصوصا في ما يخص الحواسيب وبرمجتها، قدم مدخلا جديدا لصناعات مختلفة، وفتح الآفاق أمام الجمهور ليعبر عن مواهبه وهواياته.
كما أن التقنيات المختلفة ساعدت الكثير من الشباب كي يقوموا بتطوير مهاراتهم، والاحتكاك مع جمهور أصبح يتابعهم، فوجدنا أن عددا كبيرا من الهواة وممن لم 
تسجلهم قوائم المطربات والمطربين لهم حضور خاص على اليوتيوب من خلال قنوات خاصة بهم أصبح لها جمهورها.

٭ موسيقي عراقي

الأغنية: الصورة  حكاية أخرى 

نصير شمه

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *